ارشيف من :أخبار عالمية

ما وراء العمليات الإستباقية للجيش الجزائري شرق البلاد

ما وراء العمليات الإستباقية للجيش الجزائري شرق البلاد

عاد ملف الإرهاب إلى الواجهة في البلاد المغاربية بعد جملة الحوادث التي شهدتها المنطقة ودفعت بالكل إلى مزيد من اليقظة والحذر و أخذ الحيطة مما هو آت خلال المرحلة القادمة التي تتزامن مع انتخابات تونس والجزائر وليبيا. فبقطع النظر عما يحصل في ليبيا التي باتت إحدى بؤر الإرهاب في ظل غياب ملامح الدولة وانتشار الفوضى، شهدت تونس في الآونة الأخيرة عملية إرهابية راح ضحيتها عناصر من الحرس الوطني بعد أن نصب لهم الإرهابيون كمينا في منطقة جبلية وعرة كثيفة الغطاء النباتي بمنطقة غار الدماء على الحدود الجزائرية.

وتشهد الجزائر هذه الأيام عمليات ملاحقة للإرهابيين يقوم بها الجيش الجزائري في مناطق متفرقة بشرق البلاد لعل أهمها تلك التي مسرحها منطقة بيسة ببلدة عزابة التابعة لولاية سكيكدة. ومن خلال حجم الخسائر المصرح بها يبدو أن الجيش الجزائري يجد صعوبات للإجهاز التام على هذه المجموعة التي تنتمي إلى تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي بحسب ما رشح من أنباء.

تنظيم الصفوف

تؤكد عديد من الأطراف على أن تجمع ذلك العدد من المنتمين إلى "القاعدة" من الجزائر وتونس وغيرهما كان بغاية إعادة تنظيم الصفوف استعداداً للمرحلة القادمة بعد أن تصدع هذا التنظيم نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها في المنطقة. ولا يخفى على عاقل أن سنة 2019 ستكون سنة حسم بالنسبة لدول تونس والجزائر وليبيا حيث ستشهد تونس انتخابات رئاسية ونيابية فيما ستكتفي الجزائر بالرئاسيات وليبيا بالإستحقاق النيابي.

ويبدو أن ما يشجع إرهابيي "قاعدة" بلاد المغرب على إعادة التنظم هو عودة نظرائهم من حملة نفس الجنسية إلى بلدانهم قادمين من سوريا والعراق التي خربوا فيها خدمة للصهاينة وأصحاب المشاريع الإمبريالية. كما يبدو أن هناك أجهزة خارجية تدفع بدورها باتجاه   الفوضى في كامل المنطقة وليس فقط في الدول المعنية بمشروع الفوضى الخلاقة أو الربيع العربي.

ضرورة اليقظة

ترى الكاتبة والباحثة السياسية التونسية آمنة الشابي في حديثها لـ"العهد" الإخباري أن "ما يحصل في المنطقة من تحركات للعناصر الإرهابية يدفع إلى ضرورة اليقظة والإنتباه لما هم بصدد التخطيط له والذي سيكون هداما في كل الحالات بالنظر إلى الفكر الظلامي الذي يحمله هؤلاء". كما أن توقع الأسوأ من قبل الشعوب المغاربية تدفع إليه، بحسب محدثتنا، التدخلات الخارجية البادية للعيان في شؤون المنطقة من قبل قوى لا تريد الخير لهذه البلدان.

وتضيف الشابي "العمليات التي يقوم بها الجيش الجزائري هذه الأيام في شرق البلاد على غاية من الأهمية باعتبارها عمليات استباقية مبنية على تقارير مخابراتية لذلك نجحت في تحقيق أهدافها. فعنصر المباغتة جد مهم وكذا اختراق هذه الجماعات من الداخل وهو ما نجحت فيه تونس أيضا لكن يبدو أن إقالة وزير الداخلية لطفي براهم من منصبه وتعيين وزير جديد بدلا عنه سيعيد خلط الأوراق".

2018-08-06