ارشيف من :أخبار عالمية
قراءة سورية ـ إيرانية في زيارة ظريف إلى دمشق
على الرغم من وضوح العناوين العامة لزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق فإنه ثمة الكثير مما يمكن قراءته بين السطور عن هذه الزيارة التي لم يعلن عنها سابقا وإن كانت غير مفاجئة في السياق الذي جاءت به.
زيارة تحمل رسائل في كافة الإتجاهات
عصام الهلالي، مدير مكتب التلفزيون الإيراني في دمشق يؤكد لموقع "العهد" الإخباري أن زيارة ظريف في هذه المرحلة إلى دمشق تأتي في غاية الأهمية وهي تمهد للقمة الثلاثية المرتقبة في طهران التي تحرص على " الوقوف على الرؤية السورية للصورة المستقبلية وكيفية الحل والأخذ بعين الإعتبار المطالب السورية التي تسبق أي توافق مستقبلي قد يأتي في سياق عملية آستانا للخروج بحل سياسي للأزمة في سوريا".
الهلالي أكد ان أكثر ما لفت نظره في تصريحات ظريف كان عديد الرسائل التي وجهها إلى الجانب التركي، ومفادها بأن مؤتمر طهران مخصص للمرحلة المستقبلية وليس إلى ما نحن عليه الآن، فحين يؤكد ظريف على ضرورة رحيل الإرهاب عن إدلب فهذا الأمر موجه لتركيا بضرورة الإستعداد لمرحلة ما بعد الحرب والتي ستكون الحكومة السورية صاحبة الكلمة المطلقة في السيادة على أرضها وعلى العلاقة مع جيرانها الأتراك الذين سيؤدون دورا مختلفا هذه المرة كما سينص على ذلك مؤتمر طهران المقبل بين قادة روسيا وإيران وتركيا".
الهلالي أكد كذلك على الرسائل الداخلية التي وجّهها ظريف، إذ أن الأخير ركّز خلال لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد على إعادة الإعمار واستعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للإنخراط في هذه العملية على أساس الحلف الإستراتيجي الموجود بين البلدين سواء في أيام الحرب أو في مرحلة السلم والبناء.
مدير مكتب التلفزيون الإيراني أشار أيضاً إلى الرسالة التي وجهها ظريف إلى أعداء الحلف المقاوم أميركا و"اسرائيل"، ومفادها: "جئت إلى سوريا ومن قبلي جاء وزير الدفاع الإيراني وقبله جاء وفد اقتصادي كبير للتأكيد على بناء تعاون استراتيجي طويل الأمد في المجال التنموي والإقتصادي"، وهذا يعني بطبيعة الحال بأن إيران ترسم إلى مرحلة بعيدة في التحالف مع سوريا في إطار محور المقاومة وتدعيم هذا المحور للتصدي إلى المحور الآخر".
اتفاق غير معلن حول إدلب
الهلالي شدد على بوادر التبدل الغربي في المواقف تجاه سوريا وصولا نحو الإعتراف شيئا فشيئا بالهزيمة معتبراً أن "كلام وزير الخارجية الفرنسي عن انتصار (الرئيس) الأسد كان لافتاً"، مضيفا بأن التوجه الحالي للجمهورية الإسلامية الإيرانية يكمن في التعاطي الجدي مع التهديدات الأمريكية بعدوان جديد على سوريا "دون وجود مؤشرات ومعطيات للهجوم، هم يحاولون بناء هذا العدوان على احتمال سيناريو كيماوي في إدلب ولكن يبدو أن إدلب قد انتهت، والأطراف المؤثرة في إدلب على المستوى الإقليمي والطرف الروسي قد وضعت اللمسات الأخيرة للإتفاق حول وضع المدينة، فعندما تقول أنقرة إن هيئة تحرير الشام هي منظمة إرهابية فهذا يعني أنها قد سلمت بالوضع السائد والإتفاق مع موسكو وطهران بهذا الشأن".
المحور المقاوم يفرض أجندة محاربة على الدول الداعمة له
من جانبه، أوضح عضو الوفد السوري السابق إلى مفاوضات جنيف الدكتور أسامة دنورة لموقع "العهد" الإخباري أن هناك نوعاً من المتغيرات التي تتطلب نوعا من الديبلوماسية المكوكية على خط دمشق - طهران ودمشق - موسكو بهدف ضبط الساعات الديبلوماسية والسياسية على توقيت واحد إزاء مجموعة من التحديات التي يمكن أن تظهر في الفترة المقبلة إن كان على مستوى "معركة إدلب الوشيكة، والإعتداءات الإسرائيلية المحتملة، والموقف من منظومة الأمن الإقليمي بعناصرها المتعددة فيما يتعلق بحل الأزمة السورية كحال الخليج مثلاً، وآلية التعاطي مع الإحتلال الأميركي لشرق الفرات، والعلاقات مع العراق"، مضيفا بأن هذا الأمر يستدعي" تشبيكا غير مسبوق وضبطا كاملا للمواقف بين دمشق وطهران بالدرجة الأولى ومع بقية أطراف المحور بدرجة ثانية".
دنورة أشار إلى أن التحرير المنتظر لمحافظة إدلب سيطرح مجموعة من التحديات الجديدة وعلى كافة المستويات إن كان خلال تنفيذ عملية التحرير على المستوى السياسي والدبلوماسي والعسكري أو عبر إدارة هذه الملفات بعد التحرير، فالقوة والوزن الكبير الذي وصل إليه هذا المحور جعله يفرض أجندته في القضاء على الإرهاب على كل الدول الإقليمية المتورطة في هذا الموضوع.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018