ارشيف من :أخبار عالمية

فورين أفيرز: زمن سيطرة أمريكا على مناطق المصالح في العالم أوشك على نهايته

فورين أفيرز: زمن سيطرة أمريكا على مناطق المصالح في العالم أوشك على نهايته

قالت مجلة "فورين أفيرز" الامريكية يوم امس الاثنين، ان زمن سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على مناطق المصالح في انحاء العالم، منذ فترتي الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة أوشك على نهايته . وأضافت المجلة في دراسة لها ان الاسس العسكرية للهيمنة الامريكية في العالم تتعرض للتآكل بعد عدة عقود من التفوق الكبير في التكنولوجيا والموارد, الامر الذي منح المؤسسة العسكرية الامريكية قدرة لا تضاهي في اظهار قوتها في كل انحاء العالم .
 
وذكرت الدراسة ان السنوات الاخيرة شهدت عدة أحداث متلاحقة كشفت ان الوسائل والاساليب التقليدية لامريكا في اظهار القوة والوصول الى المشاعات العالمية تغدو عديمة الفائدة . وأضافت ان الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006 شكلت انذارا مبكرا للخطر الداهم حيث انها كشفت عن أشكال جديدة من لصراعات غير التقليدية عرفت باسم اعمال حربية غير تقليدية استخدام ظروف تتوفر فيها تكنولوجيا رفيعة المستوى كما أظهرت لحرب مدى صعوبة قيام القوى العسكرية ذات البنى التحتية لاقتصادية الحساسة والمناطق المكتظة بالسكان في اجهة قوى غير نظامية .

وقالت الدراسة ان فضاء الانترنت يعد نطاقا اخر من النطاقات التي زداد خطرها على المؤسسة العسكرية الامريكية فتقنيات المعلوماتية تدخل في صميم عمليات الجيش الامريكي بدءا من الامور اللوجستية والقيادات والمراقبة والتوجيه الى الاستهداف والتوجيه ومع تنامي الاعتماد على تقنيات المعلوماتية فان هذه التقنيات بدورها معرضة للتعطيل وخصوصا شبكات ساحة المعركة التي تصل القوات الامريكية بعضها ببعض . وأضافت ان هذه الحالة من الانكشاف المعلوماتي تؤثر ايضا على البنية الاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية حيث ان جميع مفاصل الحياة الامريكية من وسائل النقل الى الكهرباء الى المال تعتمد على الشبكات العنكبوتية والتي تزايدت الهجمات عليها منذ عقد على الاقل .

وقالت المجلة ان العمليات العسكرية الامريكية تعتمد بشكل كبير شبكات المعلوماتية التجارية الارضية وبالتالي اذا ما تعرضت هذه الشبكات للهجوم ولحق بها ضرر كبير فان الاثار لن تقتصر على الخسائر الاقتصادية بل سوف تتعداها الى الاضرار بالقدرات العسكرية الامريكية المتطورة .

وأضافت ان التاريخ خير دليل على انه لم يسبق بان تمتعت اي قوة عسكرية باحتكار دائم لقدرات ما فالتكنولوجيا تنتشر بشكل لا يمكن تفاديه والثروات العسكرية الامريكية المتضائلة هي نتيجة حتمية للخسارة التي لا يمكن تفاديها لاحتكار الاسلحة الموجهة . وأوضحت الدراسة ان الاستراتيجية الامريكية يجب ان تلاحظ تضاؤل ثروتين غيرعسكرتين تتمثلان في تآكل الوضع الاقتصادي الامريكي وحقيقة ان حلفاء الولايات المتحدة لن يسهموا في تحمل حصة اكبر من الاعباء الامنية . و

ختمت الدراسة بالقول ان الوضع القائم يدعو الولايات المتحدة الى انتاج استراتيجية اكثر تواضعا من تلك التي اعتمدتها ادارة جورج بوش بعد احداث الحادي عشر من ايلول تعكس بشكل افضل الموازنة بين الاهداف والموارد و تقلل من التركيز على الثروات العسكرية المتضائلة وتضع في اولوياتها تحديد واستكشاف وتطوير واستغلال نطاقات جديدة من الامتيازات والثروات.
2009-09-08