ارشيف من :آراء وتحليلات

مجرد كلمة: حين لا يقول أشكنازي الحقيقة!

مجرد كلمة: حين لا يقول أشكنازي الحقيقة!
أمير قانصوه
لا أظن أن أحداً صدّق رئيس اركان جيش العدو الصهيوني غابي أشكنازي بأن "قوة الردع التي حققتها اسرائيل في حرب عام 2006" تجعله لا يتوقع "اشتباكات جديدة في المستقبل القريب بين اسرائيل وحزب الله".
فعدم توقعه حربا قريبة امر يرجع الى استنتاج خاص بقيادته وتقديراتها ونياتها، ولكن المفارقة أنه قبل شهر من قول أشكنازي هذا أشار الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطاب الذكرى السنوية للانتصار التاريخي في 14 آب – أغسطس الماضي الى أنه "لا يتوقع مثل هذه الحرب قريباً".
واذا كان هناك تطابق بين تقدير السيد نصر الله وتقدير العدو، فهي نقطة ايجابية توضع في قائمة المقاومة اللبنانية التي باتت تملك القدرة الكافية على فهم طبيعة المواجهة بأبعادها التكتيكية والاستراتيجية، من دون أن تسقط في أوهام قد يعمل العدو على رميها ليأخذنا على حين غرّة، فالمقاومة وكما أكد السيد نصر الله في خطابه نفسه تفتح عيونها جيداً على هذا العدو لمواجهته وردّ أي عدوان قريباً كان أو بعيداً.
الأمر الثاني في قول أشكينازي الذي لا يوافقه عليه أحد بمن فيهم الكثير من الصهاينة قادةً وجمهوراً وحتى لجنة فينوغراد، هو لجوؤه الى محاولة خداع عقول الناس بقوله ان "حرب تموز حققت لاسرائيل قوة الردع"، وهو أمر قد يثير سخرية كل من شاهد جنوده وهم يفرون من ميدان المواجهة في بنت جبيل ومارون الراس وعيتا الشعب ووادي الحجير..
لا يمكن لأشكنازي أن يسقط أحداً في سياقه التضليلي الجديد، وهو يعلم أن الهزيمة التي لحقت بجيشه ما زالت ماثلة أمام عينيه، ولا يمكنه أن ينكر أنه جاء بعد استقالة أول القادة الصهاينة المهزومين دان حالوتس بفعل اخفاقه في حرب تموز.
بالمناسبة، جاء قول أشكنازي هذا بالتزامن مع ما كشفه الصحافي الاسرائيلي المتخصص بالشؤون الاستخباراتية والإستراتيجية رونين برغمان عن كيفية نجاح حزب المقاومة في التسعينيات بتفجير الهاتف الخلوي المفخخ في قلب المختبر السري للغاية داخل مقر قيادة الوحدة (8200) التابعة لـ (أمان) والمتخصصة بعمليات التصنت ما أدى الى اصابة ضابطين من هذه الوحدة بجروح بليغة.
دليل اضافي يكشف عنه العدو، ويؤكد أن المقاومة لم تتفوق على الاسرائيلي في حرب الارادة فحسب، انما هي مقاومة تقاتله بعقل ذكي يعرف متى وكيف وأين يصنع للعدو هزيمته.. ولها ولشعبها دوماً النصر.
الانتقاد/ العدد 1365 ـ 25 أيلول/ سبتمبر 2009
2009-09-25