ارشيف من :أخبار عالمية

الإمام الخامنئي يحاصر "ايران اولا" بالخمينية المقدسية!

الإمام الخامنئي يحاصر "ايران اولا" بالخمينية المقدسية!

مقال خاص بـ "الانتقاد.نت" للكاتب والباحث الإيراني محمد صادق الحسيني

"لقد اثبتم ايها الشعب العظيم بوحدتكم والتحامكم والتقاطكم الاتجاه الصحيح للبوصلة في يوم القدس العالمي بانكم تعرفون كيف تميزون بين العدو والصديق وكيف تشخصون الموقف الصحيح في الزمن العصيب دون ان تضيعوا اتجاه عقارب الساعة!"

كان هذا أهم ما قاله المرشد علي خامنئي في خطبة صلاة العيد.

لقد كان اذا واضحا كل الوضوح، وكان شفافا بما فيه الكفاية، في الدفاع عن الخمينية وعن مبادئ الثورة الاسلامية الاولى، والتي حاول البعض من صغار القوم التخلي عنها متأثرين باعداء الخارج كانوا أم بسبب كلل أو تعب أصابهم، ما جعلهم يتراجعون في مسيرة النضال لا فرق، عندما صرح مرشد الثورة الاعلى الإمام السيد علي خامنئي بان اتجاه البوصة لا يزال مصوبا نحو القدس وان عدو الامة المركزي هو "اسرائيل" والصهيونية العالمية وكل من يقف وراءهما لاسيما الانجلو ساكسونيين !

كانت تلك هي الرسالة الاهم التي وجهها السيد الخامنئي نحو الخارج منذ انتخابات الرئاسة ودلالتها انها جاءت متطابقة مع ما كان قد ذهب اليه الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله بان الايرانيين يقدمون لنا كل شئ اي حتى السلاح ودون حدود خصوصا في ظل حكومة نجاد.

واما رسالته الاهم نحو الداخل، فقد كانت تحذير كبار القوم من "التراشق والقذف بالتهم والابقاء على اجواء سوداوية تمنع من النهوض بالبلاد نحو درجات اعلى، قال ان ايران بحاجة ماسة اليها لمواجهة تحامل العدو الاجنبي وتكالبه ضد كل اطياف ثورتها ونظامها دون استثناء" كما قال، منبها الحكومة والقضاء الى ضرورة الحزم وعدم التراخي، ولكن ليس على اساس اجواء من سوء الظن والاشاعات والقال والقيل بل على اساس متين من الادلة والبراهين المتقنة والا لن يبقى حجر على حجر!

واللافت ان هذا الكلام قد قيل بحضور كل من رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس خبراء القيادة الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني  بالاضافة الى حفيد مؤسس الثورة سماحة السيد حسن الخميني واللذان يحضران لاول مرة في مناسبة علنية مع المرشد وهما اللذان ظلا موضع جدل مستمر حول حقيقة موقعهما في الاصطفافات والاحتكاكات والحراك الصاخب الذي عصف بالنخب الايرانية وكبار قادتها منذ الاضطرابات التي اعقبت انتخابات الرئاسة الايرانية الاخيرة.

وعليه فان شعارات "لا غزة ولا لبنان نفديك يا ايران، والموت لروسيا، ونريد جمهورية ايرانية فحسب" والتي ظهرت على لسان بعض المتظاهرين في يوم القدس العالمي، انما هو امر عمليات اسرائيلي انجلو ساكسوني، لم يستطع ان ينفذ عميقا في صفوف الشعب الايراني الموحد والمتحد والملتف حول مبادئ الخمينية حسب السيد الخامنئي.

لقد ابتلعتهم موجات الشعب الجماهيرية وحاصرتهم من كل جانب حتى تحولوا الى سراب، كما قال السيد الخامنئي من دون ان يتعرض لهم بالاشارة المباشرة بالطبع، لا بل ان قيادات الاصلاحيين الذين خسروا معركة الرئاسة والذين سعوا  للتعويض عن هذ الخسارة من خلال محاولة النزول الى الشارع، قد تم مواجهتهم بعنف ومحاصرة سياراتهم ومنعهم من النزول مما اضطرهم لاختيار طرق فرعية والتواري عن انظار الرأي العام خوفا من غضب الناس.

