ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: ماذا لو كان موراليس عربيا؟

كتب محمد يونس
سؤال يحق لنا نحن العرب أن نطرحه.. نعم، ماذا لو كان الرئيس البوليفي إيفو موراليس حاكما عربيا؟ هل كان سيقوم بما قام به كرئيس لبوليفيا؟ لقد عرف هذا الرجل الداء وقام بقطع الأفعى من رأسها، وحصل على النتيجة. المعارضة التي كان يحرضها السفير الأميركي وقّعت اتفاقا مع الحكومة، وعاد الهدوء إلى بوليفيا بعدما أعيدت العقول إلى أماكنها.
طرد السفير الأميركي فعاد أهل البلاد إلى التحاور ولغة العقل! هل هناك دليل أوضح من ذلك على التخريب والفوضى التي يقوم السفراء الأميركيون ببثها أينما حلوا؟
لو كان موراليس عربيا، من الصعب التكهن بما كان سيفعله، لأن ما يحدد نوعية تصرفه هو كيف وصل إلى السلطة في بلاد العرب، فهل وصل بإرادة شعبية أم بإرادة السفير الأميركي؟ ولذلك فإنك لن تجد زعيما عربيا يجرؤ على القيام بما قام به هذا الرئيس المتأصل في جذوره.
ولكن هل هو ذنب هذا الرئيس أو ذاك الحاكم أو الزعيم؟ بالطبع لا يخلو الأمر من مسؤولية، إلا أن المسؤولية الأساس تقع على عاتق الشعوب التي تقبل وتصمت وتسكت على الظلم، وترضى بأن يختار موظف في سفارة ـ الله أعلم ما هي تراتبيته ـ رئيسها وزعيمها.
بالعودة إلى السؤال، ما يحدد الإجابة عنه هو: ما هي المرجعية التي يعود إليها هذا الموراليس؟ هل مرجعيته شعبه أم مكتب صغير في غرفة مظلمة داخل أروقة سفارة؟
نعم، لو كانت مرجعية موراليس العربي هي نفسها مرجعية موراليس البوليفي، أي الشعب، لكان بالإمكان القول إن الأول سيتصرف كما الثاني.. حتى يصبح الأمر كذلك، أليس من الأجدر أن يكون الشعب العربي بمستوى أن يشكل معه مرجعية؟
الانتقاد/ العدد1300 ـ 19 أيلول/ سبتمبر 2008
سؤال يحق لنا نحن العرب أن نطرحه.. نعم، ماذا لو كان الرئيس البوليفي إيفو موراليس حاكما عربيا؟ هل كان سيقوم بما قام به كرئيس لبوليفيا؟ لقد عرف هذا الرجل الداء وقام بقطع الأفعى من رأسها، وحصل على النتيجة. المعارضة التي كان يحرضها السفير الأميركي وقّعت اتفاقا مع الحكومة، وعاد الهدوء إلى بوليفيا بعدما أعيدت العقول إلى أماكنها.
طرد السفير الأميركي فعاد أهل البلاد إلى التحاور ولغة العقل! هل هناك دليل أوضح من ذلك على التخريب والفوضى التي يقوم السفراء الأميركيون ببثها أينما حلوا؟
لو كان موراليس عربيا، من الصعب التكهن بما كان سيفعله، لأن ما يحدد نوعية تصرفه هو كيف وصل إلى السلطة في بلاد العرب، فهل وصل بإرادة شعبية أم بإرادة السفير الأميركي؟ ولذلك فإنك لن تجد زعيما عربيا يجرؤ على القيام بما قام به هذا الرئيس المتأصل في جذوره.
ولكن هل هو ذنب هذا الرئيس أو ذاك الحاكم أو الزعيم؟ بالطبع لا يخلو الأمر من مسؤولية، إلا أن المسؤولية الأساس تقع على عاتق الشعوب التي تقبل وتصمت وتسكت على الظلم، وترضى بأن يختار موظف في سفارة ـ الله أعلم ما هي تراتبيته ـ رئيسها وزعيمها.
بالعودة إلى السؤال، ما يحدد الإجابة عنه هو: ما هي المرجعية التي يعود إليها هذا الموراليس؟ هل مرجعيته شعبه أم مكتب صغير في غرفة مظلمة داخل أروقة سفارة؟
نعم، لو كانت مرجعية موراليس العربي هي نفسها مرجعية موراليس البوليفي، أي الشعب، لكان بالإمكان القول إن الأول سيتصرف كما الثاني.. حتى يصبح الأمر كذلك، أليس من الأجدر أن يكون الشعب العربي بمستوى أن يشكل معه مرجعية؟
الانتقاد/ العدد1300 ـ 19 أيلول/ سبتمبر 2008