ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: جدل في الجيش الفرنسي حول حملات الحج الخاصة بالجنود المسلمين

خاص الانتقاد.نت: جدل في الجيش الفرنسي حول حملات الحج الخاصة بالجنود المسلمين
اليسار المؤيد لـ"اسرائيل" دخل على الخط بهدف وقف هذه الحملات تحت حجة مناقضة علمانية الدولة


باريس – نضال حمادة
لمن لا يعرف فللجيش الفرنسي حملاته المنظمة إلى الحج أيضا. حيث ينظم هذا الجيش كل سنة حملة لجنوده لمسلمين الراغبين في تأدية مناسك الحج إلى الديار المقدسة. غير أن هذه السنة شهدت نقاشات عميقة حول الموضوع وصلت أصدائها إلى غرف النقاشات المغلقة على النت والتي يتعامل من خلالها قدامى ضباط  وعناصر مختلف الجيوش في القوات المسلحة الفرنسية.

في الموضوع ، حفلت منتديات الشبكة العنكبوتية المستخدمة من قبل قدامى المحاربين في الجيش الفرنسي، بتناول هذا الموضوع. وحسب ما كتبه البعض في المسألة، فإن نفقات الحج يدفعها الحاج من جيبه الخاص، وتبلغ قيمتها حوالي ثلاثة آلاف يورو أي ما يعادل أربعة آلاف وخمسمائة دولار أميركي، هي نفقات الطائرة والسكن والأكل وثمن التأشيرة وكل المصاريف المتعلقة بالمناسك. وكتبت أحدى المشاركات في النقاش أن هذا المبلغ هو عبارة عن خمسين بالمائة من التكلفة الحقيقة  للرحلة التي تتجاوز تكلفتها ستة آلاف يورو على الشخص الواحد، حيث يتم إسكان الجنود الحجاج في فنادق فخمة ويتمتعون بتسهيلات تفوق ما تقدمه الحملات الأخرى، وهذا ما يحمل خزينة الدولة الفرنسية مبالغ هي بحاجة إليها في أمكان أخرى أكثر إلحاحا من زيارة مكة حسب قولها.

بعض المشاركين في النقاش، قالوا أن تنظيم الجيش الفرنسي لهذه الحملات يصب في المصلحة الفرنسية بالدرجة الأولى حيث يحتضن الجيش جنوده الحجاج المسافرين إلى مكة ما يجعل مسألة أمنهم مضمونة ويجنب فرنسا مشاكل مثل اختطاف جنود لها أو تعرضهم لأذية أو غير ذلك من المخاطر.

في السياق فإن الجدل هذه السنة بدأ من أطراف ترتبط باليسار المؤيد لـ"إسرائيل" حسب مصدر فرنسي مصدر متقاعد التقته "الانتقاد.نت". ويقول المصدر أن حجة هؤلاء تكمن في علمانية الدولة الفرنسية التي تمنع ارتباط الدولة والحكم بالكنيسة أو بديانة أخرى. وهذا ما يحتم حسب هؤلاء أن لا يقوم الجيش الفرنسي بتنظيم حملات للحج خاصة بجنوده المسلمين لتنافي هذا العمل مع الأسس التي بنيت عليها الجمهورية الفرنسية. المصدر العسكري المتقاعد يستغرب هذا الجدل في هذا الوقت بالذات قائلا أن الجيش الفرنسي يهتم بجنوده وضباطه من المسلمين منذ القدم حيث يضم منذ عشرات السنيين في مطبخه قسما يعنى باللحم الحلال، خاص بالمسلمين من جنوده. ويعود هذا الأمر إلى خمسينات القرن الماضي حيث كان عدد الجنود المسلمين في الجيش الفرنسي في ازدياد بعد خدمة الكثيرين منهم في صفوف القوات المسلحة الفرنسية، إبان الحرب العالمية الثانية. ويضيف المصدر الفرنسي ليس من الحكمة الدخول في جدل حول هذه القضية طالما أن الأمر يتم منذ سنوات بهدوء وبدون أية مشاكل.

2009-09-26