ارشيف من :أخبار عالمية

موراتينوس بعد لقائه الأسد: سورية "قدمت نصائحها" للأوروبيين بشأن الحوار بين اللبنانيين

موراتينوس بعد لقائه الأسد: سورية "قدمت نصائحها" للأوروبيين بشأن الحوار بين اللبنانيين

أبدت دمشق ومدريد ترحيبهما "ببدء جلسات الحوار بين الأطراف اللبنانية" وأعرب الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس خلال لقائهما أمس عن أملهما "في أن تتوصل هذه الجلسات إلى اتفاق يحفظ أمن واستقرار لبنان".

ووصل موراتينوس دمشق مساء الثلاثاء في زيارة استمرت يومين التقى خلالها الرئيس الأسد وزير الخارجية وليد المعلم الذي وصف لقاء الأسد وموراتينوس بأنه "مثمر وبناء".

وقال بيان رئاسي سوري "إن محادثات الأسد وموراتينوس تناولت "علاقات الصداقة والتعاون المتنامي بين سورية واسبانيا والزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية خوسيه رودريغيز ثاباتيرو إلى سورية (بين شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر القادمين)، ومفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية".

وأضاف البيان إنه "تمَّ بحث النتائج الإيجابية للقمة اللبنانية السورية والقمة الرباعية اللتين عقدتا مؤخراً في دمشق ورحب الطرفان ببدء جلسات الحوار بين الأطراف اللبنانية معربين عن الأمل في أن تتوصل هذه الجلسات إلى اتفاق يحفظ أمن واستقرار لبنان حيث أشاد موراتينوس بالدور البناء لسورية في بناء علاقات متينة مع لبنان".

وأوضح البيان أنه "جرى أيضاً خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وعودة الحقوق الفلسطينية المشروعة ورحب الرئيس الأسد بالدور الأوروبي المتنامي في المنطقة كما تم التطرق إلى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط وأهمية أن يحقق هذا المشروع التعاون بين شطري المتوسط في جميع المجالات".

ونقل البيان عن الرئيس الأسد تأكيده على "أهمية مرجعية مؤتمر مدريد في مباحثات السلام والالتزام بها وبالقرارات الدولية ذات الصلة" على حين "أكد موراتينوس دعم إسبانيا لهذه المفاوضات مشيداً بجدية سورية بهذا الصدد والتزامها بكل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". 

كما "عبر الرئيس الأسد وموراتينوس عن ارتياحهما للعلاقات الثنائية المتميزة بين سورية وإسبانيا والجهود الدائمة لتعميق وتوسيع هذه العلاقات في كافة المجالات".

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع موراتينوس، ورداً على سؤال يتعلق بالوضع في لبنان عبر الوزير المعلم عن ارتياح سورية لبدء مؤتمر الحوار في بيروت وقال إن الرئيس الأسد أعلن مراراً أننا ندعم ما يتفق حوله اللبنانيون كما أن سورية تدعو دائماً إلى المصالحة والوحدة الوطنية في لبنان لأنها ضمان الاستقرار فيه.

ولفت الوزير الاسباني إلى الدور البناء الذي قامت به سورية لتسهيل الحوار بين اللبنانيين وتحقيق التوافق بينهم والنصائح التي قدمتها إلى إسبانيا وايطاليا وفرنسا للمساهمة في هذا المجال وقال.. يمكننا اليوم أن نتطلع إلى مستقبل لبنان بكثير من التفاؤل.

وعما إذا كان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة طلب المجيء إلى دمشق أوضح المعلم أن الرئيس السنيورة يترأس اليوم حكومة وحدة وطنية ونحن لا ننظر إلى الموضوع بشكله الشخصي بل بشكله الموضوعي ومن الطبيعي عندما يضع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق قاعدة متينة لمستقبل العلاقات بين البلدين أن يقوم الوزراء المعنيون بتنفيذ ما اتفق عليه الرئيسان الأسد وسليمان.

