ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: آخر المهزومين!!

خلف القناع: آخر المهزومين!!
كتب مصطفى خازم
بالأمس جاءت واحدة من أكبر ترددات حرب تموز/ يوليو 2006، لتهز الكيان الغاصب في أعلى مواقعه..
صحيح أنها كانت متوقعة، وقد حسمت قبل مدة طويلة، ولكن المكابرة التي مارسها رئيس وزراء العدو المستقيل إيهود اولمرت، والدعم الأميركي غير المسبوق له، بالإضافة إلى بعض "الحرتقة" العربية، خوفاً من الانهيار أجّلتها إلى هذا الاسبوع..
أولمرت الذي كان وصف نفسه من قبل بأنه "لا يمكن تدميره"، أغمض عينيه وهو يخبر وزراء حكومته بالاستقالة.. ولكن الإغماضة لم تكن خجلاً بل استعداداً للآتي وهو الأعظم، لأنه فيما لو صدقت التوقعات بحسب لائحة الاتهام فسيكون مصيره السجن ولأعوام طوال..
أولمرت المولود في 30 أيلول/ سبتمبر 1945، لم يكن عسكرياً في يوم من الايام.. وهو المعروف بتهربه من الخدمة في جيش العدو، فقد بدأ خدمته المفترضة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1963 في الكتيبة 13، لواء غولاني.. وتأجلت خدمته العسكرية بسبب إصابات لزمها علاج طبّي مستمر، ثم أنهاها في العام 1971 مراسلاً عسكريّاً في الجريدة العسكرية "باماحانيه".
درس علم النفس والفلسفة والحقوق.. ودخل الكنيست سنة 1973 ولغاية اليوم ما عدا السنوات من 1998-2003.
برغم تهربه من الخدمة عاد وتطوع في جيش الاحتلال ليتخرج من دورة ضباط احتياط إلى خدمة في لبنان.
شغل مناصب عدة في الكنيست ولجانه: الخارجية والأمن، والمالية، والتربية وميزانية الأمن.
عمل وزيرا لشؤون الأقلّيات، ووزيرا للصحة.. والصناعة والتجارة والعمل والاتصالات والمالية...
لمع نجمه رئيساً لبلدية القدس المحتلة.. حيث بذل كل جهده في تهويدها..واستخدم موقعه للدفاع عن بناء الجيوب الاستيطانية في القدس الشرقية العربية..
دخل في لعبة تقطيع الوقت مع السلطة الفلسطينية فقام بالعديد من المناورات.. واطاح بكل الاتفاقيات .. وكانت اجتماعاته مع السلطة الفلسطينية من أجل الصور التذكارية.. واليوم يتركهم يضربون اخماسهم بأسداسهم.. بانتظار المواعيد العرقوبية..
حصار مطبق على غزة، وانتخابات في اميركا.. وانتخابات في الكيان الغاصب قد تتأجل إلى العام 2010..
بعد مرض شارون في العام 2006 تسلّم أولمرت صلاحيات رئيس الحكومة.. وفي اليوم الثاني عقد الجلسة الأولى للحكومة برئاسة الوزير ايهود أولمرت كالقائم بأعمال رئيس الحكومة مع كافة صلاحيات رئيس الحكومة.
في يوم الثلاثاء 28 آذار/ مارس 2006 تمّ إجراء انتخابات عامّة للكنيست السابع عشر، وفيها حصل حزب كاديما برئاسة ايهود أولمرت على المرتبة الأولى من بين الأحزاب مع 29 مقعدا في الكنيست.
في يوم الخميس 4 أيار/ مايو 2006 أدى اليمين في الكنيست رئيسا لحكومة العدو حمل الرقم 12 بين رؤساء الحكومات..
في 13 تموز/ يوليو 2006، اتخذ قرار الحرب على لبنان بعد عملية الاسيرين في خلة وردة، وكرت متوالية الفشل على جيش الاحتلال بحراً وبراً وجواً، وصولاً الى استقالة كل المتورطين بها والمهزومين فيها من قيادة الجيش وألوية النخبة.... حتى جاء دور آخرهم بالامس..
درس اولمرت يجب ان يكون عبرة لكل أشباهه، وأتباعه..
مهما طال الزمان، ومهما فعل العطار.. لا بد من السقوط.. المدوي..
ومن يدري ربما سيكون عيد ميلاد أولمرت المقبل في نهاية الشهر.. في زنزانة.. وعقبال من ستّر عليهم تقرير فينوغراد خوفاً عليهم وعلى مصالح كيانه معهم..
وكل عيد وأنتم بخير..
الانتقاد/ العدد1301 ـ 23 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-23