عبرت الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في ختام اجتماعها الاستثنائي في دمشق عن دعمها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.

ونظم هذا الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام بدعوة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري وبمشاركة ممثلي خمسين حزباً شيوعياً وعمالياً من ثلاثة وأربعين بلداً.وهَدَفَ الاجتماع إلى التضامن مع فلسطين والقضايا العربية وفضح الطبيعة العدوانية للصهيونية وحروبها المتكررة على شعوب المنطقة. كما ناقش المشاركون عدداً من القضايا الدولية إضافة إلى موضوع الجولان السوري المحتل والقدس والاستيطان وجدار الفصل العنصري.

وأعلنت الأحزاب في ختام اجتماعها عن عزمها القيام بتحرك مشترك في التاسع من تشرين الثاني القادم/نوفمبر كيوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتظاهر أمام السفارات في البلدان التي لها علاقات دبلوماسية مع العدو الاسرائيلي والتجمع أمام مقرات الأمم المتحدة والسفارات الأمريكية وذلك تحت شعار "وقف مؤامرة تهويد القدس وإزالة الاستيطان الإسرائيلي".

ودعت الأحزاب إلى الضغط على الدول التي أقامت علاقات ثنائية مع" إسرائيل" وخاصة الإتحاد الأوروبي لوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة بينهم وإلى تنظيم فعالية سنوية في الخامس عشر من أيار/مايو من كل عام بهدف تقديم شتى أنواع الدعم للشعب الفلسطيني وكذلك تنظيم الفعاليات المختلفة لدعم الجولان المحتل وإعادته إلى الوطن الأم سورية وإزالة الاحتلال الإسرائيلي عن مزارع شبعا وكفر شوبا.

كما دعت الأحزاب إلى تنظيم تجمع للمحامين لسوق مجرمي الحرب الإسرائيليين والأميركيين أمام محاكم دولية تقام لهذا الهدف بدءاً بالمسؤولين عن مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والجليل وغزة وكل الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في لبنان وفلسطين وسورية والعراق. واتفق ممثلو الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية على تشكيل لجنة تحضيرية لإعداد برنامج أكثر تفصيلا يأخذ بعين الاعتبار كل الاقتراحات العملية التي تقدم بها المشاركون على أن تشكل هذه اللجنة من أربعة أحزاب هي الحزب الشيوعي اللبناني واليوناني والسوري وحزب الشعب الفلسطيني.

وتوجه المشاركون بالشكر إلى سورية على تنظيمها لهذا الاجتماع والجهود التي بذلت لإنجاحه. وفي تصريحات على هامش اجتماعاتهم لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أعرب عدد من المشاركين في الاجتماع عن تأييدهم وتضامنهم مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم مؤكدين أهمية انعقاد هذا الاجتماع في دمشق ووقوفهم إلى جانب سورية وما تمثله من مواقف ثابتة ومبدئية تجاه القضاياالعادلة .

وقالت عضو اللجنة التنفيذية في الحزب الشيوعي البريطاني بولين فريزر لـ"سانا" إن انعقاد المؤتمر في هذا الوقت مهم جداً وخاصة بعد المجزرة الوحشية ضد أهالي غزة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية وبالتزامن أيضا مع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين المستفزة بمتابعة عمليات الاستيطان. وأضافت فريزر أن الحزب سيطرح في داخل البرلمان البريطاني بعد انتهاء المؤتمر مجموعة من الإجراءات والطلبات كوقف بيع الأسلحة لإسرائيل ومنع استيراد البضائع الإسرائيلية التي تنتج داخل المستوطنات ومقاطعة الشركات العالمية التي تشارك بشكل أو بآخر بإقامة وبناء المستوطنات والضغط على الاتحاد الاوروبي لتعليق اتفاقية التجارة بين الاتحاد و"اسرائيل".