بائسون هؤلاء الذين حاولوا الوقوف بوجه موجات الناس العارمة المدافعة عن اسوار القدس باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الامن القومي الايراني.

وبائسون اكثر بل هم منافقون وكاذبون عندما يقولون بانهم مستعدون للاستشهاد من اجل ايران و لانهم يخفون في قرارة انفسهم حبهم وعشقهم اللامتناهي للانا الفردية والحزبية وحب الزعامة والوجاهة اكثر من حبهم لايران.

لقد خانتهم الذاكرة وهم يلجأون اليوم الى هذا الخيار المشبوه، وبعد ثلاثين عاما من قيام اعظم ثورة عرفها التاريخ الايراني القديم والحديث، والتي كان واحدا من اهم اسبابها ان لم يكن السبب الرئيسي في نجاحها على الاقل، هو عودة هذه الامة العظيمة اي الامة الايرانية الى ذاتها والى دينها وتحررها من محاولات "الكمالية" الايرانية القومية المتعصبة التي كادت ان تفضي بها الى هامش التاريخ , عندما حول نظامها شاه الامريكان الى مجرد "كلب حراسة" لمصالح الانجلو ساكسون كما كان يسميه اسياده انفسهم.

هل نسي هؤلاء كيف ان حتى هذا الشاه، اضطر للتودد لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستدعى احد قادتها سعيد كمال سرا الى طهران وحاول اغراءه بمساعدات وعرض مساومة عليه؟  بل انه ذهب في ايامه الاخيرة الى محاولة اظهار نفسه متضامنا مع القضية الفلسطينية بشكل علني ولكن عبر قناة الرئيس انور السادات المشبوهة بالطبع، ولكن كل ذلك لم ينفعه، لان الامة كانت قد اختارت طريقها وشخصت اتجاه البوصلة الصحيح عندما قررت الالتفاف حول المناضل الرمز ورجل ايران الحر والفدائي الايراني الاول و العاشق لوطنه اكثر من كل هؤلاء المتشدقين اي الامام روح الله الموسوي الخميني .

لماذا ؟! لانه ليس فقط مسلماً صادقاً، وليس فقط ايرانياً حراً، بل لانه ايضا وايضا وقبل كل ذلك قد فهم الاسلام والوطنية في اتجاه البوصلة الصحيح، تماما كما هو حال خليفته اليوم، وتماما كما هو حال  شعبه وامته اليوم، اي مفهوم الاسلام والوطنية اللذان يقطعان بحزم ضد اعداء الشعوب الدائمين اي الانجلوساكسونيين .

ان هؤلاء الذين يرفعون شعار ايران اولا، لن يمضي وقت طويل حتى تنكشف عورتهم وكذب ادعائهم حتى في الدفاع عن ايران، والايام بيننا، وتجربة لبنان اولا والعراق اولا وربيع هذه العاصمة او تلك اولا امامنا، ذلك لان بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة حطموها على قحف اصحابها كما يقول الشاعر الكبير مظفر النواب، لماذا ؟

ذلك لان العقل العلمي السليم ايضا، وليس الدين والايديولوجيا والمبادئ والعقيدة والشرع فحسب، يؤكد لنا ذلك وبالارقام والاعداد والحساب والكتاب والتحليل !

نذكر لكم شاهداً واحداً فقط وعلى سبيل المثال لا الحصر، بان الخرائط الصهيونية الموضوعة لحدود اسرائيل الكبرى الحلم تضم في اكنافها مدينة شيراز الحبيبة مدينة عشق كل الايرانيين المولعين بادبائها الكبار امثال سعدي وحافظ الشيرازيين اذا كنتم من محبي ايران حقا؟ !

هذا ناهيك عن ان تحقق استقلال او سيادة او وحدة اراضي اي من بلاد الشرق الكبير اليوم بات من المستحيل في ظل اطماع حكومة الصهيونية العالمية الخاطفة لقرارات المجتمع الدولي، والتي لا تقف عند حدود الجغرافيا التقليدية، بل تريد تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم وايران على اجندة التقسيم المذهبي والعرقي والطائفي المشؤوم حسب كل الدراسات المعدة في معاهد دراساتهم !

2009-09-21