ضج الرأي العام السوري بخبر إعدام تنظيم "داعش" التكفيري إحدى مختطفات مدينة السويداء لديه، وهي الشهيدة ثروت فاضل أبو عمار، التي تبلغ من العمر 25 عامًا. وكان قد سبق ذلك إعلان لجنة التفاوض المحلية عن تعثر المفاوضات بشأن المخطوفين، معللة ذلك بعدم إرسال الجهة الخاطفة أية مطالب لها لعرضها أو مناقشتها، الأمر الذي دفع لجنة التفاوض بشأن المختطفات من السويداء إلى الاعتذار عن الاستمرار في عملها وتبرئة ذمتها أمام مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء من خلال بيان نشرته مواقع الكترونية.

خطوة "داعش" بإعدام الشهيدة ثروت أبو عمار عكست محاولاته ممارسة الضغط على الحكومة السورية، ما يبعث على الاعتقاد بأن المطلوب هو بعث الفتنة التي وأدتها حكمة الأهالي ومشايخ العقل في المدينة الجنوبية، بعد أن شاعت الأخبار عن عمليات إطلاق نار في الهواء من قبل مواطنين غاضبين احتجاجا على إعدام الشهيدة ثروت.

 موقع "العهد" الإخباري التقى وزير المصالحة الوطنية السورية الدكتور علي حيدر الذي كان قد فرغ لتوه من اللقاء مع عدد من أهالي المخطوفين والمفقودين منذ نشوء الأزمة ليسأله عما إذا كان ملف المخطوفين قد طوي بشكل نهائي بعد استعادة الجيش السوري لأغلب المناطق رغم أن مصير الكثيرين من المواطنين السوريين لا يزال مجهولا، فأوضح أن "ملف المخطوفين لن يطوى إلا بمعرفة المصير النهائي لكل مخطوف أو مفقود، وهذا قرار سياسي سوري ومتابع للنهاية، ملف المخطوفين اليوم تحول ليكون ملفًّا اساسيا من ملفات التفاوض عبر أي استحقاق دولي قادم يتكلم عن أي مسار سياسي، أو أي حل سياسي، والجميع يذكر كذلك أنه في اللقاء الأخير قدمت الدولة السورية ملفا كاملا للمفقودين والمخطوفين ليصبح هذا الملف في عهدة من يرغب بأن يعمل على الملف السياسي السوري والدولة السورية مصرة على أن يكون هذا الملف جزءا من الملفات التي ستبحث، وقد يكون في مقدمة هذه الملفات لمعرفة مصير من بقي من المخطوفين، ولن يكون هناك حل دون معرفة مصيرهم ومعالجة هذا الملف بشكل كامل، لذلك أعود وأقول بأن هذا الملف لن يطوى ولن يغلق بالشكل النهائي إلا بعد كشف الغموض عن المفقودين بشكل كامل تحريرًا أو كشفًا للمصير".
 
وردًّا على سؤال حول مصير مخطوفي السويداء الذين يحتجزهم "داعش"، قال "بالنسبة لمخطوفي السويداء، الخاطف هو "داعش" وبالتالي فإن التفاوض المباشر مع "داعش" غير موجود وغير ممكن، والجميع يعرف بأن المنطقة التي يحاصر بها "داعش" هي منطقة ضيقة والآن هم يخوضون حربًا مع الدولة السورية، وأحيانا، تبعًا للتكتيكات العسكرية، توقف الدولة السورية بعض الخطوات افساحًا في المجال للتفاوض بخصوص المخطوفين".

وأضاف "الحقيقة أن هناك بحثًا وتفاوضًا ناشطًا حول مخطوفي السويداء، لن أتكلم أكثر من ذلك لأنه مرتبط بملفين أو ثلاثة ملفات تعالج كلها مع بعضها البعض للوصول إلى خاتمة مفرحة للأهالي، إن استطعنا أن ننجز ذلك إلى النهاية، ولكن لا أستطيع أن أطمئن الأهالي بشكل كامل لأننا نتعامل مع "داعش" والجميع يعلم من هو هذا التنظيم الإرهابي".