على المقاومة الفلسطينية أن تصعّد عملياتها ضد الاحتلال

"الانتقاد.نت" - لطيفة الحسيني

رأى المسؤول السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس في لبنان علي بركة أن "عمليات الدفاع والتصدي التي قام بها فلسطينيو 48 لمواجهة محاولات اقتحام المسجد الاقصى وتدنيسه من قبل المستوطنين الصهاينة، تأتي في إطار التمهيد للسيطرة عليه بالكامل وفرض أمر واقع جديد وتنفيذ المخطط الصهيوني بتقسيم المسجد المبارك وبناء كنيس يهودي في ساحاته تمهيدا لهدم المسجد مستقبلا" .

بركة وفي حديث خاص الى "الانتقاد.نت"، طالب " السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير بوقف أي اتصال أو تنسيق مع العدو الاسرائيلي الغاصب وبالتالي وقف أي مفاوضات عبثية معه"، داعيا إياها "للافراج عن رجال المقاومة الفلسطينية حتى يتسنى لهؤلاء المجاهدين أن يردوا على هذا العدوان من خلال تصعيد العمل المقاوم في الضفة الغربية بوجه الكيان الصهيوني".

كما طالب بركة الدول العربية والمجتمع الدولي بـ "التحرك العاجل لانقاذ مدينة القدس من سياسة التهويد التي تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو المجرمة"، متوجهاً الى الحركات الاسلامية الوطنية والقومية في العالم الاسلامي لـ"إيلاء قضية القدس أولوية في مقدمة أجندتها والتحرك في الشارع العربي والاسلامي ولدى المؤسسات الدولية من أجل التضامن مع القدس وتثبيت المقدسيين الذي يتعرضون للتهجير اليومي من قبل سلطات الاحتلال ومن أجل الدفاع عن المقدسات الدينية في فلسطين المحتلة وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".

وفي هذا الاطار، اعتبر بركة أن "المساس بالمسجد الاقصى هو مساس بمقدسات الامة الاسلامية وبعقيدتها، لذلك لا بدّ من تحرك اسلامي واسع لانقاذ مدينة القدس، لأنها بمثابة قلب العالم الاسلامي فكيف يمكن أن تعيش هذه الامة اذا كان الفلب جريحا أو أسيراً"، مضيفا أنه "يجب العمل لاستعادة القدس فهذا يعدّ مصلحة عربية واسلامية قبل أن يكون واجبا علينا لأن فيه عافية للأمة، وهوان القدس هو هوان للامة العربية والاسلامية" .

واشار بركة الى أن "العدو الاسرائيلي سيجدد الاعتداء على المسجد الاقصى لأن في عقيدتهم المحرفة يعتقدون أنه يجب أن يهدم المسجد المبارك حتى يظهر مخلصهم في النهاية" .

من جهة أخرى ، لفت بركة الى ان "شجب جامعة الدول العربية واستدعاء الاردن للقائم بالاعمال الاسرائيلي ليس كافيا أبدا، وهو مهزلة حقيقية، لأن الجامعة لا تتحرك بشكل جاد" ، موضحا ان "المطلوب أن تقطع كلّ العلاقات مع الكيان الصهيوني وبالتالي اغلاق سفارات العدو في الاردن ومصر، والعمل على استراتيجية عربية موحدة لانقاذ بيت القدس، حتى لا تبقى القضية في إطار بيانات الشجب لذا يجب وقف كلّ أنواع التطبيع مع الكيان الغاصب والعمل من خلال المجتمع الدولي لفرض عقوبات عليه" .

وتوقع المسؤول السياسي في حركة حماس أن "يلجأ العدو الى معاودة تدنيس المسجد الحرام لأن هناك مخططاً صهيونياً بتقسيمه كخطوة اولى على طريق الاستيلاء عليه بالكامل كما حصل للحرم الابراهيمي في مدينة الخليل"، مضيفا أنه "على المقاومة الفلسطينية أن تصعّد عملياتها ضد الاحتلال، فهذا العدو لا يفهم الا بلغة القوة، أما لغة المفاوضات والحوار والشجب والاستنكار فهي لا تؤثر، فالمقاومة هي وحدها التي تعيد لنا أرضنا ومقدساتنا كما حصل في جنوب لبنان حيث ان القرار 425 لم يجدِ نفعا منذ عام 1978 ، إنما بفعل المقاومة وضربات المجاهدين اللبنانيين استطاع لبنان أن يحرر الجنوب، وكذلك في غزة عندما تصاعدت عمليات المقاومة أجبرت شارون على سحب قواته وجيشه ومستوطنيه من قطاع غزة عام 2005، لذلك ليس لنا خيار الا التمسك بخيار المقتومة والممانعة لتحرير أرضنا".