ارشيف من :أخبار عالمية
في سابقة هي الأولى لزعيم عربي: الرئيس الأسد يلبي دعوة الحزب الحاكم في تركيا لحفل إفطار رمضاني
لقاؤنا اليوم في هذا الشهر الكريم شهر الخير والمحبة والتسامح يقابله طغيان العدوان والكره والانتقام في عالمنا المعاصر
دمشق - "الانتقاد.نت"
شارك الرئيس السوري بشار الأسد مساء اليوم الأربعاء في حفل إفطار أقامه فرع حزب العدالة والتنمية في اسطنبول بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعدد من أعضاء الحكومة والحزب وأكثر من 2500 مدعو.
والرئيس الأسد هو أول زعيم عربي يدعى إلى مثل هذه المناسبة، والتي سبق ودعي إليها مستشارا ألمانيا الحالية أنجيلا ميركل والسابق غيرهارد شرودر ورئيس الحكومة الإسبانية خوسيه ثاباتيرو.
وحضر المأدبة وزراء الحكومة التركية وعدد كبير من قيادي وكوادر الحزب الحاكم، إضافة إلى أبرز الفعاليات الاقتصادية وأعضاء مجلس رجال الأعمال التركي السوري وشخصيات عامة من المجتمع التركي من الوسطين الثقافي والرياضي.
وفي كلمة ألقاها في حفل الإفطار، اعتبر الرئيس الأسد أن مشاركته في حفل الإفطار "تعبير عميق عن كل ما يجمع بين شعبينا من جذور وروابط وعادات وتقاليد تضفي على علاقاتنا ابعادا وجدانية سامية" وأضاف "إن لقاءنا اليوم في هذا الشهر الكريم شهر الخير والمحبة والتسامح يقابله طغيان العدوان والكره والانتقام في عالمنا المعاصر".
وقال الرئيس الأسد: "ما أحوجنا اليوم لفهم عميق لمعاني الشهر الفضيل وما أحوج العالم الإسلامي لنموذج كالعلاقة السورية التركية التي استبدلت الخصومة بالمحبة والافتراق بالالتقاء وعملت على أن يعم الخير والسلام أرجاء المنطقة وحرصت في كل خطوة خطتها على أن تجمع الدول والشعوب حول مصالح ومبادئ توحدها".
وأعرب الرئيس الأسد عن سعادته بما حققته سورية وتركيا خلال الأعوام القليلة الماضية من إنجازات على مستوى العلاقات العربية التركية بشكل عام والسورية التركية بشكل خاص. وقال: "إن هذه الإنجازات بمقدار ما تشعرنا بالرضا بمقدار ما تجعلنا نسأل أنفسنا لماذا لم ننجح في العقود الماضية أو لماذا لم نحاول لكي ننجح في تحقيق هذه الإنجازات فهل قمنا بشيء جديد مؤخراً لكي نغير مسار الأمور أم اننا ابتكرنا شيئاً بعيداً عن طبيعة الأمور في منطقتنا فغير مسارها؟!".
وأجاب الرئيس الأسد موضحاً أن ما قام به البلدان هو "أننا أعدنا الأمور إلى طبيعتها وأبعدناها عن شذوذها من خلال خطوات متبادلة قام بها كل منا لا لنلتقي في منتصف الطريق بل لنقطع معاً الطريق الذي رسمناه عبر تاريخنا الطويل باتجاه مستقبل مليء بالإنجازات تسوده المحبة والسلام".
وقال الرئيس الأسد: "إذا كان هذا الجواب بسيطاً جداً من حيث الشكل على الأقل فهذا لا يعني أن مضمونه كذلك فالأخطاء التي تتراكم على مدى العقود ومع تعاقب الأجيال يصبح من الصعب رؤيتها وبالتالي تصحيحها لهذا لم يكن من السهل على أي منا أن يرى المشكلة بشكلها وبحجمها الحقيقي".
وفي كلمة مماثلة، قال أردوغان: إن سورية وتركيا تتقاسمان مصيراً مشتركاً وحققتا نجاحات كبيرة في السنوات الماضية انعكست على مصالح الشعبين الشقيقين معتبراً أن "قرارنا مع الرئيس الأسد إلغاء سمات الدخول بين البلدين هي بشرى العيد للشعبين".
ونوه أردوغان بالعلاقة التي تجمع البلدين وشعبيهما "فما يجمع بين سورية وتركيا علاقات قربى متجذرة وتركيا هي بوابة أوروبا وسورية هي بوابة آسيا وإن سورية قوية ومتقدمة وبالمقدار الذي تكون فيه سورية قوية تكون تركيا قوية".
وأكد أردوغان أن "العلاقات الأخوية بين سورية وتركيا ستشهد تطوراً أكثر في المرحلة القادمة والبلدين سيستمران في التضامن والتعاون فيما بينهما لتعزيز هذه العلاقات الأخوية".
ولفت رئيس الحكومة التركية إلى أن "العلاقات الأخوية بين سورية وتركيا ستساهم في إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
ووصف أردوغان مباحثاته مع الرئيس الأسد بأنها "ناجحة جداً" وقال: "سنواصل متابعة الاجتماعات مع الوزراء المختصين لدينا بهدف توطيد وتطوير العلاقات الثنائية".
وأشار إلى أن "سورية وتركيا اختارتا طريق التعاون" معرباً عن "تفاؤل" البلدين باتفاقية التعاون الاستراتيجي التي وقعت اليوم.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018