يقع نبع رأس العين الى الجنوب الشرقي من مدينة بعلبك وكان الى وقت قريب يؤمن احتياجات المدينة من المياه الى جانب نبع اللجوج الشهير . وما زال محيطه يحتفظ ببعض البنى الاثرية ومنها بقايا معبد روماني صغير وبعض المداميك التي كانت تشكل جزءا من التجهيزات التي اقيمت لضبط مخارج المياه , وتتالف رأس العين من بركتين كبيرتين احداهما هي النبع والثانية تتفرع منها لكنها تشكل مسحة كبيرة ومنها يتدفق نهر صغير دائم الجريان ليخترق المدينة ويعبر سوقها تحت الارض ويصل ليروي البساتين في محيط المدية بالقرب من قلعتها فيحولها الى جنة خضراء, والى جانب برك المياه تقوم مرجة كبيرة تنتشر فيها الاشجار الباسقة وتعتبر هذه المرجة من اكبر المساحات الخضراء في لبنان اذ تبلغ مساحتها اكثر من خمسين الف متر مربعا وتشكل المتنفس الوحيد لاهالي المدينة والمنطقة وهي دائما تعج بطالبي الراحة والجمال, وتنتشر حولها المطاعم والمقاهي ومدن الملاهي فتشكل ايضا عصبا اقتصاديا مهما في المدينة .
الى ذلك ازدادت أهمية رأس العين ولمع تالقها بوجود مسجد رأس الامام الحسين(ع) في وسطها، والامام الحسين عليه السلام هو ابن بنت رسول الله محمد (ص) والذي لبى دعوة الكوفيين لاقامة حكم الله فيهم، وخرج ملبيا طالبا الإصلاح في امة جده ومعه اطفاله ونساءه وسبعين رجلا من اصحابه، الا ان جيش يزيد ابن معاوية المؤلف من عشرات الاف الرجال حاصره في كربلاء ومنع عنه وعن عياله ماء الفرات وقتل اطفاله ورجاله وحرق خيامه وبعد ان استشهد الامام الحسين في معركة الإصلاح قطع راسه وروؤس اصحابه وحملت مع نسائه السبايا الى قصر يزيد بن معاوية في الشام, وكانت طريق القوافل تمر من حمص عبر بعلبك وهذا ما يفسر وجود العشرات من الاثار والشواهد على اهمية المنطقة وحضارتها .
ويعرف مسجد رأس الامام الحسين ايضا بالمسجد المعلق لوقوعه وسط برك رأس العين ويذكر انه اقيم على انقاض معبد وثني قديم وكان السبب في بنائه حسب الروايات والتاريخ انه في سنة 61 للهجرة وبعد فاجعة كربلاء حمل الجند الامويين الرأس الشريف للامام الحسين (ع) مع روؤس اصحابه الى دمشق ومروا ببعلبك فاستقبلهم الاهالي فرحين بقتل الخوارج كما اشاع اعلام يزيد واقاموا في رأس العين طلبا للراحة الا ان السيدة زينب (ع) اخت الامام الحسين وابنة الامام علي (ع) القت خطبة بالناس الذين كانوا يحتفلون مع الجنود وكشفت الحقيقة لاهالي بعلبك واخبرتهم ان الجنود يحملون رؤوس الشهداء من آل الرسول (ص) فثار أهل بعلبك على الجند وعندما فشلوا في انتزاع رؤوس الشهداء من جيش يزيد عبروا عن وفائهم ببناء مسجد في الموضع الذي نصبت فيه الرؤوس واسموه مسجد رأس الامام الحسين (ع) والمسجد اليوم هو عبارة عن بقايا لسوره وبضعة قناطر وقواعد لاعمدة وقد اقيم فيه مصلى يؤمه العديد من المؤمنين للصلاة والمواساة وهذا المسجد ينتظر عملية تأهيله واعادة بنائه على ما كان عليه في عام 61 للهجرة .
 تحقيق وتصوير: عصام البستاني