ارشيف من :أخبار عالمية

قائد الثورة الإسلامية في خطبة عيد الفطر: يوم القدس العالمي يوم صرخة الأمة الاسلامية ضد السرطان الصهيوني القاتل

قائد الثورة الإسلامية في خطبة عيد الفطر: يوم القدس العالمي يوم صرخة الأمة الاسلامية ضد السرطان الصهيوني القاتل



أمّ قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي صلاة عيد الفطر المبارك في باحة جامعة طهران، وفي مستهل خطبتي صلاة العيد هنأ سماحة القائد الشعب الايراني الأبي والامة الإسلامية العظيمة بحلول عيد الفطر السعيد.


وأشاد سماحته بالمشاركة الجماهيرية الواسعة للشعب الايراني في مسيرات يوم القدس العالمي التي أقيمت في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وقال: "يوم القدس يوم اصطفاف جبهة الحق ضد الباطل والعدل في مواجهة الظلم".


وأضاف أن "أعداء الشعب الايراني كرسوا جهودهم هذا العام بشكل أكبر من الأعوام السابقة لإضعاف يوم القدس العالمي، الا ان الشعب الايراني العظيم والأبي في عموم البلاد وفي طهران العظمى قام بإيصال ندائه الى العالم عبر حركته العظيمة التي اتسمت بالارادة والوعي والصمود ومن خلال تشخيصه للظروف الحساسة".


ووصف الامام الخامنئي يوم القدس العالمي بأنه "يوم صرخة الأمة الاسلامية ضد السرطان الصهيوني القاتل"، وتحدث عن مشاركة المسلمين في مختلف مناطق العالم في مراسم هذا اليوم، موضحا ان "النداء العالمي الذي تجلى في هذه المشاركة واضح وهو رفض الامة الاسلامية كما هو موقف الشعب الايراني للخضوع للظلم حتى لو كان الظالم مدعوماً من قبل أعتى حكومات العالم".


واعتبر سماحته في جانب آخر من خطبتيه ان "التحلي بالأخلاق الحسنة والتراحم والاخوة حاجة ضرورية في المجتمع"، منتقدا قيام الصحف ووسائل الاعلام واجهزة الاتصالات المختلفة "بالترويج للتهم وسوء الظن والشائعات".


وحول البث التلفزيوني لبعض المحاكمات، أوضح قائد الثورة أن "اعتراف واقرار المتهم في المحكمة أمام الكاميرات وملايين المشاهدين يعتبر حجة قاطعة من الجهات الشرعية والعرفية والعقلية"، مستدركا بأن "أقوال المتهمين بشأن الآخرين لا تعتبر حجة من الناحية الشرعية وغير مقبولة ولا ينبغي تأليب الاجواء بالتهم وسوء الظن".


ودعا سماحته أجهزة السلطتين التنفيذية والقضائية الى "العمل بحزم وحسب القوانين في ملاحقة ومحاكمة المجرمين"، مؤكدا على "ضرورة الابتعاد عن اتهام الآخرين على أساس الظن والتكهنات".


لقاء مسؤولي الدولة
وخلال استقباله صباح اليوم الاحد كبار المسؤولين وسفراء الدول الاسلامية وحشداً من المواطنين من مختلف الشرائح أكد الامام السيد علي الخامنئي ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها مشروع منطقي وانساني لحل القضية الفلسطينية". واعتبر المناسبات والاعياد الاسلامية وخاصة عيد الفطر السعيد بانها اهم فرصة للتعرف على الامكانيات والطاقات والوضع الحالي للامة الاسلامية ومستقبلها، ونقاط ضعفها وعيوبها"، مضيفا: "ان الحاجة الملحة للامة الاسلامية والدول الاسلامية هي العودة الى الصراط الالهي المستقيم والسيادة الاسلامية واستخدام الامكانيات السياسية والجغرافية الهائلة الى جانب الوحدة والانسجام من اجل مواجهة الاعداء وبلوغ مدارج العزة والقدرة والتطور الاسلامي".

ووصف الامام الخامنئي الشعب الايراني بانه "أنموذج"، مشيرا الى "ظروف الشعب الايراني قبل انتصار الثورة الاسلامية وتواجد نظام بهلوي الخائن في ركب حماة الكيان الصهيوني"، مؤكداً أنه "بفضل انتصار الثورة الاسلامية ، فان الشعب الايراني اصبح حاليا في طليعة المواجهة مع الكيان الصهيوني، وان هذا الشعب يفتخر بصموده في مواجهة غطرسة اعتى مستكبري العالم".

واعتبر سماحته دخول الشعب الايراني الى المجالات العظيمة ومن بينها التقدم والمنجزات العلمية والعزة السياسية للنظام الاسلامي بانها "نتيجة سيادة الاسلام"، مضيفا: "ان النظام الاسلامي في ايران لا يدعي سيادة جميع الاحكام الاسلامية، ولكن بنفس القدر الذي نجح فيه الشعب الايراني بتطبيق الاحكام الاسلامية، فان آثار ونتائج ذلك تشاهد، وهذه تجربة وانموذج عملي بالنسبة للامة الاسلامية".

