ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: الأرض ككرة يتخاطفها أهلها وغزاتها

نقطة حبر: الأرض ككرة يتخاطفها أهلها وغزاتها
كتب حسن نعيم
جاء في معجم البلدان أن مدينة القدس كانت صحراء قبل أن تبنى وتحصّن, وكان أول من اختطها وبناها ملك اليبوسيين المسمى ملكيصادق ومعناه (ملك الصدق) وقيل إنه اسم لسام بن نوح, وقيل إن أول اسم أطلق عليها (إيلياء) باعتبار ان إيلياء هو الذي بناها، وان إيلياء هو ابن ارم بن سام بن نوح هو أخو دمشق, وحمص, وأردن, وفلسطين, وهذا كله يبقى أخباراً لا دليل عليها, ولا يمكن التحقق منها كما تؤكد الدراسات المتعلقة بتاريخ القدس.
تسمى المدينة في الترجمة العربية للنصوص القديمة من الإنجيل والعهد القديم باسم أورشليم أو يروشليم, ويرى البعض أن اسم المدينة تعريب للاسم الكنعاني والعبري "يروشلايم"  الذي معناه غير واضح، وقد يشير إلى إله كنعاني قديم اسمه "شاليم"، أو إلى العبارة "بلد السلام" بالعبرية أو بلغة سامية أخرى.
بناء على سفر الملوك الثاني فإن القدس كانت تعرف بالقدس نسبة إلى اليبوسيين الذين يعتقد أنهم متفرعون من الكنعانيين والذين يشار لهم بأنهم عربيو الأصول، ثم قام النبي داوود عليه السلام بالسيطرة على المنطقة والقدس وذلك في عام 1004 قبل الميلاد.
أما اسم القدس الشائع اليوم في العربية وخاصة لدى المسلمين فقد يكون اختصارا لاسم "بيت المقدس" أو لعبارة "مدينة القدس" وكثيرا ما يقال "القدس الشريف" لتأكيد قدسية المدينة. أما السلطات الإسرائيلية فتشير في إعلاناتها إلى المدينة باسم "أورشليم القدس".
يرد أول ذكر لتجمع سكاني في موقع القدس في رسائل اللعنة الفرعونية من القرن الـ18 قبل الميلاد. ويذكر موقع القدس فيها باسم "أشمام" كأحد تجمعات العدو الذي يجب لعنه كي لا يضر بالجيوش المصرية.
في القرن الـ14 ق.م. كان التجمع في هذا الموقع مدينة كنعانية حصينة يرد اسمها في سجلات الفراعنة كـ"رشلمم"، وفي رسائل تل العمارنة المكتوبة باللغة الأكادية.
شن نبوخذ نصر الكلداني هجوماً على فلسطين عام 597 ق.م واستولى على القدس عاصمة يهوذا وفي عام 586 ق.م دمر نبوخذ نصر القدس ثانية، وسبا اليهود إلى ارض بابل. دمّرها الرومان بقيادة تيتوس عام 70م ثم اعيد بناؤها في عهد الامبراطور هادريانس واطلق عليها اسم ايليا كابيتولينا عام 135م، احرقها الفرس عام 614م وسيطر عليها المسلمون عام 638م في عصر الخليفة عمر بن الخطاب حيث استلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس وأسماها العرب القدس، سيطر عليها الصليبيون عام 1099م واسترجعها المسلمون بعد معركة حطين عام 1187م. من القرن الـ15 وحتى بداية القرن الـ20 خضعت القدس لسيطرة العثمانيين الأتراك. وفي بداية القرن الـ15 قام السلطان العثماني بترميم المدينة وإعادة بناء سورها الذي لا يزال يحيط البلدة القديمة.
 أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية القدس عاصمة لدولة فلسطين ضمن وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر  دون أن يكون لهذا الإعلان تداعيات عملية. أعلنت إسرائيل القدس عاصمة لدولة إسرائيل في 1949 ونقلت معظم مؤسساتها إلى القدس (الجزء المسيطر عليه من المدينة)، دون أن يعترف دوليا بهذا الإعلان الإسرائيلي، ما عدا اعترافا جزئيا من قبل الولايات المتحدة في 1995.  
 ماذا تقول هذه البطاقة التاريخية؟ انها تقول إن الأرض ليست سوى كرة يتخاطفها أهلها وغزاتها. تارة تنأى باسم فاتحها وتارة تدنو باسم محررها، وهي الآن نائية باسم الصهاينة, فمن تراه يحررها ويستلم مفاتيحها ويعيدها إلى أهلها.....
الانتقاد/ العدد1300 ـ 19 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-19