ارشيف من :أخبار عالمية
عاشوراء تُجسّد سنويًا رسالة العزة والإنسانية
في هذا العام، وكما في كل عام، غصت مدينة كربلاء المقدسة، بشوارعها وازقتها واحيائها ومناطقها المختلفة بملايين الزوار القادمين من مختلف مدن العراق ومن دول عربية وأجنبية عديدة، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، في واحدة من أبرز وأهم الملاحم البطولية بين الحق والباطل على مرّ العصور والأزمان.
واذا كانت الأيام العشرة الأولى من شهر محرم تشهد ذروة الحزن الحسيني، فإن ليومي التاسع والعاشر خصوصيتهما، وهما يشهدان ذروة الذروة للحزن والألم على مصاب الحسين (ع)
وتيرة الشعائر الحسينية في عموم العراق ترتفع منذ ليلة التاسع من محرم، فلا تقتصر على المجالس التي تُقام في المساجد والحسينيات والبيوت، وانما تبدأ مواكب الزنجيل والمشاعل التشابيه بالخروج في الشوارع، الى جانب طهي الطعام وتوزيعه على المؤمنين بكميات كبيرة، وهذا ما يجعل الشوارع والأزقة تكتظ بالناس، وسط اجراءات أمنية مشددة، الى جانب الإجراءات التنظيمية، لأجل ضمان سلامة وانسيابية الزيارة وحركة الزائرين.
وقد أشارت تقديرات وإحصائيات غير رسمية الى مشاركة أكثر من سبعة ملايين زائر في إحياء ذكرى واقعة الطفّ الأليمة، بينهم حوالي ربع مليون زائر أجنبي من بلدان آسيوية وإفريقية وأوروبية وأميركية مختلفة.
ولم يقتصر المشهد العاشورائي الحزين على ذلك الحشد المليوني الذي ظل لعدة ساعات يستمع الى قصة مقتل الإمام الحسين واهل بيته واصحابه عليهم السلام تحت أشعة الشمس اللاهبة، بل انت هناك محطات أخرى لاتقل أهمية ودلالة عنه.
ما إن انقضت صلاتا الظهر والعصر، حتى انطلق ملايين الزائرين للمشاركة في ركضة طويرج، من منطقة قنطرة السلام التي تبعد مسافة خمسة كيلومترات عن مركز محافظة كربلاء المقدسة، لتمر من باب طويريج، مرورًا بشارع الجمهورية، ثم شارع الحسين (ع)، لتصل الى المرقد الشريف ثم مرقد العباس (ع)، وتنتهي عند المخيم الحسيني، اذ تجري هناك مراسيم إحراق الخيام.
وتعبر ركضة طويريج التي تعود الى ما يقارب مئة وسبعين عامًا، حيث أنشأها العلامة السيد صالح نجل الإمام السيد مهدي بن حسن بن احمد الحسيني الشهير بالقزويني في عام 1270هـ.ق، تعبر عن نصرة الامام الحسين عليه السلام والتأكيد على السير بمنهجه والدفاع عن مبادئ ثورته العظيمة.
الزيارة تمّت في أجواء أمنية جيدة، عكسها نجاح الخطط الأمنية التي وضعتها ونفّذتها الجهات المعنية، إلّا أن التفجيرات الدموية التي استهدفت الزوار في كربلاء والكاظمية صبيحة العاشر من محرم الحرام قبل 14 عامًا لم تغب عن ذاكرة الكثير من الزائرين.
ويتذكر الكثيرون أيضًا كارثة جسر الأئمة التي وقعت في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام عام 2005، وأودت بحياة أكثر من ألف زائر، كما يتذكرون العمل الإرهابي الذي تسبّب بتدمير جزء كبير من مرقد الامامين العسكريين في مدينة سامراء في الثالث والعشرين من شهر شباط/فبراير من عام 2006.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018