وأضاف الوزير المعلم: لا علم لي أن السنيورة قد طلب المجيء إلى دمشق

وأعلن المعلم أنه تقرر تأجيل الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية إلى أجل غير مسمى بناء على طلب من إسرائيل بعدما كانت مقررة يوم الخميس بسبب الانتخابات الداخلية في حزب كاديما الحاكم.

وقال المعلم "عندما تكون (إسرائيل) جاهزة (لمتابعة المفاوضات)سنكون جاهزين لأننا راغبون في بناء قاعدة صلبة تؤدي إلى المفاوضات المباشرة بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الإسرائيلية".

وأشار المعلم إلى أنه تبادل مع موراتينوس الرأي اليوم حول كيفية دفع عملية السلام العادل والشامل في المنطقة على جميع المسارات وعبر عن سعادته بأنه يلمس الرغبة من جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لأن تلعب أوروبا دوراً في عملية السلام وقال.. سنسعى إلى إيجاد سيناريو كنا قد بحثناه مع الوزير الإسباني سابقاً واليوم لكي نبرز أن عملية السلام لها مظلة ورعاية دولية وهدفها إحلال سلام عادل وشامل يشمل كل المسارات وفق مرجعية مؤتمر مدريد.

وعما إذا كان هناك تصور لإقامة تعاون سوري أوروبي حول عملية السلام في المنطقة أكد الوزير المعلم أن سورية كانت دائماً تدعو إلى دور أوروبي على قدم المساواة مع الدور الأميركي على هذا الصعيد لأنها تعتقد أن أوروبا جغرافياً وتاريخياً وثقافياً هي الأقرب إلى منطقتنا وهي تتأثر بأمن واستقرار هذه المنطقة.

ونوه موراتينوس بالدور البناء الذي تلعبه سورية فيما يتعلق بعملية السلام وعبر عن دعم بلاده للدور الذي تقوم به تركيا العضو المستقبلي في الاتحاد الأوروبي في هذه المفاوضات والتي استطاعت أن تلعب هذه الدور الهام مؤكداً استعداد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي للمساعدة ودعم هذه العملية.

وأكد الوزير الإسباني أن "سورية جزء‌ من الحل في هذه المنطقة، و الآن أرى أن هذا صحيحاً، ولازلت أؤمن بذلك".

ورداً على سؤال آخر حول إمكانية أن تستضيف اسبانيا الجولات المقبلة للمفاوضات بين سورية وإسرائيل قال موراتينوس..إن بلاده مستعدة دائماً لاستقبال أي مؤتمر سلام لكن المهم هو أن تسير المسارات المختلفة بشكل ثابت وجدي وأن تقرر الأطراف ما إذا كانت ترغب في الاجتماع بمدريد التي كانت دائما جزءاً من روح العملية السلمية ومستعدة للمساعدة.

ونوه الوزير الإسباني بدور تركيا في المفاوضات غير المباشرة "فدول المنطقة تقوم بتسوية مشكلاتها بنفسها وهذا هو أهم تغيير طرأ، والاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدتها".

وعما إذا كان حمل إلى دمشق رسالة من تل أبيب فيما يتعلق بعملية السلام قال موراتينوس "هذا غير ضروري حيث أن هناك اتصالات بين الجانبين عبر تركيا"، وأشار إلى أنه "جرى خلال المحادثات تبادل للرأي حول إن كانت التطورات الأخيرة في إسرائيل ستؤثر على هذه المحادثات".

وحول الدور الإيراني في المنطقة، قال موراتينوس "نحن نفهم ونحترم بأن تلعب إيران دوراً في الشرق الأوسط غير أن على إيران الالتزام بالشرعية الدولية".

وتابع "نحن سعداء بأن هناك بلد (في إشارة إلى سورية) يتمتع بعلاقات وطيدة مع إيران ويمكن أن يلعب دوراً في تحقيق التفاهم ونحن ندعم دور التفاهم والدبلوماسية".

كما نوه موراتينوس بموقف سورية وسعيها لتوحيد الموقف الفلسطيني وعملها على تحقيق التفاهم بين جميع الأطراف الفلسطينية من أجل تعزيز هذا الموقف في المفاوضات مع إسرائيل مؤكداً أن سورية هي جزء من الحل في المنطقة وليست جزءاً من المشكلة.

