ارشيف من :أخبار عالمية

الأونروا في سوريا مستمرة بعملها

الأونروا في سوريا مستمرة بعملها

لم يُفاجأ الفلسطينيون في سوريا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساعدات الأمريكية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وعدوه حلقة في مسلسل التآمر عليهم. تآمر انغمس فيه الأمريكيون والصهاينة والعديد من الأنظمة العربية فضلا عن موقف "مشبوه" للسلطة الفلسطينية يظهر الإنكار ويضمر المباركة أو التسليم الذليل بالأمر على أقل تقدير، بيد أن العام الدراسي لطلاب الأونروا في سوريا قد افتتح غير آبه بالقرار الأمريكي وبتنسيق ودعم من حكومة الجمهورية العربية السورية للأونروا والعاملين فيها، الأمر الذي وجه "صفعة" لترامب وقراره، على ما يقول المسؤولون والشخصيات الفلسطينية التي التقيناها في دمشق.

الأونروا انتهت لغير الغاية التي أسست لأجلها

يدرك الفلسطينيون أن غاية الأمم المتحدة ومن ورائها الولايات المتحدة حين إنشاء وكالة الأونروا "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" عام 1950 كانت لغرض دفع الفلسطينيين للإندماج في مجتمعاتهم الجديدة ونسيان وطنهم فلسطين والتخلي عن حق العودة. ولعل هذا ما يفسر سخاء المعونات في زمن مضى على مستوى التعليم والطبابة التي استفاد منها الفلسطينيون على المستوى الإنساني، بيد أن السحر انقلب على الساحر وباتت الأونروا شاهدة على عنوان النكبة الفلسطينية فيما بقيت الأجيال الفلسطينية المتعاقبة أشد تمسكا من جيل النكبة الأول بالعودة إلى فلسطين والتضحية في سبيل ذلك ورفض التوطين خلافا لما يدعيه البعض. هذا الأمر جعل الفلسطينيين يفهمون قرار ترامب الأخير الذي ربطوه بشكل عضوي بمشروع صفقة القرن وكل المشاريع التآمرية التي مرت عليهم، وتواطأت في سبيل تمريرها أنظمة عربية عديدة وبعض من القادة الفلسطينيين أنفسهم.

مستمرون في عملنا

يؤكد المدير العام لهيئة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا علي مصطفى لموقع "العهد" الإخباري أن "الوكالة مستمرة في عملها بصرف النظر عن القرار الأمريكي، صحيح أن هناك عجز، وأزمات ستمر، ومحاولات لتقليص بعض الوظائف، وتقليص عدد المعلمين، لكن بالتعاون بين الحكومة السورية والأونروا فإن هذه المشاكل ستحل أولاً بأول، فالعام الدراسي قد افتتح على النحو المتفق عليه، وكانت هذه  بمثابة ضربة لترامب والإدارة الأمريكية".  

الأونروا في سوريا مستمرة بعملها

مصطفى أكد "امتنانه لقرار المفوض العام للأونروا الذي أنكر القرار الأمريكي، وهو الأمر الذي لاقى استحسان كل اللاجئين الفلسطينيين"، مؤكدا أنه "ليس هناك من قوة يمكن أن توقف الأونروا التي شكلت بقرار من الأمم المتحدة، هناك دول أخرى حريصة على استمرار الوكالة ليس حباً بالفلسطينيين ولا حرصا على استقرارهم بل خوفا من دفع المتضررين من وقف المساعدات نحو الإنخراط في صفوف الإرهابيين وهذا ما يخشونه على بلدانهم".

وفي زيارة لموقع "العهد" الى إحدى مدارس الأونروا في حي الأمين بدمشق، كانت الصفوف عامرة بالطلاب الذين بدأ أهاليهم ببرمجة حياتهم على أساس تقشف مقبل بعدما شاع خبر قطع المعونات عن الأونروا. الطالب ساري حسين تميم قال لـ"العهد" "نقسم جزءا من المساعدات لأجار البيت وأمي تعمل في سبيل أن ترمم النقص والراتب يا دوب يكفي".
 
القرار مرتبط بصفقة القرن والسلطة متواطئة

في مبنى جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية اجتمع عدد كبير من السياسيين والمثقفين الفلسطينيين لمناقشة آخر تجليات النكبة المتمثلة بانعكاس القرار الأمريكي على مستقبل الشعب الفلسطيني. نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في حصر النقاش الفلسطيني في مسائل أقل بكثير من "حق العودة" التي زين الفلسطينيون مكاتبهم وأماكن سكنهم بشعاراتها.

رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي أكد لموقع "العهد" الإخباري أن "القرار الأمريكي جاء في سياق صفقة القرن التي بدأت بموضوع القدس مرورا بالإستيطان واللاجئين، وبعدما توهم المتوهمون بأنه تمت إزاحة ملف القدس عن الطاولة وتمت شرعنة الإستيطان وألغي حق العودة. وهو الأمر الذي تساوق معه الكثير من الأنظمة العربية التي كانت تعمل تحت الطاولة وفي الخفاء ضد مصلحة الشعب الفلسطيني، وتساوق معه للأسف وإن كانوا يظهرون الرفض في الشكل بعض الفلسطينيين الذين أسسوا لهذا المشروع، والذين أغروا المجرم ترامب باتخاذ هكذا قرار لأن مسلسل تنازلاتهم بدأ من قبل أوسلو وما بعدها، وهو الذي أوصلنا إلى هذه المحطة".

الأونروا في سوريا مستمرة بعملها

البحيصي دعا الفلسطينيين المصنفين دولياً بممثلي الشعب الفلسطيني أي السلطة التي تعلن "في الظاهر" أنها ضد قرارات ترامب إلى غسل يديها من كل الإتفاقات التي قادت إلى مثل هذه المشاريع المشبوهة "يجب أن تبادر وأشك بأنها قادرة على المبادرة"، مضيفا بأن الفلسطينيين بنضالهم المفتوح ضد الكيان الصهيوني سيسقطون هذه المشاريع.

القرار غير قانوني

عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح صلاح أكد لموقع "العهد" الإخباري أن "موضوع الأونروا مرتبط بحق العودة وهي حين شكلت كانت لغرض تقديم خدمات مؤقتة للاجئين الفلسطينيين من أجل عودتهم إلى وطنهم ولهذا جرت محاولات متعددة من أجل حل مشكلة اللاجئين التي من خلالها يتم إنهاء دور الأونروا عبر التوطين الذي قاومه الفلسطينيون بشدة خلافا لما يروج البعض".

صلاح لفت الى أن "الكثير من الدول العربية كانت موافقة على توطين اللاجئين الفلسطينين منذ مؤتمر لوزان الذي رعى حوارا
عربياً - اسرائيلياً" وكان موضوع اللاجئين عقدته الأساسية"، متهماً "القيادة الفلسطينية المتنفذة صاحبة القرار الفلسطيني بالموافقة على تقديم التنازلات في كل المفاصل التاريخية السابقة".

قاضي محكمة الجنايات سابقاً رشيد موعد أكد لموقع "العهد" الإخباري أن قرار ترامب غير قانوني "مجلس الأمن هو الذي أوجد الأونروا فلا يجوز إلغاؤها ولا تقليص تمويلها ونظام الأمم المتحدة هذا لا يمكن المس به إلا بقرار مضاد من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن بالذات وهو ما لم يحصل".

2018-09-17