ارشيف من :أخبار عالمية
احمدي نجاد في نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم
طهران ـ سعد حمية
جملة مواقف أطلقها المسؤولون الإيرانيون حول العديد من القضايا والملفات العالقة، وجاءت في سياق متكامل لتطرح الرؤية الإيرانية إزاءها خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة وقبيل بدء الحوار بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد بداية شهر تشرين الأول/ اوكتوبر.
أول هذه المواقف جاء على لسان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال كلمة له بمناسبة اسبوع الدفاع المقدس الذي يتزامن مع بداية ذكرى الحرب المفروضة على إيران من قبل نظام صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي.
هذه المواقف، جاءت خلال عرض عسكري لآخر الانجازات الدفاعية لطهران كرسالة واضحة تؤكد القدرة الإيرانية على الدفاع عن السيادة في حال التعرض لأي عدوان وذلك من خلال عرض نماذج عن الترسانة الصاروخية في رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر خصوصاً الكيان الإسرائيلي الذي أطلق جملة تهديدات باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
الرئيس أحمدي نجاد كان واضحاً في الرد وإن لم يسمّ الكيان الإسرائيلي، لكنه أكد ألا أحد يجرؤ على التفكير في مهاجمة بلاده وفي الوقت نفسه شدد على أن استراتيجية بلاده دفاعية محضة ولا تهدد أحداً، في رسالة أخرى إلى الدول المجاورة لطمأنتها وقطع الطريق على محاولات التحريض التي تمارسها واشنطن وحلفائها ضد بلاده.
وأمام الآلاف من وحدات الجيش والحرس الثوري الذي شاركوا في الاستعراض الذي أقيم قرب مرقد الإمام الخميني قدس سره في طهران، أكد أحمدي نجاد على الحوار سبيلاً لحل القضايا العالقة بين طهران والمجتمع الدولي ولكن على اساس العدالة والمساواة.
هذه المواقف أخذت أبعاداً اكثر أهمية كونها جاءت قبيل توجه أحمدي نجاد إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على الرغم من محاولات الكيان الإسرائيلي التحريض لمقاطعة كلمته خلال جلسة افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة لعرض رؤية بلاده لمختلف القضايا الدولية والإقليمية.
وبحسب أوساط برلمانية إيرانية فإن زيارة أحمدي نجاد إلى نيويورك تعتبر إيجابية بكافة المقاييس، واشارت المصادر إلى أن الخطوط العريضة لكلمته ستتضمن شرح المحاور المطروحة في رزمة المقترحات التي قدمتها طهران إلى مجموعة خمسة زائد واحد إضافة إلى إبداء الاستعداد لتعزيز العلاقات مع الدول الغربية وكذلك إدانة التدخلات الغربية في الشؤون الإيرانية وخصوصاً عقب الانتخابات الرئاسية العاشرة.
وتؤكد مصادر برلمانية إيرانية أن زيارة أحمدي نجاد لمقر الأمم المتحدة فرصة للديبلوماسية الإيرانية لبحث القضايا العالمية، وتشير هذه المصادر إلى الرئيس الإيراني سيحظى بتغطية اعلامية كبيرة كما هي العادة خصوصاً أن مواقفه ثابتة وحاسمة تجاه العديد من القضايا ولم تدفعه الحملات الإعلامية الغربية المتواصلة لتغيير مواقفه.
وفي الوقت الذي كان أحمدي نجاد يستعد للمغادرة إلى نيويورك، كان رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي يعلن عن تمكن العلماء الإيرانيين من تصنيع جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي، وهي في هذه المرحلة في حالة الاختبار ووعد بالإعلان عن أنباء وصفها بالسارة في المستقبل القريب، كما لفت إلى أن الانجازات النووية المدنية تشمل المجالات الزراعية والصناعية والطبية، وأكد حاجة بلاده إلى وقود مخصب بدرجة عشرين بالمئة لاستخدامه في تلك المجالات.
هذا الإعلان وبحسب ما أورده صالحي يأتي في سباق تثبيت الانجازات النووية لإيران على الصعيد العالمي، وورقة أضافية لحضور فاعل وقوي في أروقة الأمم المتحدة، كون طهران ـ وبحسب أوساط إيرانية ـ تعد احدى الدول العشر التي تمتلك قدرات تقنية عسكرية ونووية سلمية ودخول الفضاء برغم الحصار المفروض عليها، وكل هذه العوامل تفرض على الأخرين الحوار معها وهو ما سجل في الآونة الاخيرة من خلال دعوة دول خمسة زائد واحد للحوار مع طهران وكذلك ما يسميه الأميركيون اليد الممدودة للحوار في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما.
إلى ذلك ترى اوساط متابعة أن أحمدي نجاد يحمل في جعبته قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير بشأن جعل المنشآت النووية تحت مراقبة الوكالة ورفض الكيان الإسرائيلي التعاون بهذا المجال إضافة إلى رفض هذا الكيان توقيع معاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل (أن تي بي ) مقابل التقارير الأخيرة للوكالة التي تحدثت عن تعاون طهران مع الوكالة وعدم انحراف البرنامج النووي الإيراني عن اغراضه السلمية، وهي مواقف كما ترى هذه الاوساط أنها ستساهم في تعزيز موقف وحجة الرئيس الايراني خلال محادثاته مع العديد من الرؤساء والمسؤولين الأجانب في أروقة الأمم المتحدة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018