ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: الإخوان المسلمون في سوريا واستحقاق الخيارات الصعبة 1/2

خاص الانتقاد.نت: الإخوان المسلمون في سوريا واستحقاق الخيارات الصعبة 1/2
التغيير من الداخل والتوجهات الاستراتيجية

باريس – نضال حمادة

زار صدر الدين البيانوني باريس في الأسبوع الأول من شهر آب/ أغسطس المنصرم. هدف الزيارة المعلن كان لقاء مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين في سوريا مع السوريين المقيمين في فرنسا. هذا عن الهدف المعلن أما العمل الحقيق على الأرض فكان يتلخص في توجيه رسالة إلى كل من يهمه الأمر داخل الجماعة بأن البيانوني ما زال قويا، وأن لا مجال لأي تفكير بتنحيته أو محاولة شق الجماعة على غرار ما حدث في بلدان مجاورة لسوريا.

خاص الانتقاد.نت: الإخوان المسلمون في سوريا واستحقاق الخيارات الصعبة 1/2وينقل بعض السوريين والعرب من الذين التقوا الرجل، أن كلامه عن سوريا تلخص في جملة قصيرة: لقد قررنا وقف المعارضة لدمشق، ولن نعود إلى شن الحملات الإعلامية. أما السبب فهو موقف النظام في دمشق خلال الحرب الأخيرة على غزة. وحسب نفس المصادر فقد كان لافتا الموقف العنيف للبيانوني من عبد الحليم خدام المقيم حاليا بين باريس ـ بروكسل. وينقل الذين زاروا المراقب العام للجماعة في سوريا  خلال إقامته الباريسية عنه اتهامه لخدام باتخاذه موقفا مشابها للموقف الإسرائيلي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال العدوان على غزة مطلع العام الحالي. وقد أثار هذا الموقف الحاد من البيانوني تجاه خدام نقاشا في أوساط السوريين المقيمين في فرنسا، وذلك على خلفية التبدل الكبير في مواقف البيانوني، ما جعل البعض في باريس يتكهن بحصول تقدم ما على طريق المصالحة بين الحكم في سوريا وجماعة الإخوان المسلمين، خصوصا بعد الانفتاح الذي أبدته دمشق على الكثير من المعارضين السوريين في الخارج، وعودة شخصيات سياسية سورية متعددة المواقع إلى دمشق خلال الصيف الحالي. وقد علمت الانتقاد من مصادر سورية التقت الرجل أن الأسئلة كانت تحيط به من كل جانب حول الحكمة والفطنة من المواقف السابقة خصوصا التحالف مع خدام والدخول في أحلاف مع أشخاص مشبوهين بارتباطاتهم بالمتطرفين في الإدارة الأميركية السابقة وحزب نتنياهو، أمثال فريد الغادري وغيره. وحسب مصادر سورية في باريس يتحمل البيانوني الخطأ الأكبر في القطيعة مع السلطة. وتضيف هذه المصادر أن بعض المعارضين السورين بدأوا مرحلة من التواصل البناء مع السلطة عبر  رسائل وجهت للرئيس الجديد بشار الأسد، غير ان البيانوني انتقل بنصيحة من بعض أعضاء الحركة الموجودين في العراق وفي الولايات المتحدة لمواقف أكثر حدة ضد النظام ومباشرة الاتصال بالإدارة الأميركية مباشرة، فاجتمع البيانوني في لندن بفريد الغادري، وحاول مد جسور لإدارة بوش عبر إخوان موجودين في أميركا. الأمر الذي أسفر عن قطع العديد من الشخصيات المعارضة علاقتها معه. فعاد وطلب من الإخوان في الولايات المتحدة تشكيل تنظيم موال لأميركا بدون الغادري، فولد المجلس الوطني السوري الذي لم ينجح لا في استقطاب المعارضين ولا بثقة الأميركيين. وتضيف المصادر السورية في باريس بعدها أوقف البيانوني النشاطات العلنية باتجاه الإدارة الأميركية، لكن نفس التسرع السياسي عاد ووقع به عندما طعن بإعلان دمشق في الظهر بإعلانه عن جبهة الخلاص مع عبد الحليم خدام في 17 آذار 2006، ثم طالب بفتح مكتب للجبهة في واشنطن كانت تكاليفه المالية والسياسية في ثلاثة أشهر كارثة حقيقية حسب المصدر السوري المعارض. 

في السياق يردد بعض السوريين الواصلين من عمان، أنباء عن خلافات تعصف بجماعة الأخوان المسلمين في سوريا حيث تسود حالة من عدم الرضا عن أداء المراقب العام تقودها شخصيتان من الرعيل الأول للجماعة. وتقول مصادر سورية في العاصمة الفرنسية باريس ان بداية هذا الخلاف تشبه في تكوينها بداية الخلافات الحاصلة حاليا داخل الجماعة في الأردن، والذي وصل مؤخرا إلى الانشقاق داخل الجماعة. وتتركز انتقادات القياديين في الجماعة على تصرفات البيانوني "الرجراجة والمتغيرة". بل يذهب أحد المنشقين عن الحركة حديثا للقول: "لم نعد نعرف إلى أين هو ذاهب، والله لا أعلم إن كان هو نفسه يعرف إلى أين ذاهب". لكنّ شاهدنا نفسه يقول: "المشكلة أن السيد البيانوني يمسك بالقرار المالي وبالحساب المصرفي". ما يجعل عملية إقصائه تواجه صعوبات كثيرة.

يركز المعترضون على نهج البيانوني وعلى أخطائه السياسية القاتلة ومواقفه المترددة طيلة الفترة السابقة، ويذكرون أن الدكتور حسن الهويدي الذي توفي في 13 آذار 2009 وكان يشغل منصب النائب العام السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في العالم، قد انتقد أكثر من مرة مواقف البيانوني في كل ما يتعلق بالعلاقات التي فتحها الرجل مع الأميركيين وحلفائهم. وحسب قيادي في حركة الإخوان المسلمين في مصر فقد رفض الهويدي زيارة خدام أثناء زياراته الأخيرة لباريس معلنا للجميع اعتراضه على دخول الجماعة في جبهة الخلاص وإعلان دمشق. كما وانتقد الهويدي التحالف الذي أبداه البيانوني مع جماعة الرابع عشر من آذار في لبنان.

يذكر أن السفارات السورية في أوروبا وبناء على أوامر مباشرة من الرئيس السوري بشار الأسد أعطت جوازات سفر سورية لناشطين بارزين في المعارضة السورية خصوصا من جماعة الإخوان المسلمين، وقد اطلعت الانتقاد على بعض هذه الجوازات من أصحابها، فيما يمكن اعتباره مؤشرا للتعامل مع الملف الإنساني بشكل فردي كبادرة حسن نية من قبل السلطات في دمشق.

غدا: 2\2 مصادر فرنسية نقلا عن شخصية سورية رفيعة: نتمهل حتى نرى مدى الاستقرار في مواقف البيانوني

2009-09-16