ارشيف من :أخبار عالمية

مشعل معلناً بدء الحملة الانتخابات الرئاسية..

مشعل معلناً بدء الحملة الانتخابات الرئاسية..

فيما اعتبره مراقبون أنها بداية "حامية الوطيس" لحملة الانتخابات الرئاسية التي ستكون هي الأخرى "حامية الوطيس" أيضاً، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن الحركة لن تعترف بمحمود عباس رئيساً بعد انتهاء فترة ولايته الرئاسية في التاسع من كانون الثاني المقبل، وقال مشعل إنه "لا شرعية لأي رئيس سلطة بعد 9/1/2009، ومهما اتخذ الرئيس المقبل من غطاء أو دعم فإن كل الغطاء السياسي من العالم لن يجديه نفعاً إن لم يكن عبر الانتخابات أو في ظل وفاق وطني» مؤكداً أنه سيكون لـ"حماس" "دور مفصلي" في الدورة الانتخابية المقبلة وأنها "ستحترم نتائج أي انتخابات قادمة نزيهة".

وفي الأمسية الرمضانية التي أقامتها حركة حماس في دمشق، طالب مشعل الدول العربية بالعمل على طرح كل المواضيع الخلافية في الساحة الفلسطينية على طاولة التفاوض بين الأطراف، دون أن يقتصر الأمر على ملفات استعادة "إقليم غزة وتشكيل حكومة تكنوقراط" لا علاقة لها بالفصائل وتاريخها النضالي، موضحاً أن "حماس" تجاوبت مع كل الجهود السورية والمصرية والسعودية واليمنية الرامية لحل هذه الخلافات.

حماس لن تقبل أي مصالحة تخدم أجندة طرف معين ولا تخدم المصلحة الوطنية 
وحضر الأمسية الرمضانية المئات بينهم مثقفون وحزبيون وقادة فصائل فلسطينيين، منهم أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد، وأمين عام حركة فتح الانتفاضة أبو موسى، ورئيس منظمة الصاعقة سامي قنديل، إضافة إلى عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس.

وطالب مشعل بالذهاب إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية وحماية الساحة الفلسطينية من التدخلات الخارجية. وقال "أزماتنا الداخلية كفلسطينيين وعرب تشغلنا عن أزمتنا مع عدونا". مشيراً إلى الواقع الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية المحتلة من تهويد للقدس واعتقالات واغتيالات.

وأوضح مشعل أن العناوين الرئيسية للمصالحة تتضمن ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفاً: "نريد حكومة وحدة وطنية وأن نؤسس لاحترام اللعبة الديمقراطية".

لكن مشعل أكد في الوقت نفسه أن حماس لن تقبل أي مصالحة تخدم أجندة طرف معين ولا تخدم المصلحة الوطنية، ودعا إلى حماية الساحة الفلسطينية من التدخلات الخارجية والإقليمية.

مؤكداً رفض "حماس" أي تدخل من شأنه إعاقة الجهود المصرية الرامية لتفعيل الحوار الوطني الفلسطيني.

وأبدى القيادي الفلسطيني البارز استغرابه إزاء الموقف العربي الجديد بشأن الانقسام الفلسطيني، وقال "استوقفني ما ذهب إليه بعض العرب في أن يحملوا الشعب الفلسطيني المسؤولية، بعد سنة وثلاثة أشهر أصبحت الخلاصة في أن الفلسطينيين هم الذين يتحمّلون المسؤولية"، واصفاً هذا الحكم بـ "القاسي".

ورأى مشعل أن السبب الأول للانقسام الفلسطيني هو "التدخل الخارجي، فالجنرالات الأمريكيون يدربون أجهزةً أمنية جديدة في الضفة الغربية  يستبعدون عنها كل مناضل، ويريدون أدوات بلا تاريخ، مرتزقة يجلبهم الدولار".

أمّا السبب الثاني فهو "أطراف في الساحة الفلسطينية لم تتحمل اختيارات الشعب السياسية، فانقلبت على نتائج صناديق الاقتراع"، وأكّد أن حركته طرقت كل أبواب الحوار، وتجاوبت مع الجهود "السعودية والمصرية والسورية واليمنية والسنغالية ووقعت على إعلان صنعاء، وتدخلت "إسرائيل" والولايات المتّحدة وكان تشيني في المنطقة وهدّد وشطب إعلان صنعاء".

"إسرائيل ما زالت تهددنا تهدد فلسطين ولبنان وإيران ، وهي تسعى لانتزاع الدور الإقليمي من الدول العربية وتريد أن تكون اللاعب الوحيد في المنطقة" 
وفي هذا الصدد أعلن مشعل أن "حماس" تؤيد من يريد تحديد المسؤولية قائلاً "من يريد أن يحدد المسؤولية فنحن معه ولكن افحصوا الأمور جيّداً"، مؤكّداً في ذات الوقت على أنّ "حماس" لا تحشر في الزاوية".

