ارشيف من :أخبار لبنانية

انطلاقة الحوار وسط المصالحات المتنقلة فهل تنعكس هذه الاجواء الايجابية دفعا قويا للمصالحة الشاملة ؟

انطلاقة الحوار وسط المصالحات المتنقلة فهل تنعكس هذه الاجواء الايجابية دفعا قويا للمصالحة الشاملة ؟
كتب علي عوباني
عشية انطلاق الحوار الوطني بادرت بعض القيادات اللبنانية الى انتهاج خطاب سياسي وحدوي بعيد عن المشاحنات وتكلل هذا الامر بالمصالحات المتنقلة من منطقة الى اخرى , فبعد مصالحة طرابلس جرى اليوم عقد لقاء في دارة الوزير ارسلان في خلدة وشارك في اللقاء الوزير محمد فنيش والنائب علي عمار والحاج وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق ومسؤولين آخرين من حزب الله. كما شارك عن الحزب التقدمي الوزير وائل ابو فاعور والنائب اكرم شهيب ومفوض الاعلام رامي الريس وعدد من المسؤولين الميدانيين والاعلاميين والتربويين.
وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان وضع اللقاء بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي في خانة اعادة الامور الى التشارو والتحاور بين الحزبين على كافة المستويات من اجل اعادة تثبيت النسيج الاجتماعي الوطني في الجبل على قاعدة وطنية واضحة . واصفا اياها بأنه بادرة اولى وجدية لفتح قنوات الحوار بين الاخوة في الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله وآملا ان تعم هذه الخطوة كل لبنان وان يتم مثل هذه الخطوات في كل المحافظات وان يكون لدى الجميع جرأة كافية لطي صفحة الانقسام والتشرذم .
من جهته وجه الوزير محمد فنتيش ان هذا اللقاء جاء ردا على المجرمين والقتلة الذين ارادوا ان يحولوا دون تفاهم اللبنانيين ومشيرا ان الهدف من اللقاء هو فتح قنوات الاتصال بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله ووصف اللقاء بانه بداية لمرحلة جديدة بعد ما جرى من خلافات ونزاع ادى لان تصل الامور الى حد التصادم . ولفت فنيش الى ان هذا اللقاء بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي يندرج في سياق توفير الاجواء المطلوبة تسهيلا للحوار الوطني للوصول الى الاهداف المرجوة لافتا الى ان هذا اللقاء لا يعني انتهاء جهود المصالحة آملا ان يستكمل اللقاءات للوصول الى المصالحة الشاملة مؤكدا ان يد حزب الله ممدودة للجميع.
بدوره اعتبر النائب وائل ابو فاعور ان لقاء اليوم  بحث القيام بكل ما يلزم لانشاء شبكة امان لحفظ العيش الواحد والنسيج الاجتماعي الذي طالما كان قائما سابقا مؤكدا على مشروعية الخلاف السياسي والاحتكام الى العمل السلمي والديمقراطي والى قنوات الحوار .
من جهة اخرى يعلق اللبنانيون آمال كبيرة غدا على طاولة الحوار الوطني , وعلى التفاف زعمائهم وقادتهم السياسيين حول طاولة حوار واحدة بما يوحي بان الاجواء الايجابية ربما تنعكس على الحوار الوطني وان الوقائع تشير الى بارقة امل تلوح في الأفق المسدود منذ عامين لحلحلة العقد السياسية الشائكة التي فرقت بين اللبنانيين حتى قصمت ظهورهم .
فبعد ان اجتاز لبنان  الأسبوع الماضي قطوعا خطيرا  تمثل بقطع دابر الفتنة التي كانت ترمي إلى وأد المصالحات والأجواء الايجابية التي شاعت وهي على قيد الحياة , تنطلق الرزنامة السياسية لهذا الأسبوع من محطة بارزة الثلاثاء المقبل عنوانها طاولة الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا , وفيما تواصل دوائر القصر الجمهوري التحضيرات اللازمة لليوم الحواري الأول لا يزال موضوع الحوار موضع سجال وأخذ ورد بين أطراف الموالاة والمعارضة التي تصر على توسيع رقعته لتشمل أطرافا وطنية لم يتح لها سابقا المشاركة في الحوار الوطني فضلا عن توسيع جدول أعماله ليشمل مواضيع ذات أهمية لا تقل عن الإستراتيجية الدفاعية ومنها بناء الدولة القوية القادرة العادلة والاستراتيجية الاقتصادية ..., وفي هذا الإطار ذكرت معلومات ان بياناً سيصدر عن القصر الجمهوري في الساعات المقبلة يتطرق إلى مؤتمر الحوار المنوي عقده الثلاثاء المقبل , مشيرة الى أن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني أنجزت التصور الذي سيطرحه رئيس الجمهورية بُعيد افتتاح الحوار ويقضي بتشكيل لجان تتولى مناقشة بعض عناوين الإستراتيجية الدفاعية ". 
هذا وفيما تقتصر المشاركة في طاولة الحوار الوطني على الأطراف الاربعة عشر التي شاركت في مؤتمر الدوحة على الاقل في الجلسة الاولى , وصل أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت اليوم , فيما لم يعرف بعد ما إذا كان أمير قطر أو من ينوب عنه سيشارك في افتتاح مؤتمر الحوار أيضا بعد ان تم توجيه دعوة رسمية له .
في هذا الوقت تشير المعطيات ان جلسة الحوار الوطني ستشهد جلسة مفتوحة تنقل على الإعلام مباشرة ويتخللها كلمة رئيس الجمهورية ويتبعها جلسة مغلقة للنقاش في آليات الحوار وامكانية توسيعه , وعلى ما يبدو فان هذه الجلسات ستكون شبه يتيمة في الأمد المنظور خصوصا وإن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيقوم بجولة تقوده بعد ايامم معدودة من انطلاق الحوار الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وبعدها على واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش في الخامس والعشرين من الجاري سيتبعها جولة عربية , مما يضع حدّاً لإمكان تحقيق خرق سريع على طاولة الحوار. 
2008-09-15