ارشيف من :أخبار عالمية

تحت شعار في القدس باقون وليرحل المستوطنون

تحت شعار في القدس باقون وليرحل المستوطنون
تحت شعار "في القدس باقون..وليرحل المستوطنون"
المسيرات... طريقة مقدسية جديدة لاستنهاض التضامن الشعبي


مساء كل سبت، وعلى مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة، يحمل الشاب المقدسي إيهاب الجلاد كما العشرات من أصدقائه وأقرانه، فوانيس وقناديل رمضانية، وينطلقون من محطة "باب العامود" باتجاه العائلات المشردة في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة...
ويحاول إيهاب وعدد متزايد من الأهالي الذين ينضمون إلى هذه المسيرة المقررة أسبوعيا، الخروج عن حالة الإحباط والملل من غياب الحراك الرسمي أو المنظم للقوى الفلسطينية في مواجهة السياسيات الصهيونية بمدينة القدس المحتلة ، في خطوة لاستنهاض التضامن الشعبي بين أهالي المدينة الواحدة.

إيهاب الجلاد الناطق باسم الهيئة المقدسية الشعبية ومنسق المسيرات: إن مشاركتنا بشكل دائم تهدف إلى مقاومة حملات تهجير السكان وتحويل القدس المحتلة إلى مدينة صهيونية بحتة.

ويضيف: الاحتلال الآن ينفذ مخطط تحويل محيط البلدة القديمة إلى حدائق توراتية بحتة كما يحدث في مناطق سلوان والحسبة ومنطقة فندق شبرد غرب الشيخ جراح وفي راس العامود والطور ووادي الجوز بحيث لا يرى الزائر الأجنبي أو المستوطن الاسرائيلي إلا المعالم اليهودية.

"في القدس صامدون"

ويحمل المئات مساء كل سبت قناديل وشموع في مسيرة يبدأ مشيها من باب العامود وحتى الشيخ جراح وعلى مسافة تقارب الكيلو متر، حيث يؤكد الجلاء أن المشاركة والحراك في هذه الفعاليات يلاقي صدى أكبر كل مرة.
ويرى "الجلاد "أن هذه المسيرات قد يجد فيها الشبان والفئات المهمشة في القدس وسيلة للتعبير عن نفسها في ظل نظام الكبت الموجود في القدس ومنعهم من كافة حقوقهم.

وفي المسيرات يهتف الشبان بحالة غضب :" من سلوان للشيخ جراح رح نواصل الكفاح، ومن الغاوي لحنون صامد صامد ما بتهون، وأرضي أرضي دمي وعرضي ويا محتل مالك عندي..." فيما يصمت الكثيرون مع قناديلهم ويافطة موحدة تحمل عنوان " في القدس باقون وليرحل المستوطنون".
وفي أحد أسباب اللجوء لهذا الأسلوب، يقول إيهاب بحرقة: رغم أن قضية القدس أخذت بعدا عالميا وإعلاميا خارجيا قويا إلا أن الحراك الداخلي والتضامن الشعبي بين أسوار المدينة لا زال دون المستوى...".
ل
كنه أيضا يجد للناس ما يبرر ضعف مشاركتهم في هذه الأنشطة بالقول:" إن الأوضاع في القدس مأساوية جدا، والأهالي كل يواجه سياسات تسعى لطرده سواء بإخطارات هدم المنازل او الضرائب أو الملاحقات الأمنية والإخطارات أو التهديدات بسحب الهويات.. وكل ذلك ولد حالة من الإحباط لدى الناس بسبب عدم توفر العون من الخارج".

للدعم المعنوي

أما مدير الائتلاف الأهلي المقدسي زكريا عودة، فيوضح دواعي هذه المسيرات بالقول إنها تحاول أولا تقديم الدعم المعنوي للعائلات التسعة المشردة في حي الشيخ جراح والتي أسكن الاحتلال مكانها مستوطنين متطرفين في حين يعيش الأهالي على رصيف منازلهم..
ويضيف: نحاول في المؤسسات والفعاليات المقدسية تقديم نوع من الدعم والتضامن الشعبي مع هؤلاء الأهالي في ظل غياب رؤية واضحة أو أي نشاط وطني فاعل للسلطة الفلسطينية أو للأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية في القدس..

ورغم أن المسيرة تركز في فعالياتها الأولى على التضامن مع عائلات حي الشيخ جراح المطرودة والمهددة بالطرد، إلا أن" عودة "يتحدث عن أهمية توافر حالة حراك شعبي في كل الأحياء لمواجهة عمليات إخلاء وطرد العائلات سواء في الشيخ جراح أو حي البستان وجبل الزيتون وعناتا ومخيم شعفاط وغيرها من أحياء وضواحي القدس.

1500 منزل مهدد

ويؤكد" عودة" أن نحو 1500 منزلا مستهدفة بالهدم والإخلاء منذ شهر كانون ثاني من العام الحالي، مؤكدا أن ذلك يأتي ضمن سياسات صهيونية تصعيدية أكثر من أية فترات سابقة، وفي ظل غياب رؤية أو خطة ممنهجة للطرف والمؤسسات الفلسطينية لمواجهة هذا التصعيد.

ويرى "عودة" إن العمل على مواجهة هذه السياسات يجب أن يبدأ أولا بتفعيل الحراك الشعبي داخل المدينة، بشكل يوازي المضي في معركة قانونية مع الاحتلال، مؤكدا أن معظم المنازل المهددة يملك أصحابها وثائق ثبوتية قانونية وبعضها فلسطينية وأردنية وتركية تاريخية، بدون أية إثباتات صهيونيةمما يدعم الحق الفلسطيني في حال استثمرت هذه المستندات قضائيا.

من ناحية أخرى، يؤكد مدير الائتلاف من أجل القدس إن محاولة انخراط الناس في مسيرات وفعاليات تضامنية، تعبر في أحد أوجهها عن حالة فقدان للأمل في أي حراك أو تضامن قد يأتي من خارج القدس.

حالة إحباط

ويضيف إن المقدسيين يعانون اليوم من حالة إحباط كبيرة، ففي ظل كل ما تتعرض له المدينة المقدسة من تهويد وعمليات طرد واستئصال وتطهير عرقي، إلا أن كل ذلك لم يثر أي تحرك لا في الضفة ولا في غزة أو في الشارع العربي والإسلامي، إلا بمستويات بسيطة على شكل مسيرات هنا وهناك.

ويتابع: هناك شعور بالمرارة من قبل الأهالي نسمعه يوميا باتجاه الجهات الرسمية التي لا تتبنى أي إستراتيجية للدفاع عنهم ومناصرتهم، ويتساءلون" كل ما يحدث في القدس لا يستحق اجتماع على مستوى جيد لجامعة الدول العربية من اجل رفع قضيتهم إلى مجلس الأمن؟ دون الحلم بقمة عربية طبعا".

الواقع الأسوأ

ويصف "عودة" الواقع الأسوأ بالنسبة للمقدسيين حاليا بأنه متعدد الجوانب سواء من الحصار الاقتصادي بفعل جدار الفصل العنصري وبإغلاق المدينة ومنع الناس من العمل والتواصل مع الضفة والخارج، أو بسبب حالة القهر وهدم البيوت و تشريد الناس وإرهابهم...، مؤكدا أن كل ذلك يمثل حلقات في سياسة واحدة تهدف إلى تحويل القدس المحتلةإلى مدينة خالية من الفلسطينيين، أو تحويل الفلسطينيين إلى أقلية صغيرة فيها وبدون حقوق
2009-09-10