ارشيف من :أخبار عالمية

ماي للسعودية: روايتكم حول مقتل خاشقجي تفتقد للمصداقية

ماي للسعودية: روايتكم حول مقتل خاشقجي تفتقد للمصداقية

رأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ان التفسير الذي قدمته السلطات السعودية لجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بأنه "بلا مصداقية"، وطالبت الرياض بالتعاون مع التحقيق التركي والتحلي بالشفافية في عرض نتائجه.

وبحثت ماي قضية مقتل خاشقجي مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي، قالت خلاله "إن التفسير الحالي للحادث يفتقد للمصداقية ولهذا السبب توجد ضرورة ماسة لتحديد ملابسات ما حصل بشكل دقيق".

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة البريطانية، فإن ماي "حثت بشدة السعودية على التعاون مع السلطات التركية في التحقيق وإبداء الشفافية في ما يخص النتائج"، وشددت على "أهمية كشف جميع الحقائق" حول قضية مقتل خاشقجي.

في أول إجراء عملي اتخذته بريطانيا ردا على هذه القضية، أعلنت ماي في وقت سابق من أمس الأربعاء، عن فرض حظر على دخول المشتبه فيهم بالتورط في مقتل خاشقجي إلى أراضي المملكة المتحدة.

وأكدت ماي في تصريح أدلت به أمام البرلمان، أن وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد يتخذ إجراءات بحق جميع المشتبه فيهم بالقضية لمنعهم من دخول بريطانيا، وإذا كان لدى هؤلاء تأشيرة دخول سارية فإنها ستلغى اليوم.

إلى ذلك، دعا حزب العمال البريطاني إلى اتخاذ إجراءات أقوى بكثير ضد السلطات السعودية من بينها فرض حظر على جميع صفقات بيع الأسلحة البريطانية إلى السعودية، ووضع حد لدعم بريطانيا للعدوان العسكري التي تشنه الرياض ضد اليمن.

وقال متحدث باسم رئيس الحزب جيرمي كوربين، إن "مقتل خاشقجي كان عملاً مروعاً من قبل نظام ديكتاتوري متورط في انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان داخل البلاد وخارجها".

وأضاف أن "الحاكم الفعلي للبلاد، ولي العهد السعودي، تعهد بمعاقبة جميع الجناة المسؤولين أثناء حديثه العلني عن القضية للمرة الأولى".

واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي العامل في صحيفة "واشنطن بوست" والمعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر الجاري إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء وثائق خاصة بحالته العائلية.

وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية، حيث قالت أنقرة التي تنفذ تحقيق رسميا في القضية منذ 2 تشرين الأول/أكتوبر، إن الصحفي لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.

لكن لاحقا أعلنت السعودية رسميا أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت "وفاته" نتيجة "اشتباك بالأيدي" نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأن الصحفي قتل على يد فريق أمني سعودي وصل إلى المدينة في 2 أكتوبر وضم 15 فردا، مشددة على أنهم ومن وراء هذه المجموعة "تجاوزوا صلاحياتهم" وثم حاولوا "التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه".

وأعربت مجموعة من الدول الغربية تشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والدنمارك عن شكوكها في رواية السعودية الجديدة بشأن قضية مقتل خاشقجي، داعية لتحقيق نزيه وشفاف وشامل في الحادث.

2018-10-25