واشار الامام الخامنئي الى انعدام الانسجام بين الشعوب والدول الاسلامية وسوء استغلال الاعداء لهذه الظروف، مضيفا: "اذا كانت الامة الاسلامية موحدة وتستفاد من جميع امكانياتها السياسية والجغرافية، لما كان وضع الشعب الفلسطيني وسكان غزة بهذه الحالة في الوقت الحاضر، ولما تمكن المتغطرسون من فرض مشاريعهم على الدول الاسلامية بدون ان يسمحوا لهم بالاعتراض".

وتابع سماحته: "في مثل هذه الظروف فاذا تم التحدث ضد الصهاينة الغاصبين، فإن الاعداء وباستخدام وسائل الدعاية سيطلقون سيلا من التهم ويدعون ان البعض يريد القضاء على دولة عضو بمنظمة الامم المتحدة". موضحاً أن "الكيان الصهيوني كيان زائف قضى على احد الشعوب، وان ادعياء حقوق الانسان يغضون اعينهم عن هذا الظلم والجريمة السافرة".

وتطرق قائد الثورة الاسلامية الى اكاذيب وسائل الاعلام الغربية حول سعي الجمهورية الاسلامية الايرانية للقضاء على الكيان الصهيوني عسكرياً، وقال: "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت مشروعا عقلائيا ومنطقيا وانسانيا لحل القضية الفلسطينية". واوضح أن "سياسة النظام الاسلامي ترتكز الى القرآن الكريم والاحكام الاسلامية والدفاع عن المظلوم"، مضيفاً: "ان السبب الرئيسي لمعاداة الاستكبار للجمهورية الاسلامية هو هذا الموضوع".

واعتبر الإمام الخامنئي ان "الترويج لظاهرة التخويف من الاسلام وكذلك من ايران بانهما وسيلتين استخدمهما الاستكبار وفي مقدمته امريكا للحيلولة دون وحدة وانسجام العالم الاسلامي". وأضاف: "ان الادارة الامريكية ابان عهد الرئيس السابق، بذلت محاولت عديدة ضد العالم الاسلامي وكذلك ضد ايران، وان الادارة الامريكية الحالية كذلك بالرغم من تصريحاتها ورسائلها الودية حسب الظاهر، ما زالت تتابع سياسة التخويف من الاسلام والتخويف من ايران".


واشار قائد الثورة الاسلامية الى ادعاء الامريكيين بشأن خطر الصواريخ الايرانية، مضيفاً: "ان هذا الادعاء تهمة تطرح في اطار سياسة التخويف من ايران، في حين ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تهاجم خلال السنوات الثلاثين الماضية اي دولة، كما ان سياسة ايران في التعاطي مع الدول الاسلامية وجيرانها كانت سياسة اخوية وودية، وكان تعاطيها مع الدول التي لم تعتد على الجمهورية الاسلامية الايرانية، تعاطياً صحيحاً وعقلائياً ومنطقياً". واكد "أن النظام الاسلامي لن يقف مكتوف الايدي مطلقا حيال اي اعتداء على الشعب الايراني".


واعتبر سماحته ان "احد الاتهامات الكاذبة والباطلة ضد النظام الاسلامي هو الزعم بسعي ايران لانتاج السلاح النووي"، مضيفاً أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى اساس العقيدة الاسلامية تعتبر بشكل مبدئي انتاج واستخدام السلاح النووي امراً محرماً، وتتمسك بعقيدتها هذه، وان هذا الموضوع يعرفه ايضا المسؤولون الامريكيون، ولكن في نفس الوقت يكررون هذه التهمة في اطار سياسة التخويف من ايران".


واضاف الإمام الخامنئي ان "على الادارة الامريكية تعديل سياستها، كما ان الشعب الايراني يراقب بحذر هذه العداوات وسيتصدى لها"، مؤكدا ان "الجمهورية الاسلامية لن تتراجع مطلقا في مواجهة العدوان".


واعتبر سماحته ان "الصمود في مواجهة العداوات والاستفادة من جميع الامكانيات والطاقات من اجل تحقيق التقدم العلمي والعزة الاسلامية"، هو درس الاسلام ودرس الامام الخميني العظيم (رض)"، مضيفاً: "ان الشعب الايراني وشباب هذا البلد قد تعلموا هذا الدرس جيدا ويعملون به ، وسيعملون به كذلك في المستقبل".


الرئيس نجاد
وفي مستهل اللقاء القى رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد كلمة قدم فيها تهانيه بمناسبة عيد الفطر السعيد، معتبرا ان "المشاكل الراهنة التي تواجه البشرية ناجمة عن الابتعاد عن طريق التوحيد والصراط المستقيم للانبياء"، واضاف: "ان طريق الانبياء هو العمل الصالح والتقوى، والصمود في مواجهة الظلم، والدفاع عن الحق والمظلوم، والنضال والتضحية، وان الطريق الوحيد لانقاذ البشرية هو السعي عمليا في هذا المسير".


كما أشار نجاد إلى الملحمة الكبرى للشعب الايراني في يوم القدس، مضيفاً: "ان الشعب الايراني بمشاركته الرائعة في مسيرات يوم القدس أثبت مرة اخرى عظمته واقتداره والتزامه بنهج الامام الخميني (رض) وقيم الثورة".

2009-09-20