تناول الكاتب سايمون هندرسون التقارير الصادرة مؤخرا، والتي أفادت أن الرياض ألغت خططًا ببيع حصص من شركة "آرامكو"، الأمر الذي دفع بوزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" إلا الإعلان أن الحكومة السعودية ستبقى ملتزمة ببيع حصص في الوقت الذي تختاره وعندما تكون الظروف مناسبة.

وفي مقالة نشرت في موقع "معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى"، أوضح هندرسون أن صحيفة "فايننشال تايمز" فسّرت ذلك على أنه "تأجيل إلى أجل غير مسمى"، وأشارت الصحيفة إلى أن "السعودية تسعى لاقتراض مبلغ 12 مليار دولار من ستة عشر مصرفًا دوليًا لتمويل الاصلاحات الاقتصادية".

واعتبر الكاتب أن "التأجيل في بيع حصص شركة "آرامكو" يشكل على الأرجح إحراجًا لمحمد بن سلمان".

الكاتب تطرق إلى الأزمة التي اندلعت مؤخرًا بين السعودية وكندا، وقال أن "رد فعل السعودية المبالغ فيه شكل صدمة للعالم"، وتابع "لا مؤشرات على المصالحة بين الجانبين حتى الآن"، مذكّرا بموقف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي أعلن مؤخرًا أن كندا ستستمر بدعم حقوق الإنسان".

وفيما يتعلق بالعدوان السعودي على اليمن، أكد الكاتب أن الرياض وأبو ظبي لم تحرزا أي تقدم ميداني، وتطرق في السياق نفسه الى المخاوف الدولية المتزايدة من ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في اليمن.

كذلك ذكّر الكاتب بقيام محمد بن سلمان باعتقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، فضلاً عن عدم إدراك ابن سلمان  "مدى انزعاج واشنطن من الأزمة المستمرة مع قطر"، وفق رأي الكاتب.

وأضاف هندرسون "ابن سلمان قد لا يكون مدركًا لعدم رغبة المستثمرين الأجانب في المجازفة بأموالهم داخل السعودية"، موضحا أن "الفجوة مع كندا قد تدفع هؤلاء المستثمرين الى المزيد من الحذر، وكذلك الامر بالنسبة الى حرب التلفزيونات الفضائية بين السعودية وقطر"، وفق تعبير الكاتب.

الكاتب تناول أيضًا قضية حق المرأة السعودية في قيادة السيارات، مشيرا إلى أنه "على الرغم من إعطاء الرياض للمرأة هذا الحق، إلا أنها تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب اعتقال الناشطات اللواتي طالبن بهذا الحق".

وعن شراء ابن سلمان يختًا بقيمة مليار دولار، أكد هندرسون أن "مثل هذه الأمور لا يُنظر إليها إيجابا خارج السعودية، وقد تتسبب بإحباط المواطنين السعوديين".

وختم هندرسون بالقول "إن حجم الجدل الناتج عن السياسات السعودية على مدار الأعوام القليلة الماضية هو خير دليل على الحاجة إلى شكل من أشكال تصحيح المسار".