وأشارت فريزر في تصريحها لـ"سانا" إلى أن الحزب سيقوم أيضا بنشاطات على مستوى الشارع البريطاني كمواصلة التظاهر وادانة اسرائيل وفضح سياساتها وممارساتها الوحشية بحق الشعب الفلسطيني ووضع لافتات امام المتاجر تدين الارهاب الاسرائيلي وتطالب بمقاطعة البضائع الاسرائيلية ووضع بروشورات تشير إلى ان الاموال التي سيدفعها الزبون ثمنا للبضائع الاسرائيلية ستتحول رصاصة في اجساد الفلسطينيين. وبينت أن نشاطات الحزب في الشارع ستتوسع لتشمل تشجيع شراء البضائع الفلسطينية رغم محدوديتها ووضع لافتات بان الشراء من هذه البضائع سيساهم في ابقاء شخص على قيد الحياة كما سيعمل الحزب على مواصلة ارسال المساعدات إلى غزة حيث ستنطلق في كانون الاول القادم قافلة مساعدات ستضم الغذاء والدواء.
 
وقالت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي دانيال بيدار لـ"سانا" إنه سيتم الإعلان عن نتائج هذا المؤتمر في الجرائد الفرنسية وفي كل الفروع الحزبية أيضا مطالبة بالعمل بشكل جماعي ومنظم ضد الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل فعلي وحقيقي. وأوضح سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي ليونيد كالاشينكوف أن حزبه سيعمل على تنفيذ بنود البيان الختامي للمؤتمر من خلال طرح هذه البنود والتوصيات داخل البرلمان الروسي كما سيتم نشر هذه التوصيات في جرائد ووسائل إعلام الحزب لإيصال حقيقة القضية الفلسطينية لكل أنحاء العالم.
 
بدوره قال الأمين العام للحزب الشيوعي البلغاري غيورغي فانيف لـ"سانا" إن المؤتمر سيضع خطة عمل من شأنها أن تساعد الأحزاب في عملهم لفضح ما تمارسه إسرائيل والقوى المهيمنة على العالم من جرائم ضد الإنسانية. ودعا الأمين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني محمود سعادة إلى إيجاد آليات عمل فاعلة لفضح الممارسات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية التي تقوم بدفن النفايات النووية ومحاكمة قادة "إسرائيل" في المحاكم الدولية.

وقال أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي إن المؤتمر يناقش تبني قرارات تدعو الأمم المتحدة والحكومات إلى الاعتراف الفوري بحدود الدولة الفلسطينية المستقلة واعتبار دولة فلسطين عضوا دائما في الأمم المتحدة وتوسيع الحملة الدولية لمواجهة تهويد القدس والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة. ودعا الأمم المتحدة إلى القيام بمسؤولياتها في إنهاء الاحتلال بكل أشكاله عن الأراضي الفلسطينية المحتلة إضافة إلى متابعة تقرير الأمم المتحدة غولدستون حول الجرائم الحربية الإسرائيلية في غزة والعمل بتوصيات محكمة العدل الدولية في لاهاي بما يخص الاستيطان والجدار الفاصل وتعزيز المقاطعة للكيان الإسرائيلي وبضائعه .

بدوره قال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري صلاح عدلية إننا خلال جلسات الاجتماع طالبنا بمواصلة النضال المشترك من أجل نزع السلاح النووي الإسرائيلي وأسلحة الدمار الشامل، مشيراً إلى ضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني التي أضعفت الساحة الفلسطينية ما أثر على القضية بشكل عام وخاصة أن إسرائيل استغلت هذا الضعف وتعمل على تهويد القدس والاعتداء على مقدساتها وهذا بمنتهى الخطورة ودعا إلى اتخاذ مواقف قوية وحاسمة تجاهها لافتاً إلى ضرورة حشد الرأي العام العالمي لفتح لمعابر مع غزة وإعادة اعمار ما دمره الاحتلال ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
 
وأشار عضو قيادة الحزب الجزائري الديمقراطي الاشتراكي علي مهيبل إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني بمبررات واهية تؤكد رفض "إسرائيل" للسلام الذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وإيقاف كل أشكال الاستيطان وتفكيك جدار الفصل العنصري وإلغاء كل الإجراءات الهادفة إلى تهويد القدس المحتلة وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين في سجون الاحتلال والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني.