ارشيف من :أخبار عالمية

خاص "الانتقاد.نت":بأي حال عدت يا عيد

خاص "الانتقاد.نت":بأي حال عدت يا عيد
نازحو العدوان الصهيوني على غزة .. يسرقون الفرحة من بين الذكريات المؤلمة والواقع مرير


غزة - فادي عبيد


لم يكن عام 2009 أوفر حظاً بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يعيش سكانه معاناة إنسانية متعددة الفصول بفعل الحصار الصهيوني المتواصل عليهم من جهة ، من وجهة ثانية بفعل التشريد الذي يكتوون بناره منذ ما يزيد عن تسعة أشهر ؛ لاسيما في المناطق الحدودية شمال وجنوب القطاع حيث تجد المئات من الأسر نفسها خارج سياق المجتمعات الإسلامية التي تعيش هذه الأيام فرحة عيد الفطر المبارك ، فهي الآن تفترش الأرض وتلتحف السماء .. ولا تملك سوى الدعاء لله عز وجل.

عائلة السموني ؛ واحدة من بين تلك الأسر التي اكتوت بحمم وصواريخ الموت الصهيونية خلال العدوان على غزة ، حيث استشهد 29 من أفرادها ، ودمرت غالبية ممتلكاتهم.

تقول أم محمود ، والتي فقدت زوجها وأحد أطفالها الـ 5 ، فيما لا تزال تبحث عن علاج ابنتها "أمل" حتى يومنا هذا :" إنها لا تستشعر فرحة العيد ولو بصورة شكلية ؛ فمن تبقى من أفراد عائلتها يقضون أيام العيد باستقبال الزوار الذين أبوا إلا وأن يواسوهم في هذه المناسبة ، وأن يقفوا بجانبهم ".
أما محمد السموني ؛ فاكتفى بالإشارة إلى واقعهم الذي يعيشونه اليوم داخل الخيام ، وبعيداً عن أحبائهم الذين لطالموا اعتادوا على زيارة أرحامهم سوية وجنباً إلى جنب.

عائلة "عبد ربه" هي الأخرى لا تزال حبيسة المأساة التي تتجدد بمجرد رؤية الصبية والأطفال يلهون ويلعبون ، حيث تستعيد العائلة المنكوبة شريط ذكريات طفلتيها أمل (عامان) ، و سعاد (7 سنوات) ، واللتان كانتا تمثلان منبع الفرح والحياة في البيت الذي دمر بمنطقة العزبة شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع ، أضحى سكانه وعددهم 53 فرداً من "المشردين".

هذا الحال ، لمسناه أيضاً لدى حديثنا إلى معين ديب - في الأربعينات من العمر وهو أحد سكان مخيم جباليا ، حيث لا تكاد تمر لحظة عليه دون أن يتذكر زوجته وبناته الثلاثة(آلاء ، أسيل ، ونور) ، وابنيه (مصطفى ، محمد) ، بالإضافة إلى والدته وشقيقه سمير وأبناءه الثلاثة ، ففي هذا العيد لم يستقبله أحد لدى عودته من أداء الصلاة بالمباركة وتقبيل يديه كما جرت العادة ، فالكل رحل ، وترك خلفه مجموعة من الذكريات لتؤنسه في وحدته.
الحال لم يختلف كثيراً لدى إبراهيم النجار ، الذي اضطر لاستئجار شقة تؤويه وأفراد أسرته الـ 15 بعد أن دمرت قوات الاحتلال منزلهم في منقطة حي النجار شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.

النجار والذي قضى فترة ليست بالقصيرة في منزل قريب له ، ناشد كل الضمائر الحية في العالم بشكل عام و الأمتين العربية والإسلامية بشكل خاص التدخل الفوري للتخفيف عن كاهل المشردين الفلسطينيين الذين دفعوا أرواحهم وبيوتهم ثمناً لعزة الأمة.

هذه الصرخات وغيرها بطبيعة الحال ليست جديدة كما يشير مطلقوها ؛ لكن الأهم من وجهة نظرهم أن تلقى صدى من قبل أصحاب الضمائر الحية الذين وعلى ما يبدو باتوا عملة نادرة في أوساط سياسيي ومسئولي هذا العالم ، كيف لا والمعادلة عندهم تقول : عاقبوا الضحية ؛ لأنها ضعيفة !!!!.


2009-09-21