ارشيف من :أخبار عالمية

الخان الأحمر.. استنفار لمقاومة الجرافات الصهيونية

الخان الأحمر.. استنفار لمقاومة الجرافات الصهيونية

القدس المحتلة - العهد

 منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع، يتجمع مئات النشطاء الفلسطينيين ليلًا ونهارًا للمكوث في قرية الخان الاحمر شرقي القدس المحتلة المهدّدة بالهدم بقرار من أعلى الهيئات القضائية في دولة الاحتلال بدءًا من الاول من تشرين الأول/اكتوبر.

النشطاء يبيتون في القرية التي تصلها وفود تضامنية على مدار الساعة، بينهم برلمانيون أوروبيون وسط إصرار من السكان على عدم ترك القرية مهما كلّف الأمر.

محمود أبو دهواك، أحد سكان قرية الخان الأحمر منذ سبعينيات القرن الماضي، يقول: "اذا نفّذ الاحتلال الاسرائيلي قراره التعسفي بهدم القرية ستكون ثالث هجرة يسببها الاحتلال لي ولعائلتي".

وهجّر الاحتلال عائلة أبو دهواك من قريتهم الأصلية في بئر السبع داخل فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين وانتقلوا للعيش في عدة قرى فلسطينية وصولًا الى الخان الأحمر .

وأضاف "على الكل الفلسطيني التكاتف مع أهالي القرية وعدم السماح للاحتلال هدم القرية ".

ويصّر أبو دهواك على البقاء فوق أرضه في الخان الأحمر وعدم السماح  للاحتلال بتنفيذ مخطّطه حتى لو كلف الثّمن دماء ابناء الشعب الفلسطيني.

وختم ابو داهوك قائلًا:"اذا هدم الاحتلال الخان الاحمر سنبقي ولو في العراء .. فنحن البدو قادرون على التعايش مع كل الظروف القاسية.. هذه الارض أرضي وارض ابنائي ولن نتركها".

من جانبها، أكدت المتضامنة أم محمد نعمان التي جاءت من قرية سوسيا المجاورة للخان الاحمر والمهدّدة بالهدم ايضًا انها حضرت لمساندة أهالي القرية والوقوف الى جانبهم والمبيت معهم داخل خيم الاعتصام ليلًا نهارًا للتصدي لقرار الهدم الصهيوني، مضيفة "نأمل أن لا تتم عملية الهدم وحتى لو نفذت سنبقى مرابطين في القرية ولن نستسلم".

مقاومة شعبية

من جانبه، اعتبر مصطفى البرغوثي، الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ان الخان الأحمر أصبح نموذجًا في المستوى المتطور من المقاومة الشعبية التي بدأها الفلسطينيون منذ ستة عشرة عامًا، واليوم الكل الفلسطيني يتكاثف حولها من أجل افشال قرار المحكمة الصهيونية القاضي بهدمها.

وأضاف البرغوثي "لم تعد المعركة في منطقة محدودة بل معركة مع  كل الوطن الفلسطيني وما نطمح اليه هو أن تصبح المقاومة الشعبية في كل فلسطين"، وأوضح أن منطقة الخان الأحمر أصبحت نقطة تضامن فلسطينيًا ودوليًا للاعتصام مع سكانها والتضامن مع الشعب الفلسطيني، ونقطة لاستنهاض حركة المقاطعة وفرض العقوبات على كيان الاحتلال .

وأكد استمرار الاعتصامات في قرية الخان الأحمر، وتابع " لو هدم بيت من الخان سنعيد بناؤه أو اقتلعوا شجرة سنعيد زراعتها لن نتراجع لان تراجعنا في المنطقة يعني أن يهزم المشروع الوطني الفلسطيني ولا نسمح بذلك".

ويأوي الخان الأحمر حوالي 181 فردًا منهم 35% أطفال و59% منهم لاجئون مسجلون لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

وتعد الأيام القليلة القادمة حاسمة في تحديد مصير سكان قرية الخان الأحمر، المهددة بالمحو عن الخريطة من قبل سلطات الاحتلال، وذلك لأهداف استيطانية تفضل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وتقتل أحلام الفلسطينيين بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

واذا ما نجح المشروع الاستيطاني الجديد بعد تنفيذ قرار الهدم لقرية الخان الأحمر، فإن الكيان الغاصب سيقوم بطرد وتهجير جميع التجمعات البدوية المقيمة فى المنطقة واستبدالهم بنحو 100 ألف مستوطن.

2018-09-26