وأوضح الوزير الإسباني أن محادثاته في دمشق تناولت أيضاً الدور السوري الاسباني في عملية برشلونة ودعا إلى العمل جنباً إلى جنب لتنفيذ نتائج قمة باريس الناجحة التي شارك فيها الرئيس الأسد في تموز الماضي وأُعلِن فيها إطلاق مشروع الاتحاد من اجل المتوسط مشيراً إلى أنه قدم إلى سورية اقتراحاً بأن تكون برشلونة هي مقر الأمانة العامة لعملية الحوار في الاتحاد المتوسطي وأنه حصل على تفهم عام إيجابي من الجانب السوري لهذا الاقتراح.

وردا على سؤال حول زيارة ثاباتيرو المرتقبة إلى دمشق أوضح موراتينوس أن الزيارة ستكون ضمن جولة لرئيس الوزراء الاسباني إلى المنطقة وستجري بين شهري تشرين الثاني وكانون الأول القادمين وسيعلن عنها عندما يتم تحديد موعدها.

وفيما يتعلق بالعلاقات السورية الإسبانية، أكد موراتينوس أهمية هذه العلاقات في مختلف المجالات وقال إن هذه العلاقات كانت دائما ممتازة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية ونريد لهذه العلاقات أن تتوج بزيارة رئيس الوزراء الاسباني إلى دمشق قبل نهاية هذا العام.

وأوضح موراتينوس أن محادثاته مع الرئيس بشار الأسد تناولت ثلاثة مواضيع أساسية وهي العلاقات الثنائية بين البلدين وعملية السلام وكيفية العمل معاً من أجل تحقيق الازدهار والأمن لهذه المنطقة والشراكة الأورومتوسطية.

وقال..الأصدقاء السوريون كانوا دائماً بنائين وقريبين مني وعندما عدت إلى ما اعتبره بيتي فأنا راض جداً عن تطور العلاقات والحوار بين الجانبين وقد شهدت حقائق وإنجازات جديدة منذ زيارتي الأخيرة إلى دمشق.

بدوره، قال الوزير المعلم إن موراتينوس أجرى لقاء مثمراً وبناء مع الرئيس الأسد تناول خلاله العلاقات الثنائية الممتازة القائمة بين سورية وإسبانيا والتي ستشهد دفعة جديدة خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسباني إلى دمشق خلال الأسابيع القادمة.

وأوضح الوزير المعلم أنه تم خلال اللقاء أيضاً بحث الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط وخاصة عملية السلام والوضع في لبنان والعراق وكيفية تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة مشيراً إلى الدلالة المهمة التي تحملها زيارة الوزير الإسباني ولاسيما أن مدريد كانت العاصمة التي استضافت مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 كما كانت برشلونة عاصمة الحوار العربي الأوروبي وتوقيع وثيقة الشراكة فيها والذي أسس لهذا الحوار.

كما أشار الوزير المعلم إلى الدور المهم الذي قامت به رئاسة الاتحاد الأوروبي ممثلة بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أحداث القوفاز الأخيرة معتبراً أن ذلك يشكل عنصراً آخر مشجعاً.

وكان ملك إسبانيا خوان كارلوس تسلم رسالة من الرئيس الأسد في تموز الماضي تتعلق بالتطورات الإيجابية الأخيرة في الشرق الأوسط ودور سورية وإسبانيا البناء في تعزيز الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول العربية وإسبانيا نقلها نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري.

وشكل الملتقى الاقتصادي السوري الاسباني الذي عقد في مدريد خلال الشهر نفسه فرصة لبحث تطوير التعاون الاقتصادي ولاسيما في المجالات الفنية والاستثمارية والتنمية الإدارية والتبادل التجاري.

وخلال محادثات الدردري مع نائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد والمالية الإسباني بيدرو سولبيس على هامش الملتقى اتفق الجانبان على التعاون في مجالات الطاقة المتجددة وتشجيع الشركات الإسبانية على العمل في سورية كما تم الاتفاق بشكل مبدئي على تقديم الدعم الإسباني لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في سورية.

2008-09-18