ارشيف من :آراء وتحليلات

ليفني: من الصف الثاني إلى المقدمة

ليفني: من الصف الثاني إلى المقدمة

كتب مصطفى خازم
اجتازت وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني بالامس "القطوع" الاول أمام وصولها إلى سدة الحكم في كيان العدو، ولتكون بعد أيام في حال تمكنت من اجتياز "القطوع" الثاني ثاني امرأة تصل إلى منصب رئيس الوزراء منذ تأسيس الكيان الغاصب على أرض فلسطين المحتلة..
تسيبي ليفني هي على خطى غولدا مائير.. من وزارة الخارجية إلى رئاسة الحكومة.. والاتية من خلفية أمنية عملت خلالها في سلك الخارج في الموساد.. قالت لحظة حسم النتيجة اعلامياً.. "فاز الخيّرون"، وكأنها تريد الإيحاء للعالم بأن المعركة كانت بين "الخير" و"الشر" في كيان العدو..
هذه حيلة قديمة، حسمها الامام المغيب السيد موسى الصدر: "اسرائيل شر مطلق"، لا مجال للخير فيها، بل هي النقيض..
ولدت ليفني في تل ابيب في 8 تموز/ يوليو1958 لأبوين كانا من اوائل الغازين لفلسطين المحتلة على مرحلتين، وكزوجين بعد إعلان الكيان الغاصب..
انتخبت نائبة في الكنيست للمرة الاولى عن "الليكود" في العام 1999.
دخلت الحكومة للمرة الاولى وزيرةً للعدل في حكومة شارون.
عملت مع "الموساد" في الخارج مطلع الثمانينات وخدمت في جيش العدو برتبة "ليفتننت" ـ عادة رتبة تمنح لمن هم في الصف الثاني من القيادة تمهيداً لترقيتهم ـ.
مارست مهنة المحاماة.
متزوجة من رجل الأعمال نافتالي سبيتزر ولديهما ولدان بالغان.
هذه السيرة برغم ما فيها تبقى قليلة أمام سيرة والدها "إيتان" القادم من بولندا في العام 1925 ليستوطن في فلسطين كناشط زراعي أيام الانتداب البريطاني، حيث استقرت عائلته في تل ابيب، استغل عمله غطاءً لعملياته مع عصابات "الارغون".. التي انضم اليها ناشطاً وقام بتنفيذ الكثير من عمليات قتل للعرب واستهداف البريطانيين كذلك، اعتقل في 4 نيسان/ ابريل 1946، نتيجة لمشاركته في "ليلة القطارات"(*). وحكم عليه، بالسجن لمدة 15 سنة، لكن هُرّب من سجن عكا إلى أوروبا ليقود عمليات الارغوان ضد مصالح بريطانيا.
توفي في عام 1991. وصيته كانت نقش شعار "الارغوان" على شاهد قبره، تأكيداً على دوره فيها.
منذ وفاته دخلت ليفني عالم السياسة في كيان العدو لترث أباها..
موغلة هي في دمنا من البداية..
المعركة اليوم باتت واضحة..
اختيار ليفني يعني الانتقال الى سياسة الكف الحديدة المغطاة بقفاز من الحرير..
اغتيالات، عبوات، فتن متنقلة.. إلى آخر الرواية من أعمال "الخير" الصهيوني، وبأيد عربية.. من اجل الخضوع.
ليفني إن وصلت ستبحث عن خدم لمشروعها، والانبطاحيون كثر..
قد تصبح ليفني المرأة الثانية في كيان العدو، بعد غولدا مائير التي تسلمت وزارة الخارجية ولاحقاً رئاسة الوزراء..
لكن المفارقة أن الأولى أسقطتها حرب 1973، والثانية وصلت إلى كرسيها بعد حرب 2006، فهل تكون نهاية الثانية بعد "الحرب" أيضاً.. ربما قبلها، من يدري؟

(*) هي واحدة من أكبر العمليات التي نفذها المستوطنون الصهاينة وعصابات "البلماخ" ـ التي كانت تجمع كل عناصر العصابات الصهيونية قبل تأسيسها بشكل مستقل ـ  وهي عملية تخريب خط السكة الحديد البريطانية في فلسطين في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 1945. وتدمير زوارق بحرية في يافا وحيفا تابعة للانتداب البريطاني، وكان والد ليفني قائد الهجوم على محطة قطارات في اللد يومها.
الانتقاد/ العدد1300 ـ 19 أيلول/ سبتمبر 2008

2008-09-19