ارشيف من :أخبار عالمية
موضوع التوطين الى الواجهة، لماذا اثارته الآن؟
قفز موضوع التوطين الى الواجهة الاعلامية والسياسية في الفترة الاخيرة من جديد في وقت كانت تطلق التساؤلات عما اذا كانت اثارته الداخلية والخارجية الاخيرة تأتي في اطار الضغوط الخارجية وتسجيل النقاط داخليا وحسب، ام ان المسألة لها ابعادها الخطيرة في هذه المرحلة بالذات.
اذاً لماذا هذه الاثارة الآن؟ وما هو الموقف ازاء اي مخاطر جدية مستجدة؟
في الآونة الاخيرة تكررت معلومات صحفية عن حصول اثارة للموضوع في محافل اوروبية وأميركية ومن قبل سفراء الغرب في الوقت الذي كانت تصريحات غربية تعتبر ان التوطين اصبح امرا واقعا.
وفيما حملت زيارة المبعوث الاميركي ميتشل الى لبنان تاكيدا ان حل مشكلة اللاجئين لن يكون على حساب لبنان، فإن ذلك يبقى تاكيدا مبهما وضبابيا ولا يحمل اي ضمانات في الاساس.
حركة حماس وعبر مسؤولها الاعلامي في لبنان رأفت مرة حذرت في حديث لـ"الانتقاد" من مخططات جدية للتوطين، وتدعو المعنيين اللبنانيين والفلسطينيين "للجلوس والتفاهم معا والتحاور لصياغة موقف لبناني فلسطيني قوي لاحباط المحاولات الاسرائيلية والاميركية والاوروبية لتمرير مشروع التوطين، في ظل المناخات السلبية التي تمر بها المنطقة"، في وقت تؤكد ان الفلسطينيين واللبنانيين قادرون على التنسيق والتفاهم في هذا الاطار، ويؤكد المعارضة الفلسطينية واللبنانية الواضحة لهذا المخطط. لكن مرة يحذر من ادخال موضوع التوطين ضمن اساليب التهويل الاعلامي من فئة ضد فئة وبالعكس، ما يضعف القدرة على تقوية اسلوب مواجهة هذا المخطط. وهو يلفت في هذا الاطار الى نقطتين:
ـ التوطين لا يمكن مواجهته بالسجال الاعلامي، بل من خلال رؤية لبنانية فلسطينية مشتركة تضمن حماية مصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني.
ـ التوطين مرفوض من قبل كل الشعب الفلسطيني، ولا يمكن ان يمر.
وسواء كانت اثارة موضوع التوطين تعني ما تعنيه من مخاطر حقيقية أو هي مجرد اثارات سياسية، يبقى الثابت ان العمل الحثيث لتقوية المناعة اللبنانية والفلسطينية ضد اي محاولات اختراق مشبوهة في موضوع التوطين امر ضروريا.
النائب مروان فارس اشار في هذا الاطار في حديث لـ"الانتقاد" الى امرين يجعلان خطر التوطين مستمرا:
ـ سياسة اللجنة الرباعية الدولية التي تضرب ركائز حق العودة.
ـ ما هو وارد في المشروع الاميركي والاوروبي في هذا الاطار من توطين الفلسطينيين حيث يقيمون، اي في الدول التي هجروا اليها.
وفي اطار الموقف اللبناني من هذا الموضوع يشير فارس الى ما ينص عليه الدستور اللبناني هو رفض التوطين، والى ما يتفق عليه اللبنانيون والفلسطينيون بالصورة العامة من رفضه ايضا. وهو يشدد على ان موضوع العودة حق مقدس، وهو حق قومي للفلسطينيين يُعمل على الغائه. ما يعني العمل على ازالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
اذاً بالنظر الى هذه المواقف اللبنانية والفلسطينية والى معطيات وأجواء المرحلة الحالية، فإن الاشارات السياسية توحي بأن هناك عملا دؤوبا من اجل تنفيذ مخطط كهذا في لبنان، وهو امر وان كان ليس حديثا، بل بدأ منذ سنوات عدة من اجل الوصول الى صيغة مثلى لتنفيذ هذا المخطط الذي يقضي بحق العودة، فإن المخاطر تبدو جلية في الفترة الاخيرة، خاصة في ظل الاشارات المتكررة لهذا الامر والضغط باتجاهه والتصريحات الغربية التي توحي بإسقاط هذا الحق. اما تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فهي دليل ساطع آخر، خاصة في خطابه عن يهودية الدولة، وما عناه من خطر التوطين بل التهجير الجديد. ولكن ما اثير في الاونة الاخيرة في موضوع الازمة الحكومية اللبنانية من ان الازمة ببعدها الخارجي مرتبطة بالعمل لتنفيذ مخطط التوطين كان لافتا، وهو يصب في اطار الاشارات الى العمل الغربي من اجل اضعاف المعارضة تسهيلا لتمرير المخططات الخارجية المشبوهة، ومنها مشروع التوطين.
احمد شعيتو
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018