ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: حقيقة الشغب النووي

كتب محمد يونس
ينشغل العالم منذ أكثر من ثماني سنوات بما تثيره إسرائيل وأميركا حول الملف النووي الإيراني، وما رافق ذلك من مزاعم تهديد الأمن والاستقرار العالميين. وحاول هؤلاء خلال هذه المدة كل ما وصل إلى بالهم من أجل منع إيران من مواصلة الأبحاث العلمية حول دورة الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم بحجج مختلفة، أبرزها اتهام إيران بالعمل على تصنيع أسلحة نووية، وهو اتهام استخدم بقوة لتخويف بقية دول العالم الأوروبية والعربية الخليجية لدفعها للوقوف إلى جانب مثيري الشغب النووي.
وبنظرة سريعة إلى هذه الفترة الممتدة إلى الآن لا بد وأن نلاحظ جملة أمور تدحض الادعاءات الأميركية والصهيونية بأن إيران نووية تشكل تهديدا للاستقرار العالمي، فتحديدا لنضئ حول هذه النقطة بالذات ونرَ من هدد ويهدد الاستقرار العالمي المزعوم.
إيران ومنذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة لم تبدأ حربا مع أي بلد أو طرف خارجي، بل شُنت عليها حرب ضروس بهدف القضاء نهائيا على الثورة الإسلامية، وقد تكتل ضدها الشرق والغرب في سابقة لم تشهدها فترة الحرب الباردة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى اللحظة تعلن أنه ليس لديها أي دليل على امتلاك إيران أسلحة نووية، بل كل ما في الأمر أنها تثير شكوكا في معلومات مصدرها طبعا الولايات المتحدة وإسرائيل.
إيران تعاملت في بداية الأزمة المفتعلة بكل ايجابية مع المجتمع الدولي، فأوقفت عمليات التخصيب والأبحاث بناءً على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، ولكن بعد مرور سنتين على تطبيق الاتفاقية من قبل طهران لم يلتزم الاتحاد الأوروبي الجانب المتعلق منه.
إيران وقّعت على كل اتفاقيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحد من انتشار الأسلحة النووية واتفاقيات الأمن النووي العالمي برغم أنها لا تملك أسلحة نووية، وبرغم أن خبرتها النووية ما زالت في بداياتها، وبرغم وجود دول تملك أسلحة نووية غير موقعة على هذه الاتفاقيات.
الطرف الأكثر حراكا في إثارة هذا الشغب النووي داخل الوكالة الذرية هو كيان العدو برغم أنه يمتلك أكثر من مئتي رأس نووي وبرغم أنه يرفض التوقيع على كل اتفاقيات ومعاهدات الوكالة، وبرغم أنه ليس عضواً حتى في هذه الوكالة.
منذ 2001 وحتى اليوم اجتاحت الولايات المتحدة بلدين عضوين في الأمم المتحدة واحتلتهما وقلبت نظام الحكم فيهما، وهما الآن يعيشان بين مطرقة الاحتلال وسندان الإرهاب، أما إسرائيل فارتكبت مجازر رهيبة بحق الشعب الفلسطيني كمجزرة جنين والمجازر المتنقلة في غزة والضفة الغربية، ونفذت عمليات اغتيال لفلسطينيين ولبنانيين خارج حدود كيانها المصطنع، واعتدت بغارات جوية على سوريا، وصولا إلى العام 2006 حيث شنت أفظع حرب لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية على دولة عضو في الأمم المتحدة، لبنان.
وخلال كل هذه الفترة لم يتوانَ هذان الطرفان عن التدخل في شؤون كل دول العالم دون استثناء، والعمل على قلب الأنظمة التي لا تواليهما لدرجة أن مجلس نواب الديمقراطية الأولى (المزعومة) يقر اعتماداً بملايين الدولارات بهدف قلب النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورئيس هذه الديمقراطية باعتماد خطة سرية للنيل من رموز وقادة القوى الممانعة.
كل ذلك يقودنا إلى أن حجة الاستقرار العالمي المزعوم ليست سوى قناع للهدف الحقيقي وهو منع امتلاك إيران للمعرفة النووية الكاملة، لأن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تدين بالولاء إلى أي طرف خارجي، وولاؤها هو فقط لثورتها وشعبها.
