ارشيف من :أخبار عالمية

الخبير الاستراتيجي امير موسوي لـ"الانتقاد.نت": اميركا تخلت عن مشروع الردع الصاروخي نتيجة تعرضها لضغوط اقتصادية

الخبير الاستراتيجي امير موسوي لـ"الانتقاد.نت": اميركا تخلت عن مشروع الردع الصاروخي نتيجة تعرضها لضغوط اقتصادية

"الانتقاد.نت" - محمد حسين سبيتي

أثار التوقيت الذي اختاره الرئيس الاميركي باراك اوباما لإعلان التخلي عن مشروع الدرع الصاروخي تفسيرات عدة تراوحت بين ترحيب به من قبل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين واصفاً اياه "بالصائب والشجاع"، وبين من رأى فيه عملاً صائباً من وجهة النظر العسكرية، وصولاً الى من اعتبره مناورة استراتيجية مع موسكو التي بادرت في أعقاب القرار الأميركي إلى الغاء مشروع نشر صواريخ لها في منطقة "كالينينغراد".


الباحث في الشؤون الاستراتجية امير موسوي شرح في حديث لـ"الانتقاد.نت" الاسباب والابعاد الرئيسية التي ادت الى اعلان الادارة الاميركية قرارها بالغاء مشروع الدرع الصاروخي في اوروبا الشرقية، فقال:

" الاسباب الرئيسية لهذا الاعلان تتمحور حول نقاط ثلاثة : الخبير الاستراتيجي امير موسوي لـ"الانتقاد.نت": اميركا تخلت عن مشروع الردع الصاروخي نتيجة تعرضها لضغوط اقتصادية


اولا: الازمة الاقتصادية العالمية التي ادت الى انخفاض ميزانية الولايات المتحدة العسكرية المخصصة لانشاء الدرع الصاروخي في تشيكيا وبولندا والذي يكلف مبالغ طائلة تتعدى عشرات المليارات الدولارات.


ثانيا: الرئيس الاميركي باراك اوباما انتبه الى الاكذوبة التي كانت ترددها دائما الادارة الاميركية السابقة حول القدرات الايرانية على تطوير واستخدام  صواريخ بعيدة المدى، ولذلك تراجعت عن الخطوة التي لطالما كان يتغنى بها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش حيث تنبهت ادارة اوباما الى انه لا يمكن صرف هذه المليارات لامر وهمي.
 
ثالثا: الولايات المتحدة بحاجة الى تعاون روسي بخصوص ازمتها في افغانستان، لان روسيا امتنعت عن تقديم اي تعاون لاميركا اذا ما استمرت واشنطن في سياستها العدائية منها انشاء الدرع الصاروخي، لذلك قام اوباما باعلان تعليق العمل بالدرع الصاروخي على امل ان يلحظ تعاون روسي بعد هذا الاعلان".


واكد موسوي " ان هذه الاسباب الرئيسية التى ادت بالادارة الاميركيتة الى التخلي عن مشروع الدرع الصاروخي ومن ثم الاعلان عن تعليق العمل به". ولفت الى ان حلف الاطلسي (Nato) رضخ لمطالب روسيا باعلانه عن توقيف مشاريعه التوسعية لضم اعضاء جدد في وقت كانت موسكو ترفض انضمامهم اليه" .


واعتبر موسوي "ان الادارة الاميركية تستغل موقفها هذا بشن حرب نفسية واعلامية على الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث توهم العالم بان روسيا سوف تقوم بمساندة الولايات المتحدة بخصوص المفاوضات حول الملف النووي الايراني"، مشددا على ان روسيا لديها مصالح مع ايران فان خسرت روسيا هذه المصالح فسوف تكون لقمة سائغة بيد اميركا.


واوضح موسوي أن الادارة الاميركية تخلت عن هذا البرنامج ليس حبا بروسيا انما بسبب تعرضها لضغوط امنية وسياسية"، مضيفا بانه لا يعتقد ان هناك تغير في موقف موسكو تجاه طهران ".


وفي سياق حديثه عن قدرة ايران على مواجهة الحرب النفسية التي يقوم بها الغرب، قال موسوي: " طهران لن تعوّل في يوم من الايام على الموقف الروسي لان موسكو تخضع عادة لمصلحتها العليا، اما ايران فتعول على موقفها الصلب تجاه القضايا العالمية الحساسة"، مضيفا بان "روسيا تعتبر ايران ورقتها الرابحة في مناوراتها بالتعامل مع الغرب والعكس صحيح حيث تعتبر ايران بان روسيا هي ورقتها الرابحة في مفاوضاتها مع الغرب، وبهذه الورقة تعزز موقفها الاقليمي والدولي".


وختم موسوي حديثه لموقعنا الالكتروني بالقول: "روسيا تلعب على الحبال فلا تؤيد ايران ولا تحاربها"، مشددا على ان اميركا لن تستطيع الحصول على موقف من روسيا، لافتا الى ان روسيا تحتاج الى دعم الموقف الايراني ودعم التلاحم الايراني، لذلك ستدعم روسيا ايران، وسوف تسعى لاطالة امد الحوار لانها ستحصل على امتيازات من الغرب، مشيرا الى ان روسيا ترى فرصتها الذهبية في مرحلة الحوار الغربي مع ايران.  

2009-09-22