ارشيف من :أخبار عالمية

الانتخابات البرلمانية الالمانية: أنجيلا ميركل مستشارة ألمانية لولاية ثانية وخسارة مريرة لشتانماير

الانتخابات البرلمانية الالمانية: أنجيلا ميركل مستشارة ألمانية لولاية ثانية وخسارة مريرة لشتانماير


لم تكتف المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بالحصول على لقب "المرأة الأقوى في العالم"، حتى تمكنت من الاطاحة بوزير الخارجية الالماني، فرانك فالتر شتانماير، بعد الخسارة المريرة التي مني بها في الانتخابات البرلمانية، حيث حصدت ميركل ما يكفي من الأصوات للفوز بولاية ثانية، مدتها أربع سنوات، وتشكيل حكومة جديدة بالتحالف مع الحزب الديموقراطي الليبرالي، القريب من الأوساط المالية.

هذا التحالف الجديد لميركل مع الديمقراطي الليبرالي، كان كفيلا بتحقيق حلم وآمال ميركل بفك تحالفها "الصعب" الذي بدأ عام 2005، مع الحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، الذي يتزعمه شتانماير، فالتباعد بين الحزبين، ساعد في تقدم تحالف ميركل على وزير خارجية حكومتها.

وفي مجريات العملية الانتخابية، فقد فاز المحافظون (الاتحاد المسيحي الديمقراطي ـ الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بزعامة ميركل وحلفائها في الحزب الديمقراطي الليبرالي بغالبية مريحة من المقاعد، ما بين 320 و324 من أصل 598 مقعداً في البرلمان، مقابل 148 مقعدا لحزب شتاينماير، فيما حصل الحزب الديمقراطي الحر على 93 مقعدا، وحزب اليسار على 76 مقعدا وحزب الخضر (الحزب الأفضل لمسلمي ألمانيا) على 67 مقعدا.

وفور إعلان النتائج ، تجمهر مناصرو ميركل، في مقر حزبها "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" في برلين، حيث أعربت لهم عن سعادتها بالنتائج، مشيرة الى أنه "يمكننا هذا المساء الاحتفال بالفوز، بعد أن نجحنا في الحصول على غالبية متينة لتشكيل حكومة جديدة تضم الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديموقراطي الليبرالي، وهذا امر جيد"

واعلنت المستشارة والتي تتمتع بشعبية كبيرة ، تشكيل هذا الائتلاف الجديد الذي كانت تتمنى قيامه لتحكم على رأسه القوة الاقتصادية الاولى في الاتحاد الاوروبي بعدما ضربها انكماش اقتصادي غير مسبوق جراء الازمة الاقتصادية العالمية.
وأكدت ميركل لجمهورها انها تريد أن تكون "مستشارة لجميع الالمان حتى احسّن الوضع في بلادنا، للخروج بأفضل الطرق من الأزمة".
ورغم الفوز الذي حققته ميركل وحلفاؤها، الا أنها تمنعت عن الحديث عن تراجع نتائج حزبها، في الانتخابات البرلمانية الحالية، بعد حصولها على 33.9% من أصوات الناخبين، في خطوة وصفت انها الأسوء منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1949.

من جهته، أكد وزير الخارجية المنتهية ولايته، شتانماير خسارته أمام حليفته السابقة ميركل، معترفا بهزيمة حزبه واصفا يوم الانتخابات بأنه "يوم مرير للحزب الاشتراكي."ومعلنا عزمه على تشكيل معارضة قوية للحكومة التي ستألفها ميركل.
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قد سجل أدنى نسبة في تاريخه، إذ حصل فقط على 23.1 من الأصوات.وأقر شتاينماير، الهزيمة أمام مناصريه، قائلا "النتيجة مرّة للديموقراطية الاجتماعية الألمانية، إنها هزيمة مرّة". وأضاف "لكنني أعدكم اننا سنراقب عن كثب الحكومة الجديدة، عليهم أن يثبتوا قدراتهم، وأنا أشك في ذلك"، فيما يتوقع أن يقود شتاينماير المعارضة في البرلمان الألماني الجديد.

وفي المقابل، أعرب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، راينر بروديرله، عن سعادته بالنتائج الأولية وصعود حزبه ليصبح ثالث أكبر قوة سياسية في ألمانيا وتمكنه من العودة للمشاركة في الحكومة المقبلة مع حزب ميركل.

وقال بروديرله أنه قد "قرر الناخبون، وجاءت النتيجة يوما مرا للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ما من سبيل لقول ذلك بصورة أفضل، النتيجة هزيمة مرة".
وكان الناخبون الألمان قد توجهوا صباح الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان الألماني ومستشارلبلادهم، حيث سجل الإقبال على مراكز الاقتراع انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي بلغت نسبة المشاركة فيها 77.7 في المائة. وتنافس نحو 27 حزباً من مختلف التيارات السياسية على أصوات نحو 62.2 مليون ناخب


تقرير: ليلى سرعيني
2009-09-28