وقع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره التركي أحمد داوود أوغلو الإعلان المشترك لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا, وذلك في إطار زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا أمس.

وفي مؤتمر صحافي مشترك جمه المعلم وأوغلو في إسطنبول, أكد المعلم أن محادثات الرئيس الأسد وأردوغان تناولت سبل مضاعفة حجم التبادل التجاري والتعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والغاز الطبيعي والمياه وإن سورية تنظر جديا في موضوع إعفاء الشاحنات السورية والتركية من الرسوم المترتبة عليها قريبا.

وأشار المعلم إلى أن المباحثات تناولت أيضا الأوضاع الإقليمية, حيث "عبر الأسد عن امتنانه للجهود التي تبذلها تركيا لتجاوز الأزمة القائمة والمفتعلة مع العراق" لافتا إلى أن وجهات النظر متطابقة حول خطورة سياسة الاستيطان التي يتبعها العدو "الإسرائيلي" واستمرار الحصار "الإسرائيلي" على غزة, وأكد أن هذا "يشكل خرقا للقانون الدولي وعقبة حقيقية أمام استئناف عملية السلام" المزعومة.

وأوضح المعلم أن الرئيس الأسد عبر عن تمسك سورية بالدور التركي في استئناف محادثات السلام غير المباشرة على المسار السوري "الإسرائيلي" والاقتناع بعدم وجود شريك "إسرائيلي" في ما يسمى بعملية السلام.

الى ذلك رحب المعلم بالمواطنين الأتراك الذين يرغبون بزيارة سورية, قائلا "كأنكم تأتون من اسطنبول إلى أنقرة وكذلك بالنسبة للسوريين وكأنهم يتنقلون من حلب إلى دمشق ما يعني أن العلاقة بين قادتنا ستتعمق وتصبح أكثر متانة عندما تنتقل إلى الشعبين".

من جانبه وصف داوود أوغلو العلاقات التركية السورية بأنها مثال يحتذى به في المنطقة والعالم وأن قرار إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين هو أكبر دليل على الثقة المتبادلة بين البلدين وهي هدية لأجيالنا القادمة, مصيفا إنه وبعد إلغاء التأشيرات, "سيتمكن المواطنون في كلا البلدين من التنقل والقيام بزيارات متبادلة دون اللجوء إلى هذه السمات موضحا أن ذلك يعتبر دليلا واضحا على مستوى العلاقات الذي وصلت إليه بين البلدين".

وفي موضوع التعاون الاستراتيجي بين البلدين, أكد أوغلو أن هذه الخطوة هي بمثابة "بشرى سارة", مشيرا الى أن مجلس الوزراء المشترك سيعقد اجتماعاته مرة واحدة في السنة على الأقل ويحضره وزيرا الخارجية في البلدين بالإضافة إلى وزراء الداخلية والطاقة والوزراء المسؤولين عن التجارة والاستثمار والموارد المائية والنقل.

وفي الشأن العراقي السوري, لفت أوغلو الى إن تركيا تسعى وتبذل قصارى جهدها لتطوير وتحسين العلاقات بين سورية والعراق وأنها ستواصل بذل جهودها بهذا الخصوص مشيرا إلى أنه تم بحث بعض القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.

وحول إمكانية استمرار تركيا في لعب دور الوسيط في محادثات غير مباشرة بين سورية والعدو الصهيوني, قال أوغلو إنه "في الجولات الأخيرة من المحادثات غير المباشرة تم قطع شوط كبير فيها لولا الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على غزة التي أدت إلى مقتل الكثير من المدنيين".

المحرر الاقليمي + وكالات