ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: بدأ العد العكسي لسآكاشفيلي والناتو يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه

خاص الانتقاد.نت: بدأ العد العكسي لسآكاشفيلي والناتو يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه

كتب جورج حداد

يقول الباحث الاوكراني فلاديمير سادافوي ان "الولايات المتحدة الأميركية هي التي اختارت ميخائيل سآكاشفيلي ليكون رئيسا لجورجيا عام 2003 في أعقاب الانقلاب الوردي، وأن سآكاشفيلي كان الأكثر قبولا لدى واشنطن باعتبار أنه تلقى تعليمه العالي في واشنطن في المعهد الجمهوري التابع للمحافظين الجمهوريين والذي تديره زوجة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، وهذا المعهد مكلف بإعداد قادة أجانب لأنظمة حكم موالية لواشنطن وتستجيب لطلباتها وتنفذ أوامرها. رغم هذا فإن اختيار سآكاشفيلي لرئاسة جورجيا لم يكن في رأي الكثيرين موفقا، فقد دأب منذ توليه الحكم على مهاجمة روسيا بأشد التصريحات الحادة بسبب وبدون سبب، ولم يتوان لحظة عن الإفصاح علنا عن ولائه لواشنطن، فقط واشنطن وليس الغرب كله، فلم يكن سآكاشفيلي يميل للأوروبيين، ولم يكن الأوروبيون يشعرون تجاهه بالود والتفاهم، فقد سلك سآكاشفيلي طريقه من البداية متوجها فقط نحو واشنطن عبر بوابتها المعروفة للجميع "إسرائيل"."

وتقول مجلة "شبيغل" الالمانية واسعة الانتشار ان جورجيا هي المسؤولة عن اشعال الحرب القوقازية، وان سآكاشفيلي فقد ثقة الغرب، وان واشنطن ذاتها بدأت تعيد حساباتها في موقفها منه، حيث اخذت واشنطن تنظر اليه على انه من "طراز مقامر". وتضيف المجلة ان معلومات اجهزة المخابرات الغربية تفيد بأن جورجيا كانت قد حشدت منذ صباح 7 اب/ أغسطس 12 الف جندي على الحدود مع اوسيتيا الجنوبية، و75 دبابة وغيرها من الآليات المدرعة في مدينة غوري القريبة. وبدأ الهجوم على تسينخوالي في الساعة 22.35 مساء، وان القوات الروسية بدأت باجتياز نفق روكي الذي يفصل بين روسيا وجورجيا في اليوم التالي 8 اب/ أغسطس في الساعة 11.00 قبل الظهر. ويقول المستشار العسكري في البعثة الالمانية في منظمة الامن والتعاون الاوروبية الكولونيل فولفانغ ريختر ان الجورجيين "قد كذبوا جزئيا" فيما يتعلق بتحركاتهم العسكرية، وانهم منذ تموز كانوا قد بدأوا بحشد جيوشهم على الحدود مع اوسيتيا الجنوبية.

وفي باريس صرح وزير الدفاع الجورجي السابق، المعارض هيراكليي أوكوأشفيلي، لوكالة رويترز، ان سآكاشفيلي كان يحضر للهجوم على اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والسيطرة عليهما منذ سنة 2005 وان سآكاشفيلي كان يعتقد "ان الولايات المتحدة سوف تحاصر ردة فعل الروس عن طريق القنوات الدبلوماسية".

وفي الاجتماع الذي يعقد اليوم في بروكسل لوزراء خارجية بلدان الاتحاد الاوروبي يتوقع ان تتم الموافقة على ارسال 200 مراقب الى جورجيا قبل 1 تشرين الاول/ نوفمبر. كما ان وزراء الخارجية سيبحثون امر تسمية ممثل للاتحاد الاوروبي لمتابعة ازمة جورجيا. ويتوقع ان تقدم فرنسا 70 مراقبا والمانيا 40 مراقبا وبقية الدول بين 2 و20 مراقبا. وسيتموضع هؤلاء المراقبون في المناطق العازلة في محيط ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. واعلنت الوكالة الروسية "ريا نوفوستي" ان وزير الخارجية الالماني فرانك ـ فالتر شتاينماير، وفي مكالمة هاتفية له مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، صرح بأن المانيا تؤيد فرنسا في مساعيها اللاحقة لحل الازمة في القوقاز. ودعا الوزير الاطراف المعنية لتنفيذ اتفاق السلام الذي كان قد صاغه الرئيسان ميدفيدييف وساركوزي. واضاف "فقط بهذه الطريقة يمكننا اعادة السلام والاستقرار الى الاقليم".

وفي موسكو اعلن دميتريي روغوزين سفير روسيا لدى حلف الناتو انه اذا انضمت جورجيا الى خطة العمل للانضمام الى الناتو فإن روسيا يمكن ان تقطع علاقاتها بالحلف. واضاف روغوزين قائلا "اذا بدأت تظهر في الحلف ميول غير عقلانية واذا قدمت لسآكاشفيلي في المستقبل القريب خطة العمل للعضوية في الناتو، فإن الدول الاوروبية المشاركة في الحلف تغامر بالتدخل في حرب لا شأن لها بها، وهي فوق ذلك حرب ضد روسيا". 

