ارشيف من :أخبار عالمية

مجموعة العشرين تطالب بتعزيز الانتعاش الاقتصادي

مجموعة العشرين تطالب بتعزيز الانتعاش الاقتصادي

يبدو ان حقبة الراسمالية انتهت والتي لطالما نادى اسيادها باستغلال الراسمال العالمي حيث منعوا من حوكمته، وبدا عصر الرقابة على حركة الرساميل.

وبالرغم من ان الكثير من الدول حاولت فرض نفسها على الساحة الدولية، الا ان محاولاتها باءت بالفشل، لانه بالمقابل ظهرت دول ناشئة لها ثقلها الاقتصادي مثل الصين واستطاعت بقوتها ان تسحب بعض حقوق التصويت في صندوق النقد الدولي من بعض الدول الصناعية خلال قمة العشرين الثالثة.

بحث قادة الدول الغنية والناشئة العشرين الكبرى أمس في بيتسبرغ اجراﺀات تكفل تعزيز الانتعاش الاقتصادي، تتراوح بين مكافحة اختلال الاقتصاد العالمي والاستمرار في خطط التحفيز مرورا بقطع تعهدات بمكافحة النزعة الحمائية.

وإتفق قادة دول مجموعة العشرين  في مسودة البيان على ان G20 هي المنتدى الاول لتعاونهم الاقتصاد الدولي، ويأتي اعلان المجموعة في الوقت الذي توصل فيه القادة العشرين الى اتفاق لتشديد الانظمة المالية بعد الازمة المالية التي شهدها العالم العام الماضي، في حين اشارت الصين الى ان الدول الناشئة ستمنح مشاركة اكبر في صندوق النقد الدولي.

وتعهدوا بالعمل" بأسرع ما يمكن "لانجاز جولة الدوحة من محادثات التجارة العالمية المستمرة منذ فترة طويلة، كما اتفقوا أن يعقد كبار مسؤوليهم التجاريين جلسة تقييم في مطلع العام المقبل.

وينتظر من رؤساﺀ الدول والحكومات ان يبتوا في مسائل السياسة الاقتصادية في وقت يسجل النمو انتعاشا في عدد كبير من الدول وتلوح بوادره في دول اخرى.

وخلصت مسودة بيان القمة الى سلسلة من القرارات وهي:

- إتفق قادة دول مجموعة العشرين على ان G20 هــي المنتدى الاول لتعاونهم الاقتصاد الدولي.

- قررت المجموعة الحد من المكافآت لتصبح نسبة من الناتج المصرفي الصافي وذلك حين تشكل تهديدا لمستوى الرسملة السليمة "للمصارف.

و في هذا الاطار، طرح وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر امـس الأول فكرة" الزام الدول بالتحرك بشكل مبكر لمعالجة (نقاط الخلل في الاقتصاد العالمي) وعدم تركها تتفاقم "، وذلك في اطار رقابة صندوق النقد الدولي على الاختلال الاقتصادي في العالم.

- تعهد قادة مجموعة العشرين بالعمل معا من اجل اصلاحات شاملة في صندوق النقد الدولي كما ان هناك توافقاً على ضرورة معالجة اختلالات التوازن في حقوق التصويت، الا ان بعض الدول الاوروبية تخشى من ان تفقد نفوذها.

 وبالنسبة الى البرازيل والصين والهند وغيرها من الــدول الناشئة من المهم تحقيق اختراق في المفاوضات في بيتسبرغ حتى يمكن لصندوق النقد الدولي المصادقة على اصلاحات في اجتماعه السنوي الذي سيعقد في اسطنبول في السادس والسابع من تشرين الاول.

- اتفق قادة مجموعة العشرين على تفادي اي انهاﺀ "سابق لاوانه" لخطط الانعاش الاقتصادي، بحسب مشروع بيان لقمة المجموعة في بيتسبرغ.

- اتفق الزعماﺀ على الالغاﺀ التدريجي للدعم على النفط وانــــواع الــوقــود الاحفوري الاخرى "في الأجل المتوسط" وقــالــوا انــهــم ســيــعــززون جهودهم للوصول الــى اتفاق للامم المتحدة بشأن تغير المناخ في وقت لاحق من العام الجاري.

واعتبر الاوروبــيــون فــي القمة ان المفاوضات الدولية من اجل التوصل الى اتفاق جديد حول انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري قــد لا تفضي الــى نتيجة فــي قمة "كوبنهاغن" في كانون الاول .

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وزوجته ميشيل افتتحا القمة بمأدبة عشاﺀ امس الأول في مدينة بيتسبرغ التي اختيرت موقعا للمؤتمر لعرض تحولها الاقتصادي المذهل من بلدة مهملة كانت مركزا لصناعة الفولاذ الى مركز للصناعات التكنولوجية المتطورة.

وشابت افتتاح المؤتمر حوادث عنف منفصلة حيث تحدت جماعات صغيرة مناهضة للرأسمالية تحذيرات الشرطة بعدم التوجه الى موقع المؤتمر.

واطلقت الشرطة بخاخات الفلفل والعيارات النارية المطاطية ونشرت السماعات التي انطلقت منها موجات صــوتــيــة مــزعــجــة لــلــغــايــة لتفريق المتظاهرين الشبان. وقالت الشرطة انه تم اعتقال 15 شخصا.

"عدم ثقة"

يضم صندوق النقد الدولي في عضويته 186 بلدا، ووظيفته اقراض الدول التي تواجه مشاكل اقتصادية وفي المقابل على تلك الدول تبني تغييرات اقتصادية يوصي بها الصندوق.

وللصين حاليا نسبة 3.7 في المئة من الاصوات في الصندوق مقابل 4.9 في المئة مثلا لفرنسا مع ان الاقتصاد الصيني الان اكبر من الفرنسي بنسبة 50 في المئة على الاقل.

ولطالما تعرض الصندوق للانتقاد باعتباره اداة لمجموعة من الدول المتقدمة في محاولتها لفرض القوانين على الدول النامية، ومن هنا تاتي اهمية اعطاء الدول الصاعدة حقوق تصويت اكبر.

وقال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي سابقا، سايمون جونسون، في مقابلة مع وكالة  "بي بي سي": "اذا تحدثت مع الصينيين او مع اي من الدول الصاعدة سيقولون ان صندوق الدولي ليست له شرعية ... ولا نثق في ان ياتي الصندوق وينقذنا في ازمة".

واضاف: "انهم لا يثقون به لان الغرب والولايات المتحدة يسيطرون عليه. هذا ليس عدلا، ولهذا السبب لا يعمل الصندوق بكفاءة".

وتقول الانباء ان الولايات المتحدة تسعى ايضا لتقليل عدد المقاعد في مجلس ادارة الصندوق من 24 الى 20 مما قد يعني ان تفقد بريطانيا وفرنسا مقعديهما.

والجدير ذكره، ان مجموعة العشرين تاسست  في العام 1999 وكانت وقتها تضم في الاساس وزراﺀ مالية ورؤساﺀ المصارف المركزية في اهم 20 اقتصادا في العالم. وتمثل هذه الدول نحو 90 % من الناتج الاجمالي العالمي. ووضعت الازمة المالية والاقتصادية هذه المجموعة في الواجهة اذ عقدت 3 قمم لقادة حكومات دول المجموعة في اقل من عام.

2009-09-26