ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: الصناعة المعاصرة للتراث

كتب حسن نعيم
حتى لا يبقى حديثنا عن الفنون التراثية الإسلامية مكبلاً بهالة تقديسية غارقة في نزعات تبجيلية تعيد انتاج "كليشيهات", وشعارات, وعبارات العراقة والأصالة والمجد التي تغدق على هذا التراث دون حساب, علينا أن نضيء بشمعة أي زاوية من زوايا هذا الكنز المفعم بالمعاني والقيم الجمالية.
قد يكون من جملة ما هو مطلوب منّا في هذا المجال ان نقوم ببعض الخطوات العملية التي تحاور الآثار الفنية وتنفض عنها ما علق بها من غبار النسيان والاهمال, وفي هذا السياق ربما تكون إقامة المؤتمرات البحثية المتخصصة من أسهل الخطوات، وهي وإن لم تتمتع بالسرعة والمرونة الكافيتين لإحداث تغييرات عملانية ضرورية في ما يتعلق بالوعي بأهمية التراث والمعرفة المعمقة بأنواع الفنون وألوانها المختلفة, وإنما يمكن الاستفادة في أكثر من مجال لا سيما تلك البحوث التي ترشح عن المؤتمرات والتي لا تجد في البحث عن السبل الآيلة الى التعريف بالفنون التراثية بما يتماشى مع مقتضيات العصر ومتطلباته.
كما أن نشر المطبوعات التي تعرّف المهتّمين بالأعمال الفنية التراثية وإذاعتها عبر شبكة الانترنت ونشر تحقيقات صحفية وإعلامية وإنتاج مجموعة من الاقراص المدمجة التي تتضمن مواضيع الفن الإسلامي وشواهده بهدف تمكين مختلف شرائح المجتمع من التعرف الى مقتنيات المتاحف العربية والعالمية من كنوز الحضارة الاسلامية التي تروي ذاكرة قرون من الحضارة العربية والاسلامية.
بهذه الخطوات وغيرها نوقظ التراث من سباته ونستلهمه, ونشعل فيه جذوة الحاضر ونصوغ مفرداته من جديد جاعلين منها حافزاً للإبداع يضيف الى التراث ولا يكون عالة عليه, وبذلك يكون لنا فضل الصانع الذي يعيد صنع الأشكال الفنية عبر انتشالها من المتاحف العالمية ومن بيوت الطبقات المترفة التي تتباهى بقيمتها المادية لا الفنية.
إن تعميم المناخات الجمالية التراثية, في اللحظة الحضارية الراهنة لا يقل أهمية عن انتاجه, فما قيمة تراث لا يعرفه حتى أبناؤه.
الانتقاد/ العدد1299 ـ 16 أيلول/ سبتمبر 2008
حتى لا يبقى حديثنا عن الفنون التراثية الإسلامية مكبلاً بهالة تقديسية غارقة في نزعات تبجيلية تعيد انتاج "كليشيهات", وشعارات, وعبارات العراقة والأصالة والمجد التي تغدق على هذا التراث دون حساب, علينا أن نضيء بشمعة أي زاوية من زوايا هذا الكنز المفعم بالمعاني والقيم الجمالية.
قد يكون من جملة ما هو مطلوب منّا في هذا المجال ان نقوم ببعض الخطوات العملية التي تحاور الآثار الفنية وتنفض عنها ما علق بها من غبار النسيان والاهمال, وفي هذا السياق ربما تكون إقامة المؤتمرات البحثية المتخصصة من أسهل الخطوات، وهي وإن لم تتمتع بالسرعة والمرونة الكافيتين لإحداث تغييرات عملانية ضرورية في ما يتعلق بالوعي بأهمية التراث والمعرفة المعمقة بأنواع الفنون وألوانها المختلفة, وإنما يمكن الاستفادة في أكثر من مجال لا سيما تلك البحوث التي ترشح عن المؤتمرات والتي لا تجد في البحث عن السبل الآيلة الى التعريف بالفنون التراثية بما يتماشى مع مقتضيات العصر ومتطلباته.
كما أن نشر المطبوعات التي تعرّف المهتّمين بالأعمال الفنية التراثية وإذاعتها عبر شبكة الانترنت ونشر تحقيقات صحفية وإعلامية وإنتاج مجموعة من الاقراص المدمجة التي تتضمن مواضيع الفن الإسلامي وشواهده بهدف تمكين مختلف شرائح المجتمع من التعرف الى مقتنيات المتاحف العربية والعالمية من كنوز الحضارة الاسلامية التي تروي ذاكرة قرون من الحضارة العربية والاسلامية.
بهذه الخطوات وغيرها نوقظ التراث من سباته ونستلهمه, ونشعل فيه جذوة الحاضر ونصوغ مفرداته من جديد جاعلين منها حافزاً للإبداع يضيف الى التراث ولا يكون عالة عليه, وبذلك يكون لنا فضل الصانع الذي يعيد صنع الأشكال الفنية عبر انتشالها من المتاحف العالمية ومن بيوت الطبقات المترفة التي تتباهى بقيمتها المادية لا الفنية.
إن تعميم المناخات الجمالية التراثية, في اللحظة الحضارية الراهنة لا يقل أهمية عن انتاجه, فما قيمة تراث لا يعرفه حتى أبناؤه.
الانتقاد/ العدد1299 ـ 16 أيلول/ سبتمبر 2008