ارشيف من :أخبار عالمية

فاروق حسني وترشيح اليونسكو: التغيير في المواقف لا يضمن الموقع

فاروق حسني وترشيح اليونسكو: التغيير في المواقف لا يضمن الموقع

القاهرة ـ "الانتقاد.نت"

مخطئ من يظن أن وزير الثقافة المصري فاروق حسني، والمرشح لرئاسة منظمة العلوم والثقافة والتربية "يونسكو" التابعة للأمم المتحدة يعتمد على مجهوداته الخارقة في رعاية الثقافة.

فاروق حسني البالغ من العمر 71 سنة، والذي لا يعمل بالوزارة أكثر من ساعتين يوميًا.. اتفقت مسبقًا وزيرتا الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والصهيونية تسيبي ليفني ـ قبل مغادرتها موقعها - على انه لا يصلح لإدارة اليونسكو.

والآن... تدفع مصر ثمن وصول حسني لكرسي المنظمة، حيث اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك ترشيح وزير الثقافة جزءاً من الكرامة المصرية، ورفض الرئيس المصري الاستماع لنصائح حلفائه خاصة أمريكا كي يقوم بسحب المرشح المصري.

وتتضارب الأنباء عن الموقف الأمريكي من حملة حسني الانتخابية، حيث أشارت تصريحات من الخارجية الأمريكية إلى أن فاروق حسني يجب أن يلتزم بمبادئ المنظمة التابعة للأمم المتحدة، كما لم تؤكد الولايات المتحدة أنها ستعطي صوتها له.. ولكن في المقابل تطالب أمريكا مصر بمساندتها في عملية السلام، وتبني موقفها من إيران، كما خفضت الإدارة الأمريكية السابقة مبلغ 200 مليون دولار من المعونة الأمريكية لمصر.


كذلك فإن الموقف الأوروبي ما زال غامضا خاصة بعد ارتفاع عدد المرشحين المنافسين للمرشح المصري إلى ثمانية أبرزهم وزيرة خارجية النمسا السابقة بينيتا فيروره والدينر.

إلا أن المصادر الدبلوماسية أكدت لصحيفة كوريرا ديلا سيرا أن إيطاليا ستصوت للمرشح المصري فاروق حسنى، وخاصة بعدما وعد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكونى الرئيس مبارك بشكل شخصي بأنه سيقدم الدعم والتأييد إلى فاروق حسنى حتى يفوز بمنصب اليونسكو.

كما أن فرنسا تطلب ثمن صوتها وهو دعم مصر للرئيس ساركوزي في تقوية اتحاد دول البحر المتوسط الذي أسسه ليكون جسرًا بين العرب و"إسرائيل".

وبالرغم من أن "إسرائيل" ليس لها صوت في هذه المعركة، إلا أنها المستفيد الأكبر كما هي دائمًا لأنها تملك تأثيرا لا بأس به.

فقد نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا بعنوان: مصري معاد للسامية سيرأس اليونسكو... ذكرت فيه أن وصول وزير الثقافة المصري فاروق حسني "المعادي للسامية"، إلى منصب مدير عام منظمة اليونسكو أصبح مضمونًا، وذلك وفقاً لما أكدته مصادر دبلوماسية غربية.

ووصفت معاريف وزير الثقافة فاروق حسني بأنه رجل مثير للجدل وللتصريحات اللاسامية والمعادية لـ "إسرائيل"، وهذا ما حدث عندما أعلن حسني العام الماضي في مجلس الشعب أنه مستعد لحرق الكتب العبرية والإسرائيلية إذا وجدها في المكتبات المصرية، هذا بجانب وصفه لليهود بأنهم غير مثقفين وسارقون للتراث الثقافي من الدول الأخرى، ورفضه التطبيع مع "إسرائيل" إلا بشرط عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

ولهذا يرفض المثقفون اليهود في كل أنحاء العالم، مثل إيلى فايزل وبرنار هنرى ليفى وكلود لينتسمان، ترشيح وزير الثقافة المصري "المعادي للسامية"، لمنصب مدير عام اليونسكو، بل ويدعون الجميع أيضاً إلى الاعتراض على وصول فاروق حسنى إلى هذه المنصب الهام لأنه غير جدير به، وبخاصة "بعد تعمده إهانة "إسرائيل" والثقافة اليهودية".

وقد طالب الرئيس مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اجتماعهما الأخير في أيار/ مايو الماضي، بأن ترفع "إسرائيل" اعتراضها على ترشيح فاروق حسنى لرئاسة اليونسكو، وقام نتانياهو بإيقاف الحملة التي كانت تحضر لها الخارجية الإسرائيلية والمنظمات اليهودية في جميع أنحاء العالم، لمناهضة ترشيح حسنى إلى منصب مدير عام اليونسكو.

في هذه الأثناء تراجع حسني عن كل تصريحاته السابقة، ودفع ثمن وصوله للكرسي مبكرًا لـ "إسرائيل"؛ فقد اعتذر عشرات المرات لليهود، ودعا قائد الاوركسترا الإسرائيلي دانيال برين بوم إلى القاهرة ليقود اوركسترا القاهرة السيمفونية في دار الأوبرا المصرية، كما أعلن عن مشروعه لترجمة كتب إسرائيلية، هذا بالإضافة إلى شروعه في ترميم الآثار اليهودية في مصر، وقد كان يجرى ترميمها منذ سنوات ولكن تم الإعلان عنها مؤخراً، وسحب هذا من رصيده الداخلي، حيث اكتسب عداوة المثقفين المصريين المناهضين للتطبيع.

وتقول صحيفة واشنطن بوست أن حلفاء مصر تبنوا موقفًا محايدًا في العلن، وفي السر يقومون باتصالات من اجل حرمان المرشح المصري من حظوظه من الدعم.

وذهب فاروق حسني إلى باريس الأسبوع الماضي كي يواصل حملته ومعه جلب دعمًا عربيًا ودعم دول من الاتحاد الأفريقي - تطلب مبالغ مالية لوضعها في جيوب مندوبيها مباشرة- والمؤتمر الإسلامي.. وفي حالة تصويت هذه المجموعات لصالحه فسيتمكن من النصر بسهولة، لكن وجود 8 مرشحين ضده يعني أن بعض الدول أشارت لتغيير موقفها في اللحظة الأخيرة خاصة بعض الدول الأفريقية.

2009-09-11