ارشيف من :أخبار عالمية
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد: العالم بحاجة الى تغييرات أساسية
وفي كلمة ألقاها أما الجمعية العامة للامم المتحدة, إنتقد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوضع الحالي القائم في العالم, قائلا, من الواضح ان الوضع الذي يسود العالم في الوقت الحاضر لا يمكن ان يستمر وان هذا الوضع الاحادي الجانب على عكس الفطرة الانسانية ويتناقض تماما مع الهدف من خلق العالم والانسان.
واعتبر ان عصر إذلال الشعوب وتنفيذ السياسات المزدوجة والمعايير المتعددة قد ولى, مؤكدا أن المعيار الوحيد في السابق كان مدى تحقيق النتائج التي ترغب بها بعض الدول في غياب الحرية والديموقراطية, حتى ان أقبح أساليب الخداع والتهديد كانت تعرف بأنها ديموقراطية والدكتاتوريين يعرفون على أنهم ديموقراطيين .
وأشار الى أن الذين يعرفون مفهوم الديموقراطية والحرية ويعتبرون أنفسهم المعيار في ذلك, هم أول من يخرقه ويضعون أنفسهم موضع القاضي والمنفذ أيضا, ويتخذون موقف المحارب ضد الحكومات المستندة بحق الى سيادة الشعب, قد ولى .
كما اعتبر أنه لم يعد مقبولا احتلال بعض الدول تحت شعار مكافحة الارهاب والمخدرات في وقت نرى فيه الارهاب يزداد وكمية انتاج المخدرات تتضاعف بالاضافة الى مقتل الآلاف من الأناس العزل .
وشدد الرئيس نجاد على ان اتساع رقعة الحرية في العالم ويقظة الشعوب لن تسمحا بعد اليوم لمثل هذه الافكار المشوهة بالاستمرار, لذلك نرى شعوب العالم كافة ومن بينها الشعب الامريكي ينتظر التغيير العميق والحقيقي وترحب بشعار التغيير .
كما إنتقد تغطية الدول الغربية للجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين, موضحا بأن مجموعة محتلة ترتكب أبشع الجرائم ضد الاطفال والنساء والرجال العزل, تحظى بدعم غير مشروط من بعض الدول, بينما يعاني الشعب الفلسطيني من مأساة على مدى ستين عاما من التهجير من وطنه والقتل بالصواريخ والأسلحة المحرمة بقوة السلاح والاعلام المضلل وباساليب غير انسانية, مضيفا "اليوم يسلب الشعب الفلسطيني من حقه في الدفاع عن نفسه, والأغرب من ذلك هو وصف المحتلين والمعتدين, امام مرأى العالم الصامت, بأنهم اصحاب حق ودعاة سلام بينما يصفون الناس الذين وقع عليهم الظلم بالارهابيين" .
واشار الرئيس احمدي نجاد الى انه يتم منع الفلسطينيين من اعادة بناء ما دمره العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة وهم على أبواب الشتاء, في وقت يرفع المحتلون وحماتهم شعار حقوق الانسان ويمارسون مختلف الضغوط على الآخرين تحت هذه الذريعة .
كما اعتبر أنه لم يعد مقبولا ان تأتي مجموعة من على آلاف الكيلومترات وتتدخل عسكريا في منطقة الشرق الاوسط وتجلب معها القتل والدمار والارهاب والارعاب وفي المقابل تتهم الآخرين ممن يرفضون الظلم ويحاولون دعم أخوتهم المظلومين وتصفهم بأنهم ضد السلام ويتدخلون في شؤون الاخرين الداخلية .
وشدد على ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية في العراق وافغانستان, مؤكدا ان عهد الامبراطوريات التي تفرض آراءها على الشعوب قد انتهى .
كما دعا الى الغاء حق النقض "الفيتو" ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة من خلال اجراء استفتاء حر يمهد الارضية للتعايش السلمي بين المسلمين والمسحيين واليهود, وعدم التدخل في شؤون العراق وافغانستان ومنطقة الشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية وآسيا واوروبا .
وشدد احمدي نجاد على ضرورة اصلاح الاقتصاد واقامة اقتصاد مبني على العدالة الحقيقية وعلى الاخلاق والعلاقات الانسانية ليكون في خدمة الانسان وازدهار الشعوب .
وقال انه من غيرالمقبول بعد اليوم ايجاد ثروة مصطنعة من الاوراق المزيفة, تعادل عشرات الالاف من مليارات الدولارات غير الحقيقية, وضخها في اقتصاد العالم, والتسبب في مشاكل اقتصادية واجتماعية جمة للاخرين, وبالتالي نقل ثروات الاخرين الى اقتصاديات بعض الدول الخاصة .
واعرب عن اعتقاده بأن ماكنة الاقتصاد الرأسمالي الظالمة وصلت الى طريق مسدود وان هذه المعادلة الأحادية الجانب لن تقدر على الحركة بعد الآن .
كما اعتبر أن من غير المقبول ايضا ان تقوم بعض الدول بانفاق ما معدله انفاق العالم اجمع على انتاج السلاح الكيمياوي والبيولوجي وتجحفل الجيوش الى شتى مناطق العالم, وفي المقابل تقوم بإتهام الآخرين بالعسكرة وباستغلال الامكانيات الموجودة وتحاول حرمان الشعوب الاخرى من التطور العلمي بذريعة شعار التصدي للانتشار النووي في العالم .
كما انتقد الرئيس احمدي نجاد الفكر الليبرالي والراسمالية المتسلطة والتي اعتبر انها انتزعت الانسان من الاخلاق وفصلته عن السماء, لم تجلب السعادة للانسان, مشددا على انها كانت السبب لمصائبه كالحروب والفقر والحرمان .
ودعا رئيس الجمهورية الاسلامية الى درج بعض النقاط المهمة على جدول اعمال المنطمة الدولية, كاصلاح هيكلية منطمة الامم المتحدة وجعلها اكثر شعبية وغير منحازة ومؤثرة في العلاقات الدولية, وأهمية اصلاح العلاقات السياسية على الصعيد الدولي واقامة علاقات مبنية على السلام والصداقة ووقف سباق التسلح ونزع السلاح النووي والكيمياوي والبيولوجي وتمهيد الارضية امام الجميع للاستخدام السلمي للتقنية المتطورة والسلمية لخدمة البشرية .
كما شدد على ضرورة اصلاح الهيكلية الثقافية واحترام ثقافات الشعوب واشاعة الاخلاق وتعزيز اسس العائلة التي تعتبر عماد المجتمع .
وفي سياق آخر, تطرق نجاد الى الانتخابات الرئاسية التي شهدتها ايران مؤخرا وقال ان الشعب الايراني اجتاز انتخابات عظيمة وحرة, فتحت من خلالها صفحة جديدة امام التقدم الوطني وامام اقامة علاقات واسعة مع العالم, رافضا التخلي عن التقدم العلمي تحت ذريعة الحد من انتشار الاسلحة .
وقال ان بعض الدول تخصص ميزانيات ضخمة لتطوير اسلحتها, بينما تمنع دولا أخرى من الاستفادة من التطور العلمي .
وكالات
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018