ارشيف من :أخبار عالمية
ترامب يُبالغ بأرباح بيع السلاح للسعودية

تعليقًا على كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التحالف الاميركي مع السعودية ودورها بتحقيق اهدافه المعلنة بالشرق الاوسط، مثل الضغط على ايران والتوصل الى "تسوية" بين الصهاينة والفلسطينيين، رأت صحيفة "واشنطن بوست" أن العلاقة مع السّعودية تتمحور بالكامل حول المال".
وفي تقرير مفصّل نشرته الصحيفة، أشارت "واشنطن بوست" الى أن ترامب يركّز على الاموال التي ينفقها السعوديون في اميركا، لافتة الى ان مسؤولين اميركيين آخرين يركزون في المقابل على الجوانب الأخرى من العلاقات الاميركية السعودية، مستشهدًا بتصريحات وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الذي تحدّث فيها عن ضرورة حماية "المصالح الاستراتيجية" بين واشنطن والرياض، في الوقت الذي تنوي فيه الادارة الاميركية "محاسبة" المسؤولين عن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وتابع تقرير الـ"واشنطن بوست": "على الرغم من تزايد عدد الأصوات الجمهورية والديمقراطية في الكونغرس التي تحمّل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي وتطالب بعقاب شديد، الا ان بعض المسؤولين الاميركيين الحاليين والسابقين وكذلك خبراء متخصّصين بالمنطقة يقولون ان "المصالح المشتركة والجذور العميقة" ستضمن بقاء العلاقات بين الجانبين".
التقرير نقل عن آخرين أنه وحتى في حال حدوث فجوة كبيرة بين الطرفين، فلن يخسر الكثير لان المال السعودي والتعاون الاستراتيجي ليس بذالك الحجم الكبير الذي قد يتصوره البعض.. يمكن القول إن بعض الافعال التي اقدمت عليها السعودية قوّضت الاهداف الاميركية في المنطقة.
ووفق التقرير، اعترضت إدارة ترامب العام الماضي عندما استدعت السعودية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري و اجبرته على تقديم الاستقالة،فيما أصبح حزب الله أقوى من أيّ وقت مضى بعدما اطلقت السعودية سراح الحريري وسط الضغوط الدولية.
وحول ايران، نقل التقرير عن مسؤولين سابقين عملوا بإدارة اوباما بان السعوديين يريدون من اميركا ان تقاتل ايران دون ان يشاركوا هم انفسهم بالمعركة.
كذلك قال التقرير إن رفض السعودية والإمارات إعادة العلاقات مع قطر يعطّل الخطط الاميركية الهادفة الى "تحدي" ايران من خلال انشاء ما يسمى حلف "ناتو عربي".
وبالنسبة للعدوان على اليمن، ذكر التقرير أن "الدعم الأميركي اللوجستي والاستخباراتي للحرب في اليمن أشعل غضب الشارع و الكونغرس في اميركا، وهو ما ازداد بشكل كبير بسبب مقتل خاشقجي.
الصحيفة بيّنت مبالغة ترامب حيال حجم الصفقات الموقّعة مع المملكة، فقالت "بينما يزعم ترامب أنه وقّع على صفقات أسلحة مع السعودية بقيمة 110 مليار دولار، يظهر أن الكثير من هذه الصفقات جرى التفاوض عليها خلال حقبة سلفه باراك وباما، فمبيعات السلاح التي تمت خلال حقبة ترامب حتى الآن وصلت قيمتها الى 14.5 مليار دولار فقط، وهنا ذكّرت بتقرير للباحث هارتون يفيد بأن صفقات بيع السلاح مع السعودية خلقت عشرات آلاف الوظائف في الولايات المتحدة في أحسن تقدير، ولم تخلق مئات الآلاف او حتى مليون وظيفة كما يدّعي ترامب.