الانتقاد/ العدد1301 ـ 23 أيلول/ سبتمبر 2008
ينشغل العالم منذ أكثر من ثماني سنوات بما تثيره إسرائيل وأميركا حول الملف النووي الإيراني، وما رافق ذلك من مزاعم تهديد الأمن والاستقرار العالميين. وحاول هؤلاء خلال هذه المدة كل ما وصل إلى بالهم من أجل منع إيران من مواصلة الأبحاث العلمية حول دورة الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم بحجج مختلفة، أبرزها اتهام إيران بالعمل على تصنيع أسلحة نووية، وهو اتهام استخدم بقوة لتخويف بقية دول العالم الأوروبية والعربية الخليجية لدفعها للوقوف إلى جانب مثيري الشغب النووي.
وبنظرة سريعة إلى هذه الفترة الممتدة إلى الآن لا بد وأن نلاحظ جملة أمور تدحض الادعاءات الأميركية والصهيونية بأن إيران نووية تشكل تهديدا للاستقرار العالمي، فتحديدا لنضئ حول هذه النقطة بالذات ونرَ من هدد ويهدد الاستقرار العالمي المزعوم.
إيران ومنذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة لم تبدأ حربا مع أي بلد أو طرف خارجي، بل شُنت عليها حرب ضروس بهدف القضاء نهائيا على الثورة الإسلامية، وقد تكتل ضدها الشرق والغرب في سابقة لم تشهدها فترة الحرب الباردة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى اللحظة تعلن أنه ليس لديها أي دليل على امتلاك إيران أسلحة نووية، بل كل ما في الأمر أنها تثير شكوكا في معلومات مصدرها طبعا الولايات المتحدة وإسرائيل.
إيران تعاملت في بداية الأزمة المفتعلة بكل ايجابية مع المجتمع الدولي، فأوقفت عمليات التخصيب والأبحاث بناءً على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، ولكن بعد مرور سنتين على تطبيق الاتفاقية من قبل طهران لم يلتزم الاتحاد الأوروبي الجانب المتعلق منه.
إيران وقّعت على كل اتفاقيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحد من انتشار الأسلحة النووية واتفاقيات الأمن النووي العالمي برغم أنها لا تملك أسلحة نووية، وبرغم أن خبرتها النووية ما زالت في بداياتها، وبرغم وجود دول تملك أسلحة نووية غير موقعة على هذه الاتفاقيات.
الطرف الأكثر حراكا في إثارة هذا الشغب النووي داخل الوكالة الذرية هو كيان العدو برغم أنه يمتلك أكثر من مئتي رأس نووي وبرغم أنه يرفض التوقيع على كل اتفاقيات ومعاهدات الوكالة، وبرغم أنه ليس عضواً حتى في هذه الوكالة.
منذ 2001 وحتى اليوم اجتاحت الولايات المتحدة بلدين عضوين في الأمم المتحدة واحتلتهما وقلبت نظام الحكم فيهما، وهما الآن يعيشان بين مطرقة الاحتلال وسندان الإرهاب، أما إسرائيل فارتكبت مجازر رهيبة بحق الشعب الفلسطيني كمجزرة جنين والمجازر المتنقلة في غزة والضفة الغربية، ونفذت عمليات اغتيال لفلسطينيين ولبنانيين خارج حدود كيانها المصطنع، واعتدت بغارات جوية على سوريا، وصولا إلى العام 2006 حيث شنت أفظع حرب لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية على دولة عضو في الأمم المتحدة، لبنان.
وخلال كل هذه الفترة لم يتوانَ هذان الطرفان عن التدخل في شؤون كل دول العالم دون استثناء، والعمل على قلب الأنظمة التي لا تواليهما لدرجة أن مجلس نواب الديمقراطية الأولى (المزعومة) يقر اعتماداً بملايين الدولارات بهدف قلب النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورئيس هذه الديمقراطية باعتماد خطة سرية للنيل من رموز وقادة القوى الممانعة.
كل ذلك يقودنا إلى أن حجة الاستقرار العالمي المزعوم ليست سوى قناع للهدف الحقيقي وهو منع امتلاك إيران للمعرفة النووية الكاملة، لأن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تدين بالولاء إلى أي طرف خارجي، وولاؤها هو فقط لثورتها وشعبها.
الانتقاد/ العدد1301 ـ 23 أيلول/ سبتمبر 2008