بعد دحر الإرهابيين في جنوب سوريا، وانتهاء المهمة الاستخباراتية الموكلة إليهم، أقر كيان العدو الصهيوني بقيامه بـ"عملية سرية ليلية" هرب خلالها نحو 800 عنصر ممن يسمون بأصحاب "الخوذ البيضاء" ومن معهم من منطقة في جنوب سوريا ونقلهم براً إلى الأردن، وذلك بناء على طلب من واشنطن.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أمس، إن "عملية الإجلاء تمت بناء على طلب من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية"، مشيراً إلى أنه تم نقلهم إلى الأردن ومن هناك سيتم استيعابهم في بريطانيا أو ألمانيا أو كندا.

واشار أدرعي في تغريدة على صفحته على "تويتر" إن "إسرائيل أنقذت الناشطين وذويهم الذين فروا من القتال في الجنوب السوري بناء على طلب واشنطن ودول أوروبية، وذلك بعد أن كانوا "تحت تهديد فوري لحياتهم"، زاعما بأن نقل الفارين إلى دولة مجاورة، لم يسمها، جاء "كبادرة إنسانية استثنائية"، وأن كيان الاحتلال لا يتدخل بالحرب في سوريا، مدعياً أن "إسرائيل مستمرة باعتبار الحكومة السورية مسؤولة عما يجري في البلاد"، على حد قوله.

بدورها، أعلنت الحكومة الأردنية أنها سمحت بـ"تنظيم مرور نحو 800 من عناصر "الخوذ البيضاء" قادمين من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في سوريا عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد في بيان قوله إن "الحكومة أذنت للأمم المتحدة بتنظيم مرور نحو 800 مواطن سوري (عناصر الخوذ البيضاء) عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية هي بريطانيا وألمانيا وكندا"، مضيفا ان الدول الغربية الثلاث "قدمت تعهداً خطياً ملزماً قانونياً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم"، مشيراً إلى أنه "تمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة"!!

ولفت إلى أن "هؤلاء العناصر سيبقون في منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم عبر الأردن والتي التزمت بها الدول الغربية الثلاث على أن يكون سقفها ثلاثة أشهر".

وتأتي عملية التهريب هذه بعد أن كشف دبلوماسيون ومسؤولون فى الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي، ان الولايات المتحدة وكندا ودولا أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا ناقشوا خططا سرية "لاجلاء" عناصر المنظمة، وذلك بعد افتضاح الدور التضليلي الذي لعبته في قلب وتزييف الحقائق.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده ستستقبل عناصر المنظمة الذين أجلاهم كيان العدو من سوريا مؤخرا، حسب ما ذكرت مجلة Bild.

وقال ماس في هذا الصدد: "سيجد العديد من هؤلاء المنقذين الشجعان الحماية والمأوى، وبعضهم سيجدها في ألمانيا". وفيما لم يحدد الوزير عدد الذين سيتم استقبالهم، رجحت  المجلة أن يصل عددهم إلى حوالي 50 عضوا.

كما أعلنت الحكومة الكندية استعدادها لاستقبال 50 عنصرا من ما يسمى بـ"الخوذ البيضاء"، ولم أن يصل عدد العناصر من الذين يمكن لهم أن يصلوا إلى كندا إلى 250 عنصرا.

ومع الأخذ بعين الاعتبار، أن الحكومة الألمانية أعلنت في وقت سابق عن استعدادها لاستقبال عناصر من المنظمة، فإن مجموع من سيتبقى من العناصر الـ800 سيكون حوالي 500 عنصر، وسيتحتم على بريطانيا الصامتة حتى الآن التكفل بالباقين ومن معهم.

وكانت "الخوذ البيضاء" قد تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطانى أمريكي غربي، حيث أثار تحديد نطاق عملها فى أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية حصرا الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم وخصوصا أن افرادها ينتمون الى هذه التنظيمات كما ظهروا فى مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوفها.