تشهد ما بات يعرف بـ "منطقة التماس" بين جبل محسن وباب التبانة والقبة في طرابلس حركة نزوح كبيرة في ظل الاشاعات التي تطلق في المنطقة والتي تتحدث عن قرب قيام معركة جديدة بين المنطقتين، لا سيما وأن هناك أطرافاً تهدف الى تعكير الأجواء الأمنية من أجل تحقيق مكسب اعلامي، أو ترضية لتيار معين. وتحدثت معلومات عن شراء بذلات موحدة من جانب أحد التيارات وتوزيع سلاح يشمل قذائف صاروخية متوسطة بكميات محددة.

وفي المعلومات الخاصة فإن مجموعات معينة تطرق أبواب اصحاب المنازل على "خط التماس" ليلاً تطالبهم بالخروج لأن الاشتباكات ستبدأ عند إشارة محددة.

ومن بين الاشارات التي وصلت الى القاطنين في تلك المنطقة أنه "عند سماعهم أصوات مفرقعات عليهم بالخروج لأن ذلك يعني أن العملية العسكرية ستبدأ عند الساعة 12"، وهذا ما حصل بالأمس إذ خرج المواطنون بقمصان النوم، وعلا صراخ الاولاد في الشوارع. وعُلم أن هناك سلسلة من الاتصالات تجري من أجل تسريع عودة النازحين ليلاً وتطمينهم.

وإزاء هذه الأجواء السائدة, يؤكد اهالي جبل محسن "أنهم يريدون مصالحة ومستعدون لها" مناشدين مفتي الشمال الذي يكنون له كل الاحترام "التدخل السريع لاجراء هذه المصالحة التي كانت بدأت الاستعدادت لها، ولكن عادت وخمدت".

وبخصوص ما جرى بالأمس تقول مصادر جبل محسن "ان ما جرى سببه إشكال بين أشخاص أسرفوا في شرب الخمور، أدى الى تضارب بالعصي وسبّب انتشاراً مسلحاً في التبانة" فيما تحدثت مصادر أخرى في المنطقة "أن المشكلة تكمن في أن فعاليات التبابة والقبة تنتمي إلى أكثر من جهة وبالتالي لا امكانية للحديث مع طرف محدد بخصوص التهدئة".

هذا ويتم توزيع منشورات باسم الحركة السلفية تطالب جبل محسن بتسليم السلاح، فضلاً عن منشورات تحريض طائفية، وعُلم أن الأجهزة الأمنية تعمل على ملاحقة الشباب الذين يقومون بتوزيع المنشورات وينشرون الاشاعات التي من شأنها "إشعال فتيل المواجهات في تلك المنطقة من جديد".