ارشيف من :أخبار عالمية
توابع زلزال هزيمة فاروق حسني: خيبة للنظام المصري الذي صدق الوعود الإسرائيلية
القاهرة ـ خاص "الانتقاد.نت"
الحقيقة الواضحة في خسارة فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونسكو، أن ما حدث في باريس هو ضربة قوية موجهة من الرئيس باراك أوباما إلى نظام مبارك... رسالة قصيرة من أوباما لمبارك: "نريد مزيدًا من التنازلات".
وعد أوباما العالم الإسلامي من مصر بالمن والسلوى، وعودة العلاقات الدافئة بين مصر وأمريكا بعد جفاف شديد أثناء ولاية سلفه جورج بوش، ولكن من ذا الذي يصدق رئيسًا أمريكيا ولاؤه الأول والأخير لـ "إسرائيل".
وحسني في الحقيقة ليس مرشح مصر، بل بالأحرى هو مرشح نظام مبارك، الذي (للأسف) صدق ابتسامة أوباما الساحرة، وصدق ثقته في حكمته، وصدق وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن "إسرائيل" لن تقف في طريق فاروق حسني، وصدق وعود دول الاتحاد الأوروبي بالتصويت لحسني، ولم يصدق أن هذا الوزير فاشل في سياساته الداخلية؛ فكيف به في سياسات منظمة كاليونسكو التي لم تكن أبدا مسيسة، ولا عنصرية، ولا ضد المسلمين والأفارقة، ولم يصدق أن النظام المصري – في الواقع - غير مقبول عالميًا.
استخدمت الدولة المانحة سلاح المعونات لحشد الدول الأفريقية الفقيرة خلف المرشحة البلغارية التي أصبحت مرشحة الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب مرشحتي ليتوانيا والنمسا، وحاولت الدول العربية النفطية أن تستخدم سلاح المال أيضاً من أجل مساندة المرشح المصري وذلك عن طريق تقديم وعود بدعم المنظمة مادياً والتكفل ببعض التزاماتها حال نجاح المرشح المصري، كما حاول الرئيس حسني مبارك أن يتدخل شخصياً في المعركة الدعائية عن طريق الاتصال بملك أسبانيا وطلب صوت بلاده ومباركتها ترشيح حسني، لكن هذه الجهود كلها باءت بالفشل.. لأنه في الحقيقة لا احد يأخذ بكلمة للعرب؛ حتى ولو هددوا بسلاح المال؛ لأنه من المعروف أن هذه الأموال ستذهب لجيوب أمريكا والاتحاد الأوروبي عاجلاً أو آجلا.
وزير الثقافة المصري فاروق حسني صرح في مطار القاهرة فور عودته من باريس بأن: "السفير الأمريكي كان يتصرف بقوة بكل ما يمكنه من إمكانات لمنعي من الفوز بالمنصب"، وأضاف أن فشله في الفوز بمنصب المدير العام لليونسكو يؤكد أن هذه المنظمة أصبحت "مسيسة"؛ وأكد حسني على أن نتيجة انتخابات اليونسكو كانت "خيانة"، داعياً إلى تجاوز المسألة لمتابعة المشروعات الثقافية الكبرى في مصر، معلنا أن الرئيس مبارك قال له تعليقاً على النتيجة: "ارمى ورا ضهرك".
وقد توالت ردود الأفعال المتبانية منذ إعلان النتيجة، إذ اعتبر المثقفون المصريون النتيجة مشرفة، ولا تدين مصر ولا مرشحها بقدر ما تدين عنصرية دول الشمال، بينما لم تستطع وسائل الإعلام الإسرائيلية إخفاء حالة الفرحة البالغة بعد خسارة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في انتخابات المدير العام لليونسكو، وبعنوان "المصري فشل في الفوز باليونسكو" قالت صحيفة يديعوت أحرونوت: إنه بعد خمس جولات من الاقتراع انتصرت إيرينا بوكوفا - المرشحة البلغارية- على منافسها المصري فاروق حسني، وعلي الفور قامت "إسرائيل" بتهنئتها على الفوز بمنصب المدير العام لليونسكو.
أما صحيفة معاريف فكتبت تحت عنوان: "مفاجأة: حسني خسر رئاسة اليونسكو" أن الوزير المصري الذي دعا إليى إحراق الكتب العبرية خسر في انتخابات رئاسة المنظمة الدولية لتفوز منافسته البلغارية.
بينما اعتبرت المنظمات اليهودية والمثقفون الذين عملوا ضد ترشيح حسني نتيجة الانتخابات انتصارًا للعقل، والتفاهم الدولي. وقال مركز سايمون فيزنتال المنظمة اليهودية التي تنشط ضد معاداة السامية إن فوز المرشحة البلغارية هو انتصار للعقل في جو من الانفتاح ضد جو الخوف.
وقال الكاتب إيلى فيزل الحائز على جائزة نوبل للسلام، إن اليونسكو نجت من فضيحة ومن كارثة أخلاقية، متهمًا حسني بتنظيم عملية فرار المجموعة الفلسطينية المسلحة التي احتجزت ٤٥٠ شخصاً على متن السفينة أكيلى لاورو عندما كان دبلوماسيا في روما، عام ١٩٨٥.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018