ودعا مشعل قادة الأمّة أيضاً إلى حماية الساحة الفلسطينية من التدخّلات الخارجية، وقال "نحن  نتمنى على الجامعة العربية أن تضع فيتو على كل تدخل دولي أو إقليمي"، 

وتابع: "إسرائيل ما زالت تهددنا تهدد فلسطين ولبنان وإيران ، وهي تسعى لانتزاع الدور الإقليمي من الدول العربية وتريد أن تكون اللاعب الوحيد في المنطقة". واستشهد مشعل بعدة أمثلة ممن خذلتهم الولايات المتحدة وتطرق لما فعلته الإدارة الأميركية بجورجيا "حين ورّطتها ثم تركتها"، معتبراً أن العالم "مقبل على نظام دولي قائم على تعدد الأقطاب في ظل ما نشهده من فشل السياسة الأميركية في العراق و أفغانستان وكسر سورية للحصار الذي فرضته الولايات المتحدة".

وفي ظلّ التطورات على الساحة الدولية اليوم، أوضح مشعل أن أمريكا "خذلت أقرب الأصدقاء إليها، وهي اليوم مشغولة بانتخاباتها، ومشغولة بملفات دولية فرضه علية الكيان الصهيوني، ومشغولة بالعملاق الروسي والعملاق الصيني"، وبالتالي اعتبر أن الولايات المتحّدة باتت غير مهتمّة بالمنطقة، خاصّة بعد أن "فشلت عسكرياً، وكذلك فشلت كل سياساتها في المنطقة".

مشعل معلناً بدء الحملة الانتخابات الرئاسية.. ودعا مشعل القادة العرب إلى "إعادة النظر في خياراتنا السياسية، ونحن قادرون على اشتقاق قرارات واقعية للغاية" حسب وصفه، كما دعاهم إلى "طرد الوساوس بأن أمريكا تهيمن علينا"، مبيّنا في الوقت نفسه أنّه "لا بأس من التعامل مع أمريكا ولكن بنديّة".

كما شدد على ضرورة التفاف الحكومات العربية حول خيارات شعوبها والجيوش العربية حول حركات المقاومة، موضحاً أن حركات المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان تضع نفسها في خدمة "قيادة عربية قادرة على احترام شعوبها".

واعتبر مشعل رفض الولايات المتحدة لاتفاق مكة عام 2007 ودعمها لنفر من الداخل للانقلاب عليه، بمثابة مؤشر واضح على أن سياسة واشنطن على الدوام تسعى لتفريغ أي جهد عربي يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.

وأكد رئيس المكتب لسياسي لحركة حماس أن الحركة لن تقبل "بأي تسوية يصنعها المفاوض الفلسطيني مع' اسرائيل' خاصة إذا انتقصت من حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية أو خرجت عن وثيقة الوفاق الفلسطيني" مضيفاً إنه "لا يستطيع أي قائد عربي أو مسلم أو فلسطيني، أن يوفر غطاء لمثل هذه الأمر".

وحول ما نُشِر مؤخّراً من تصريحات بخصوص حق العودة قال مشعل "إنّ العدو يصنع حقائق على الأرض، ويساومنا حتى على حدود 67"، وأكّد على أنّ اللاجئين الفلسطينيين هم ستة ملايين لاجئ، وقال "هؤلاء أحرار وأبناء وطن، وليسوا درجة ثانية من أبناء الشعب الفلسطيني".

وفيما يخصّ قضية تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس، جدّد مشعل التأكيد على أن "حماس" لم ترجئ ملف المفاوضات بهذا الشأن، ولم تبالغ في إدارة هذا الملف"، وأعلن في هذا السياق "رفض "حماس" للابتزاز من الجانب الصهيوني لتقليص العدد" من الفلسطينيين الذي تطالب حماس بتحريرهم من الأسر من ألف إلى 450 أسيراً، وجدد "حرص "حماس" على إتمام الصفقة بأسرع ما يمكن، وسنتجاوب مع كلّ الجهود كلها، لأننا نريد ما يوصلنا إلى الهدف".

وطالب مشعل الدول العربية بكسر الحصار الجائر المفروض على غزة منذ سنة وثلاثة اشهر، وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية ستحترم قرار الدول العربية عندما تعلن كسر حصار غزة من طرفٍ واحد. وتساءل "أيعجز العرب عن أن يتنادوا إلى قرار أصيل يرضي الله والضمير ويعلن العرب فيه كسر الحصار من جانب واحد؟".

كما ثمّن مشعل المبادرة التي قام بها المتضامنون الأجانب بإدخال السفينتين إلى قطاع غزّة، شاكراً إياهم على هذه الخطوة الإنسانية الشُجاعة.

وفيما يتعلق بملف معبر رفح الحدودي، لفت مشعل إلى اقتراح الحكومة الفلسطينية المقالة بإدارته من قبل كل من مصر و"حماس" والرئاسة الفلسطينية والأوروبيين، وقال إن اعتراض "حماس" يتمثل في رفض التدخل الإسرائيلي بإدارة شؤون المعبر.

ودعا مشعل الحكومة اللبنانية لإعادة إعمار مخيم نهر البارد بأسرع ما يمكن ودعا الدول العربية لمساعدة المسؤولين اللبنانيين في ذلك، رافضاً في الوقت ذاته القبول بالتوطين، وتابع: 'لا نقبل وطناً بديلاً ولا نقبل صيغة تلتف على الحق الفلسطيني'. وقال: 'القدس هي القدس ولا بديل عنها أبداً'.

2008-09-15