ارشيف من :أخبار عالمية

لهجةُ سعودية مغايرة اتجاه سوريا والأخيرة ترحب

 لهجةُ سعودية مغايرة اتجاه سوريا والأخيرة ترحب

علي حسن ـ سوريا

لهجةٌ سعودية جديدة أطلقها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اتجاه سوريا خلال مؤتمره الصحفي الأخير مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو. لهجةٌ رحّب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بها خلال مؤتمر آخر له مع لافروف في موسكو أيضاً بعد يوم واحد. ولا شكّ أن سببها تغيير اللهجة السعودية هي خروج الرياض من دائرة التأثير الميداني في المعادلة السورية بهزيمة التنظيمات المسلحة المدعومة منها، الأمر الذي يفتح المجال على احتمال حدوث تقارب تريده السعودية مع سوريا عبر وساطة روسية، إلا أنّ دمشق ستبني ذلك على أسس جديدة بحسب المحللين بسبب سياسات الرياض المعادية طيلة سنوات الحرب الماضية.

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور بسام أبو عبد الله قال لموقع "العهد" الإخباري  أنّ "الوساطة من قبل الجانب الروسي قد بدأت قبل أكثر من سنتين حيث جرى لقاءٌ بين اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا والأمير محمد بن سلمان، وقد سُرّبَ هذا الأمر للصحافة آنذاك وبعد ذلك لم يحدث أي لقاء آخر وبقي الروس يحاولون إيجاد ثغرة ما في هذا الخصوص"، مضيفاً أنّ "اختلاف الوضع في الميدان السوري وميل الكفة لصالح الدولة السورية قد أجبر الأطراف المعادية على تغيير موقفها وأولهم السعودية، فالجميع يتذكر التصريحات الشهيرة للجبير ضد سوريا والآن يتحدث بلغة أخرى والسبب هو الواقع الميداني الذي تغيّر جذرياً لصالح سوريا".

تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم المُرحب باللهجة الجديدة للسعودية قد لا يكون سببه ما سُمع من الجبير مؤخراً فقط إذ لا يُستَبعد أن يكون هناك لقاء سوري سعودي جديد قد تم مؤخراً في موسكو خصوصاً وأنّ هناك معلومات قد أفادت بأن الجبير قد أخَّرَ سفره من موسكو لأربعة وعشرين ساعة و في ذات الوقت لا نستيطع أن نؤكد ذلك و لكن تصريحات الجبير ورد المعلم المُرحب بها يدل على شئ ما، وفي المقابل أيضاً يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السعودية لا تزال تنفق الأموال ضد سوريا وآخرها المئة مليون دولار التي دفعت لواشنطن ، حيث يُقال أنها فاتورة شن العدوان الجديد على سوريا، وذلك بحسب حديث أبو عبد الله الذي أكد لـ"العهد" أنّه "رغم طراوة الحديث السعودي إلا أنّ الأمر يحتاج للمزيد من الوقت وتفاهمات كثيرة خاصة وأن السعودية كانت ولا تزال تشترط على سوريا قطع علاقتها بإيران والمقاومة في لبنان، الأمر الذي لطالما تحدثت القيادة السورية عنه وأكد عليه الوزير المعلم في مؤتمره مع نظيره الروسي قائلاً أنّ الشراكة مع إيران والمقاومة شراكة استراتيجية لا يستطيع أحد قطعها، فإيران جزء من محور مكافحة الإرهاب المدعوم من السعودية وغيرها".

وأشار أبو عبد الله إلى أنّ "السعودية خرجت من المعادلة السورية نتيجة الهزائم الميدانية التي ألحقها الجيش السوري بالتنظيمات المسلحة المرتبطة بها وهذا سبب رئيسي لتغير لهجتها بالإضافة إلى أنّ الرياض لا تريد لأنقرة أن تلعب دوراً متقدماً على حسابها في المسألة السورية في ظل التنافس السعودي التركي على صعيد العالم الإسلامي والمنطقة".

و أضاف أنّ "السعودية في مأزق كبير في اليمن، وفي سوريا هزمت وخرجت من المعادلة ولم يعد لها أي تأثير بهزيمة التنظيمات التي كانت تدعمها في الغوطة الشرقية وانتقالها إلى ادلب واللعب هناك بيد تركيا، ولذلك تريد السعودية ضمنياً أن يبدأ الجيش السوري عملياته العسكرية في ادلب لأن ذلك سيخرج تركيا أيضاً من المعادلة".

السعوديون لديهم هوس اسمه إيران وعليهم أن يدركوا أنّ العلاقة السورية الإيرانية استراتيجية لا يمكن قطعها أبداً ولذلك يجب أن يعيدوا النظر في كل سياساتهم الخراجية اتجاه سوريا و الدول الأخرى بحسب حديث أبو عبد الله الذي أكد أنّ "العلاقة السورية السعودية المستقبلية ستبنى على أسس جديدة ومختلفة وكل الحديث السعودي عن قطع سوريا لعلاقتها مع إيران مقابل إعادة الإعمار لم تعد تلقَ آذاناً سورية صاغية ودمشق تفكر بعقل بارد اتجاه دول الخليج بشكل عام وتتعاطى معها بشأن هادئ لأنها تدرك أنّ جزءاً كبيراً من الشعب الخليجي غير راضٍ عن سياسة حكامه في سوريا الأمر الذي يدفع الأخيرة للتفكير في فتح الباب مع الخليج مجدداً و لكن وفق أسس جديدة متريثة".

2018-09-03