ارشيف من :أخبار عالمية

شوكة بحلق الامريكان من غزة الى لبنان!

شوكة بحلق الامريكان من غزة الى لبنان!
مقال خاص بـ "الانتقاد.نت" بقلم الكاتب والباحث الإيراني محمد صادق الحسيني

"لا غزة لا لبنان افدي روحي لايران" يبدو انه امر العمليات الجديد الذي صدر من وزارة خارجية العدو الصهيوني الى جماعة "ايران اولا" من اشباه المثقفين والناشطين السياسيين والمتدثرين بعبائة "النخبة" ممن وضعوا انفسهم في مصاف التصادم مع النظام الاسلامي الايراني .

وتأتي هذه التعليمات التي وردت في الموقع الاليكتروني لوزارة الخارجية الاسرائيلي، في وقت تستعد فيه ايران كعادتها للاحتفال بيوم القدس العالمي، تعبيرا عن انتصارها لقضايا المستضعفين واحرار العالم وفي المقدمة بالطبع قضية العرب والمسلمين الاولى اي القضية الفلسطينية.

ليسوا وحدهم هؤلاء الذين حلموا يوما ان ما بدأ في افغانستان ومن ثم استكمل في العراق سوف يصل اليهم تحت بيرق الديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية الحزبية وسائر العناوين المزيفة اصلا حتى لو صدق الرجل الابيض في رفعها وان كنت اشك في صدقيته لرفعه اياها بل اكاد اقطع بكذبه وتدجيله !

فجماعة ربيع دمشق وربيع القاهرة و ربيع بيروت و غيرهم من اتباع الربيع الامريكي المزين بالاعلام الوطنية والقومية المزيفة كانوا ينتظرون مثلهم مثل رواد ربيع طهران ان تصل اليهم رياح الديمقراطية الامريكية محمولة ودون عناء يذكر من جانبهم، ان لم تكن على الدبابة والطائرة السمتية ل"قوات الائتلاف" فعلى ظهور البغال كما حصل مؤخرا في الانتخابات المهزلة في افغانستان المستباحة !

لكنهم بائسون هؤلاء كما كانوا دوما , فالربيع الامريكي نفسه يعاني اليوم من مرض الشيخوخة المبكر، الامر الذي جعله في خريف عمره، حيث لا ربيع بعده !

انه ليس شعارا ولا ادبا في باب النثر او الشعر بقدر ماهي الحقيقة المرة التي كان يفترض على من صنفوا انفسهم في باب النخبة ان يلتقطوها ولكن لا حياة لمن تنادي !

فاوباما يطرق بوابات طهران متوسلا قناة توصله الى القيادة العليا ليفتح معها حوارا مباشرا وبالجملة !

وسولانا يستعجل جليلي ليواصل ما بدأ معه من حوار في اطار مجموعة ال5 زائد 1 قبل ان يسبقه الامريكي في اختراق جدران القطيعة مع طهران !
واما الروس والصينيون فانهم يعملون ببطء مع طهران وغيرها من دول الجنوب في اطار تطوير منظمة شانغهاي للتعاون الآسيوي لتصبح بديلا لمنظمة الامم المتحدة كما تحلم بكين !

لم يبق الا من صنفوا ب"عرب الاعتدال" وخلاياهم التائهة في لبنان وبعض من غرق في مستنقع العراق من بطانة الاحتلال، لم يستوعب بعد ما حصل ويحصل من حوله ولا يزال يراهن على الحصان الامريكي الخاسر في عداوته لما بات يوسم بمحور المقاومة والممانعة السوري الايراني وسواعده الحديدية الضاربة في كل من غزة ولبنان !

لقد قالها مرشد الثورة الاسلامية الاعلى السيد علي خامنئي كما ورد في آخر خطبة جمعة له و بوضوح لا لبس فيه : ان اليد التي تمتد لزعزعة امن الناس  سنقطعها ايا كانت، والسيف الذي سيمتشق في وجه النظام سنكسره قبل ان يرتد الى غمده مهما علا منصب صاحب هذا السيف !

واضاف هذا بيت القصيد هنا : لن نتخلى عن فلسطين وكل قضايا الامة العادلة لانها بمثابة قضيتنا القومية كما هي بمثابة قضيتنا الدينية الشرعية !

وان اي شعار غير شعار الدفاع عن فلسطين سيتم رفعه في يوم القدس سيكون شعار فتنة وبمثابة رفع للمصاحف على الحراب في محاولة لتمرير خديعة لن تمر بالتأكيد !

ولمن يحاول مد يد التخريب في هذا اليوم المقدس سواء فعلها بوعي وبامر عمليات اسرائيلي او بغباء وسوء تقدير وانخراط في قافلة الشيطان الاصغر من دون علم نقول : نحن ابناء الامام، عن غزة وعن لبنان، ما بنتخلى في ايران، وراح تبقى ايران الثورة شوكة بحلق الامريكان !

انها لم تعد معركة نجاد وحده، فنجاد وضع قطار حكومته على السكة وانتهى الامر، والنووي الايراني بات ورائنا ايضا ولا مفاوضة على الحقوق الثابتة، انها معركة ان نكون او لا نكون، انها معركة الاستقلال الثاني في لبنان كما في ايران كما في سوريا كما في مصر كما في الاردن كما في المغرب العربي كما في مشرقه وعلى امتداد العالم الاسلامي من جبال الاطلس الى تخوم سور الصين العظيم , ومن لا يصدق ذلك او يعتبره شعرا فليستمع ولو لمرة واحدة الى ادعية جمهور العامة من الناس في ليالي القدر العشرة الاخيرة من رمضان ليكتشف الحد الفاصل بين "نخب" الديمقراطية المحمولة على بغال امريكا الافغانية، وجمهور ناس المقاومة والتحرير والتحرر الذي لا يساوم على الاوطان ولو اعطوه الدنيا كلها، لا سيما اذا كان الوطن من نوع وجنس فلسطين ام الدنيا الحقيقية  "واللي ما يعجبو خلي يشرب من بحر غزة او ينتحر في البحر الميت" كما يقول اخواننا واحبتنا الفلسطينيون !
2009-09-16