ارشيف من :أخبار عالمية
مؤشرات اقتراب معركة إدلب بدأت بالظهور
بدأ سلاح الجو السوري بتنفيذ سلسلة غارات جوية عنيفة جداً على مواقع ومقرات التنظيمات الإرهابية المسلحة في مختلف مناطق وبلدات محافظة ادلب، كل تلك التنظيمات كانت يوم أمس تحت نيران طيران ومدفعية الجيش، حيث يوحي المشهد بأن انطلاق المعركة قد بات قريباً جداً، وقد تزامن ضرب بنك أهداف مقرات الإرهابيين مع استقدام تعزيزاتٍ عسكرية ضخمة جداً من مختلف المناطق السورية نحو جبهات ادلب ومحاورها القتالية.
وألقت الطائرات المروحية السورية على بعض بلدات ريف ادلب قبل يومين منشورات تدعو للانضمام للمصالحة الوطنية وإلقاء السلاح قبل بدء المعركة، في ظل الحديث عن تحضيرات حكومية سورية لاستقبال نازحين من ادلب، هذه المؤشرات تدل على قرب بدء الجيش السوري بمعركة تحرير المحافظة من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي لم تلتزم باتفاق خفض التصعيد الناتج عن تفاهمات أستانة.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي كامل صقر قال لموقع "العهد" الإخباري إنه "يمكن القول بأن معركة تحرير ادلب قد بدأت لطالما أن الجيش السوري قد استقدم تعزيزات عسكرية كبيرة بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد المتوسط والثقيل مع الحشود البشرية المطلوبة لإنجاز هذه المهمة الكبرى و مع تحضيرات سياسية بدأت تتشكل ملامحها بمعنى أن الدولة السورية باتت في خضم هذه المعركة ميدانياً وسياسياً".
واضاف "لا يمكن في معركة إدلب تحديداً تجاهل النفوذ التركي على الإطلاق وهذا الأمر تدركه موسكو جيداً وربما تكون دمشق ليست معنيّة بهذا التفاهم على الأقل من الناحية المباشرة كونها تتعامل مع التركي كعدو مطلق كما حصل في معركة الجنوب إذ لم تكن دمشق معنية بأية مفاوضات ما بين الطرفين الروسي والأمريكي ولكن موسكو كانت تريد ضمان بقاء أمريكا خارج إطار هذه المعركة وخارج إطار عرقلتها وتمت استعادة الجنوب بسلاسة مطلقة من الناحية العسكرية والميدانية"، بحسب حديث صقر الذي أشار إلى أنّ " التركي يمتلك نفوذاً كبيرة في ادلب و موسكو ترتب شيئاً ما مع التركي لتحييد أية تعاطي سلبي مع العملية العسكرية المرتقبة ولربما تبذل جهوداً لاستثمار النفوذ التركي لصالح العملية العسكرية".
و تابع قائلاً أنّ " التنسيق بين التركي و الروسي سواءً على مستوى الملف السوري أو على مستوى ملفات المنطقة عموماً يتجاوز احتمال الخلاف أو التصادم فتركيا ليست في وارد الاصطدام مع روسيا في الملف السوري حتى لا تتأثر ملفات أخرى تبدو في غاية الأهمية بالنسبة لكلا الطرفين، ما يعني أن تفاهم الضرورة هو الذي تقتضيه المرحلة الراهنة في ملف ادلب بين أنقرة و موسكو".
ولفت إلى انه "في مسألة تفاهم الضرورة هذه تركيا مجبرة على أن تتخلى عن الفصائل المسلحة التي دعمتها وهذا الأمر ليس تمنياً بل سيكون أمراً واقعياً إذ سبق للقطري و السعودي و الأمريكي أن تخلوا عن أذرعهم الإرهابية في الميدان السوري فالواقعية السياسية من خصوم دمشق تقتضي منهم أن يتصرفوا وفق هذه الواقعية، فأنقرة كانت تدعم هذه التنظيمات لأهداف معينة ولسيناريوهات محددة والآن باتت المرحلة مختلفة"، وأكد صقر لـ"العهد" أنّ " دخول أنقرة في منصة أستانة مؤشر كبير في المحصلة على أن تركيا جاهزة لتتخلى عن استراتيجياتها التي كانت تمشي على أساسها، و هي تدرك أن معركة ادلب ستحصل ورغم أنها أكثر تعقيداً من المعارك التي سبقتها إلا أنه يمكن فكفكة مشهدها الصعب لصالح سيطرة الجيش السوري كما يمكن فكفكة التنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك إذ يحتوي تنظيم جبهة النصرة في صفوف مقاتليه على درجات مختلفة في طبيعة الانتماء والانغماس ويمكن فكفكة مستويات من هذا التنظيم سياسياً والباقي سيتم التعامل معه عسكرياً وهناك تنظيمات أخرى ربما تكون جاهزة في مرحلة ما من المعركة على أن ترفع الراية البيضاء وتقاتل جبهة النصرة إلى جانب الجيش السوري كما حصل في الجنوب السوري والغوطة الشرقية أيضاً بعد أن كانت هذه التنظيمات ترفض التسوية وإلقاء السلاح في البداية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018