ارشيف من :آراء وتحليلات
مصالحات..
كتب إبراهيم الموسوي
البلد في أجواء الحوار والمصالحات..أكثر من ذلك، ثمة مصالحات تكرست وأخرى تنتظر ربما ليس وقتاً كثيراً حتى تتبلور، لكن المهم أن إرهاصات المصالحات قد بدأت، وأجواء الحوار الوطني تشجع كثيراً على ذلك. هناك زخم حقيقي ينبغي الاستفادة منه، هو زخم الرئاسة الأولى وجديتها ورصانتها والمسؤولية الوطنية الكبرى التي أظهرت تمتعها بها.. وهناك أيضاً خلاصات ينبغي الاستفادة منها والتأسيس عليها، هي حصيلة كل التجارب والاختيارات والتطورات الماضية منذ ما يزيد على عامين.. لم يعد مقبولاً أن يكون أداء بعض السياسيين مراهقاً، وليس بالمنطق أبداً أن تمارس بعض الجهات السياسية فعل التعمية على ذاتها وعلى الآخرين، وتنكر كل المتغيرات والوقائع. المصالحات الثابتة تحتاج الى قراءات متأنية تنتج حسابات واقعية وخلاصات منطقية، هذه الخلاصات يجب أن تكون الدافع لتبلور إرادات وطنية جامعة، وللتلاقي والحوار والمصالحات وصولاً الى أفضل طرائق التنسيق، أو في أسوأ الأحوال تنظيم الاختلافات كي لا تتحول الى خلافات وتشنجات وبؤر توتر مستديمة.
ما جرى ويجري بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي طوى صفحة من الماضي، وهو يؤسس لفتح صفحة جديدة تتطور فيها العلاقات نحو الأفضل، ويتم التلاقي فيها على العناوين الوطنية العريضة التي لم يعد جائزاً أن تبقى موضوع خلاف أو اختلاف.
المطلوب الآن هو فتح الباب واسعاً أمام المصالحات الأخرى لكي تأخذ مداها، وأن يشترك فيها الأفرقاء المعنيون جميعاً دون استثناء أحد، تماماً كما هو مطلوب أن تتوسع طاولة الحوار الوطني لتشمل آخرين ممن يستحقون التمثيل فيها، حرصاً على ضمان أفضل النتائج.
ثمة من يصر على المماطلة والتسويف، ومن المفهوم أيضاً أن تكون هناك أطراف خارجية تشجع على ذلك، ولكن ذلك لم يعد مفيداً أبداً، إلا إذا كانت الحسابات هي للنكايات فقط، من دون ترتيب أي أثر عملي عليها.. لكن النكايات لا تصنع نتائج سياسية، والنكايات لم تكن ولن تكون أحد الرهانات الموصلة الى انتصارات انتخابية، فليقلع أصحاب الأوهام عن توهم إمكانية أن يحققوا شيئاً من خلال "التوتيرات" والتفجيرات المتنقلة.. ثمة متغيرات وحقائق دامغة لم تُهضم حتى الآن، ربما لأنها من العيار الثقيل، ولكن الأكيد أن أصحابها والمستفيدين منها لا يريدون إلا خيراً بالوطن وأهله، وعلى الذين تمسكوا بالرهانات الفاشلة سابقاً أن يتعظوا ما دام في الأمر متسع، فلا الزمان يسمح بالمناورة، ولا الإمكانات تسمح بالمقامرة، وما حصده المراهنون على الخارج من خسارات يحب أن يكون كافياً الى الآن.
الى المصالحة در.. نحو الحوار سر.. هذا هو الشعار الذي يجب أن يطبع المرحلة المقبلة في الشكل والمضمون أيضاً.
الانتقاد/ العدد1300 ـ 19 أيلول/ سبتمبر 2008
البلد في أجواء الحوار والمصالحات..أكثر من ذلك، ثمة مصالحات تكرست وأخرى تنتظر ربما ليس وقتاً كثيراً حتى تتبلور، لكن المهم أن إرهاصات المصالحات قد بدأت، وأجواء الحوار الوطني تشجع كثيراً على ذلك. هناك زخم حقيقي ينبغي الاستفادة منه، هو زخم الرئاسة الأولى وجديتها ورصانتها والمسؤولية الوطنية الكبرى التي أظهرت تمتعها بها.. وهناك أيضاً خلاصات ينبغي الاستفادة منها والتأسيس عليها، هي حصيلة كل التجارب والاختيارات والتطورات الماضية منذ ما يزيد على عامين.. لم يعد مقبولاً أن يكون أداء بعض السياسيين مراهقاً، وليس بالمنطق أبداً أن تمارس بعض الجهات السياسية فعل التعمية على ذاتها وعلى الآخرين، وتنكر كل المتغيرات والوقائع. المصالحات الثابتة تحتاج الى قراءات متأنية تنتج حسابات واقعية وخلاصات منطقية، هذه الخلاصات يجب أن تكون الدافع لتبلور إرادات وطنية جامعة، وللتلاقي والحوار والمصالحات وصولاً الى أفضل طرائق التنسيق، أو في أسوأ الأحوال تنظيم الاختلافات كي لا تتحول الى خلافات وتشنجات وبؤر توتر مستديمة.
ما جرى ويجري بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي طوى صفحة من الماضي، وهو يؤسس لفتح صفحة جديدة تتطور فيها العلاقات نحو الأفضل، ويتم التلاقي فيها على العناوين الوطنية العريضة التي لم يعد جائزاً أن تبقى موضوع خلاف أو اختلاف.
المطلوب الآن هو فتح الباب واسعاً أمام المصالحات الأخرى لكي تأخذ مداها، وأن يشترك فيها الأفرقاء المعنيون جميعاً دون استثناء أحد، تماماً كما هو مطلوب أن تتوسع طاولة الحوار الوطني لتشمل آخرين ممن يستحقون التمثيل فيها، حرصاً على ضمان أفضل النتائج.
ثمة من يصر على المماطلة والتسويف، ومن المفهوم أيضاً أن تكون هناك أطراف خارجية تشجع على ذلك، ولكن ذلك لم يعد مفيداً أبداً، إلا إذا كانت الحسابات هي للنكايات فقط، من دون ترتيب أي أثر عملي عليها.. لكن النكايات لا تصنع نتائج سياسية، والنكايات لم تكن ولن تكون أحد الرهانات الموصلة الى انتصارات انتخابية، فليقلع أصحاب الأوهام عن توهم إمكانية أن يحققوا شيئاً من خلال "التوتيرات" والتفجيرات المتنقلة.. ثمة متغيرات وحقائق دامغة لم تُهضم حتى الآن، ربما لأنها من العيار الثقيل، ولكن الأكيد أن أصحابها والمستفيدين منها لا يريدون إلا خيراً بالوطن وأهله، وعلى الذين تمسكوا بالرهانات الفاشلة سابقاً أن يتعظوا ما دام في الأمر متسع، فلا الزمان يسمح بالمناورة، ولا الإمكانات تسمح بالمقامرة، وما حصده المراهنون على الخارج من خسارات يحب أن يكون كافياً الى الآن.
الى المصالحة در.. نحو الحوار سر.. هذا هو الشعار الذي يجب أن يطبع المرحلة المقبلة في الشكل والمضمون أيضاً.
الانتقاد/ العدد1300 ـ 19 أيلول/ سبتمبر 2008