اعداد : هبه عباس

بعد الرد من قبل مختلف الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية بشأن المصالحة بين الفلسطينين بقيت "حماس " الفصيل الاخير الذي لم يبدي ملاحظاته عليها

وبعد زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس " خالد مشعل الى القاهرة الاحد الماضي واجتماعه برئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء عمر المصري اعلن مشعل رد حركة حماس على الورقة المصرية حيث اعتبرها ارضية صالحة للمصالحة الفلسطينية وتوقع التوصل الى اتفاق الشهر المقبل بعد الصياغة النهائية للمسؤولين المصريين لمشروع المصالحة الفلسطينية .

وفي رد على تصريحات مشعل بشأن الورقة المصرية اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة " فتح " نبيل شعث بان رد "حماس" ايجابي عموما ، واشار شعث الى ان الورقة المصرية واضحة ولا داعي للإضافة إليها، حيث انها نتجت بعد مواكبة سنة من المفاوضات، آملا أن تدعى كل الفصائل الآن للاجتماعات المقبلة، حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل توافق عليه كل الأطراف .

وبعد اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح " برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة موقف "حماس " رأى شعث انه اذا رغبت "حماس" في الوصول الى اتفاق في القريب العاجل ، وعبرت عن استعدادها لإجراء انتخابات بتأجيل محدود، نكون قد اقتربنا كثيراً من الوفاق ، متمنيا ألا تعرقل الإضافات التي أضافها مشعل في ما يتعلق بالضفة وغيرها من التوصل الى اتفاق .

من جهته أبدى نائب الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة تفاؤلا حذرا بإمكانية توقيع اتفاق مصالحة ينهي حالة الصراع بين "فتح" و"حماس" بسبب ما اسماها إمكانية 'دخول الشيطان في التفاصيل' كالصلاحيات الأمنية وغيرها من التفاصيل الخلافية، رغم تأكيده على وجود رغبة لدى الحركتين في المصالحة.

وفي السياق ذاته وتعليقا على تصريحات مشعل اكد الدکتور اياد السراج امين سر لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية الفلسطينية ان التصريحات الأخيرة لخالد مشعل عکست أجواءً ايجابية تجاه اقتراب موعد تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية .

وقال السراج في حديث مع الصحفيين اليوم أن هذه التصريحات ستؤدي الى إنهاء الانقسام السياسي والجغرافي، الذي عصف بالحالة الوطنية الفلسطينية،

واضاف إن ردود الفعل الايجابية من قبل أوساط رسمية من حرکة "فتح" تجاه التصريحات الصادرة عن مشعل ، تصب هي الأخرى في دائرة التفاؤل .

هذا وعزا عضو المكتب السياسي لـ'حماس' عزت الرشق التقدم الذي حصل على صعيد المصالحة إلى المرونة التي تحلت بها حركة 'حماس'، واشار الى ان "حماس " تعمل على إنجاح جهود الوساطة المصرية دفاعًا عن الحقوق الوطنية حيث تم تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية.

وفي ذات السياق أوضح الرشق أن حركته لم تطالب بتأجيل الانتخابات، بل طالبت بانتخابات نزيهة وفرص متكافئة لخوض الانتخابات، ولا بد من تهيئة الجو المناسب لها، متسائلاً عن كيفية الذهاب إلى الانتخابات في ظل الانقسام الحاصل ؟!'.

وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قد كشفت أن الموعد المقترح لعقد المؤتمر الوطني الشامل للتنظيمات والفصائل الفلسطينية لمناقشة مشروع المصالحة النهائية، الذي تعكف مصر حاليا على إعداد صيغته النهائية في ضوء ردود كافة الفصائل عليه، سيكون يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، يعقبه حفل التوقيع على إعلان القاهرة للمصالحة لعام 2009.

وأوضحت المصادر ذاتها أن مصر ستوجه الدعوة لجامعة الدول العربية لحضور حفل توقيع «إعلان القاهرة للمصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام ـ 2009»، الذي سيحضره جميع قادة الفصائل الفلسطينية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، على ان يعقد تحت رعاية الرئيس المصري حسني مبارك.