ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: .. لن ننسى!

خلف القناع: .. لن ننسى!
كتب مصطفى خازم
في الذاكرة الكثير من المشاهد المروعة.. لكن لصبرا وشاتيلا وقع آخر..
في تلك الليلة، ومع دخول اول قافلة إسعاف إلى مشارف المخيم كان أحد العاملين في الشأن الصحي يحمل كاميرا، التقت عدستها ما قدر له عدد الافلام التي بحوزته وعاد بها..
وصدقوني ليلتها لم تنم الكثير من العيون..
لم يسبق أن شوهدت مثل هذه الاعمال الوحشية في التاريخ المعاصر..
أقل ما يمكن ان يطلق عليها هو "الغل" والحقد" والضغينة" والبغض" والكراهية".. ويمكن بكل سهولة توصيف مرتكبيها بأنهم من فصيلة غير بشرية على الإطلاق..
فالقتل بالرصاص.. ثم التقطيع بالبلطات.. او الإحراق.. والإعدام بشكل جماعي لم يميز القاتل بين كبير وصغير، امرأة ورجل.. حتى ولا على الهوية.. لبناني او فلسطيني..
هي الذكرى السادسة والعشرون لمذبحة صبرا وشاتيلا، التي ما زال ضحاياها ينتظرون بفارغ صبر محاكمة القتلة.. من 17 أيلول/ سبتمبر 1982..
وفي الارشيف ذكرى مماثلة ولكنها ارتكبت بأيد عربية في أيلول الأسود في السادس عشر منه من العام 1970.. ضد الذين اغتصبت أرضهم من قبل العدو الصهيوني..
هو التاريخ الفلسطيني منذ النكبة.. قتل وتشريد وتدمير قرى وذاكرة.. كي ننسى!
حاول الكثيرون "محو الذاكرة".. فكان الرد بالأمس من رئيس وزراء العدو إيهود أولمرت.. هي المفارقة الكبرى..
عرب يقتلون فلسطين، حصاراً وتشريداً ومجازر.. ثم بعد ستين عاماً يأتي ذاك القاتل الاصلي والمجرم الحقيقي والمستوطن الطارئ على المنطقة ليقر ويعترف بالهزيمة أمام الذاكرة الفلسطينية.. والقضية الفلسطينية واسمحوا لي .. والامة الفلسطينية لأنها لو كانت أمة عربية لغارت في أعماق الذل..
أولمرت أقر واعترف بأن الحلم بـ"إسرائيل الكبرى قد انتهى ومن يفكر بهذه الطريقة هم واهمون!".
ويبقى السؤال، عن ماذا يدافع العرب إذاً؟
ولماذا يصرون على المفاوضات مع "وهم" ادعى القوة وانكسر على أعتاب بيروت في 15 أيلول/ سبتمبر 1982، وخرج مذلولاً من لبنان.. في 25 أيار/ مايو 2000، وتحطمت أسطورة قوته على أبواب غزة هاشم.. ويتحطم يومياً جبروت قوته أمام اطفال فلسطين قبل رجالها..
"كي الوعي" انعكس على المجرم والمغتصب لفلسطين.. فهل يستفيق العرب ويتذكروا أن دماء أبناء مخيم صبر وشاتيلا.. ومجزرة أيلول الاسود ومئات الشهداء من الحصار على غزة لن ينفع..
لن ينسى الفلسطيني أرضه حتى لو أعطيتموه مال الدنيا..
إذا كان الهدف الحفاظ على عروشكم.. فالطريق أسلم بخوض "المغامرة" معنا..
فنحن "المغامرون" منتصرون.. حتماً.. ونصرنا هو النصر "الحاسم"..
وللتذكير فقط نعيد ما قاله الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله قبل أعوام من الانتصارين:
"..إسرائيل هذه إلى زوال"..
الانتقاد/ العدد1299 ـ 16 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-16