واذاعت وكالة "ريا نوفوستي"، على لسان ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، ان روسيا ستفتتح سفارة لها في ابخازيا في نهاية العام الجاري. وقال الناطق انه يوم امس، وخلال زيارة وزير الخارجية سيرغيي لافروف الى سوخومي عرضت عليه قطعة الارض التي يمكن بناء السفارة عليها. كما سافر اليوم سيرغيي لافروف من سوخومي الى اوسيتيا الجنوبية، حيث سيلتقي الرئيس ووزير الخارجية، وسيبحث معهما في اقامة السفارة الروسية في اوسيتيا الجنوبية ايضا. وقد تم الى الان اختيار المرشحين لمنصب السفيرين، واللائحة الان هي لدى الرئيس ميدفيدييف للنظر فيها.

وفي الوقت نفسه اذاعت وكالة "ريا نوفوستي"، على لسان ناطق من المخابرات العسكرية الروسية، ان عدد القتلى من الجنود وعناصر قوى الامن الاخرى في اوسيتيا الجنوبية، خلال معارك اب الماضي، بلغ ثلاثة الاف قتيل.

وفي تفليس اعلنت وزارة الخارجية الجورجية ان الامين العام للناتو ياب دي هوب سخافر ورئيس الوزراء الجيورجي سيوقعان اليوم اتفاق اطار يتضمن مجموعة من الوثائق لتشكيل لجنة مشتركة بين الناتو وجورجيا. وكان وزراء خارجية الناتو قد اتخذوا القرار حول تشكيل هذه اللجنة في 19 اب في بروكسل. وسيتم التوقيع على هذا الاتفاق خلال الاجتماع الذي يعقده اليوم حلف الناتو في تفليس برئاسة الامين العام للحلف. واعلنت (و ص ف) ان سفر الامين العام لحلف الناتو الى تفليس انما تم لاجل التعبير عن دعم الحلف لجورجيا. وقد انتقد وزير الخارجية الروسي هذه الخطوة، كما انه ـ اي وزير الخارجية الروسي ـ قام بجولته في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، كخطوة معاكسة لزيارة الامين العام لحلف الناتو الى "تفليس" التي ستدوم يومين ويرافقه فيها 26  سفيرا لدى الناتو. وتتضمن الزيارة القيام بمحادثات مع ميخائيل سآكاشفيلي بخصوص مسألة انضمام جورجيا الى الحلف واعمال اعادة البناء بعد حرب الشهر الماضي. "الشيء الاساسي الذي تتوقعه جيورجيا من الزيارة هو ان الناتو يرسل اشارة واضحة، حول عدم التخلي عن عضوية جورجيا في الحلف"، ـ جاء ذلك على لسان رئيس مجلس الامن في جورجيا الكسندر لومايا.

وجاء في صحيفة "فايننشال تايمز" ان الاتفاق الذي توسط فيه الاتحاد الاوروبي لاجل حل النزاع في جورجيا، كان عرضة للانتقاد من قبل الناتو، باعتباره "صعبا على البلع" و"غير مقبول"، لانه يتضمن الكثير من التتنازلات امام موسكو. وفي مقابلة مع الصحيفة، صرح الامين العام للناتو، ان روسيا التي وعدت بالانسحاب من المناطق العازلة، المحيطة باوسيتيا الجنوبية وابخازيا، حصلت الان على امكانية تقوية حضورها العسكري في الاقليمين المنفصلين.

وعلقت وكالة رويترز على زيارة وفد الناتو برئاسة الامين العام الى تفليس بأنه تعبير عن الدعم للعضو المحتمل (اي جورجيا) بعد الهزيمة التي تعرضت لها من قبل القوات الروسية في الشهر الماضي.

أما بالنسبة لروسيا فإنها تضع أملا كبيرا في التغيير الشعبي في جورجيا، حيث بات واضحا أن الشعب الجورجي بدأ يتذمر بشدة من سياسة نظام سآكاشفيلي، وظهرت حركات شعبية نشطة في الشارع الجورجي ترفض تماما انضمام جورجيا لحلف الناتو، وتضع موسكو أمالا كبيرة على هذه الحركات والفعاليات الشعبية.

وكتبت اليوم الجريدة الرسمية "روسييسكايا غازيتا" انه خلال اللقاء مع المشاركين في نادي الحوار "فالداي" بحث الرئيس دميتريي ميدفيدييف في الوضعية التي نشأت في جورجيا، وكذلك في وضع الاقتصاد الروسي، وعلق ميدفيدييف قائلا "بعد احداث القوقاز، فقد الروس آمالهم الاخيرة في ان العالم هو عادل. لقد غذينا الكثير من الاوهام، ولكن مع تطور البلاد تضاءلت هذه الاوهام، ومع الاحداث الاخيرة اختفت الاوهام تماما". واضاف ميدفيدييف ان موسكو سوف تطور علاقات اكثر فعالية مع الدول الاسيوية ولكن ليس للإضرار بأوروبا.

واكد رأس الدولة الروسية "نحن ملزمون بتطوير التعاون مع شركائنا الشرقيين الاسيويين، ونحن سنفعل ذلك". 


2008-09-15