ارشيف من :أخبار عالمية
20 اسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو لـ جلعاد شاليط
اعداد : هبه عباس
نجح الوسيطان الالماني والمصري في خرق الجمود الذي خيم على صفقة تبادل الاسرى بين الجانبين الصهيوني والفلسطيني امس، حيث تم التوصل الى اطلاق سراح 20 اسيرة فلسطينية في مقابل شريط يثبت ان الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي تم اسره على ايدي مجموعات فلسطينية مقاومة، منها كتائب القسام، في 25 حزيران 2006، لا يزال على قيد الحياة.
وتشير مصادر الى ان هذه العملية هي بمثابة عملية تبادل مصغرة، وقد تكون المقدمة للوصول الى صفقة اكبر تشمل كل الاسرى الفلسطينين بالرغم من وجود عقبات تخيم على هذا الملف الشائك.
في جديد عملية التبادل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي اعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو امس عن اتفاق يقضي بإطلاق سراح 20 اسيرة فلسطينية في مقابل الحصول على شريط فيديو مدته دقيقة واحدة للجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شاليط.
واشار نتنياهو الى اهمية شريط الفيديو، معتبرا ان من المهم ان يعلم العالم اجمع ان جلعاد شاليط لا يزال على قيد الحياة.
وأكد مسؤول إسرائيلي بارز أنه سيتم إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات غداً، بالتزامن مع تسليم الجانب الإسرائيلي الشريط، الذي تمّ تسجيله قبل بضعة أسابيع.
من جهته، رأى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن أي إشارة تؤكد وجود شاليط على قيد الحياة تمثّل خطوة هامة نحو إطلاق سراحه.
وسبق أن أشار المتحدث باسم كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة في مؤتمر صحفي بغزة إلى أن الأسيرات اللواتي سيفرج عنهن ينتمين إلى فصائل فلسطينية مختلفة، وبينهم خمس من حركة التحرير الوطني (فتح) وأربع من "حماس" وثلاث من حركة " الجهاد الإسلامي" وواحدة من " الجبهة الشعبية " وسبع أسيرات مستقلات.
وتلا المتحدث الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي بغزة أسماء الأسيرات الفلسطينيات وهن: "جهاد أبو تركي، صمود خليل عبد الله، سناء صلاح، هيام يوسف البايض، ليلى محمد البخاري، نجوى عبد الغني، شيرين محمد حسن، لينان يوسف أبو غلمة، كفاح عمر محمد عفانة، نفين خليل دقة، براءة ملكي، ميمونة جبرين، ريمة أبو عيشة، آيات القيسي، ناهد فرحات، زهور عبد أبو غياض حمدان، فاطمة يونس الزق، هبة أسعد خليل النتشة، روجينا رياض محمد جناجرة، منال زياد سباعنة".
وما ان تم الاعلان عن اسماء الاسيرات الفلسطينيات تعالت من منازل عائلات الأسيرات اللواتي أُعلنَ أنه سيجري الإفراج عنهن ضمن الصفقة الجزئية اصوات التكبير والزغاريد، وسط إشادة بإنجاز الفصائل، وعلى رأسها "كتائب القسام".
كما خرج مواطنون فلسطينيون وأنصار حركة «حماس» في مسيرات عفوية، وأطلقوا العنان لأبواق السيارات ابتهاجاً بما وصفوه بأنه «انتصار للمقاومة».
وفي المواقف الفلسطينية الداعمة لهذا الانجاز الكبير شدد المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري على حرص الحركة على إتمام صفقة الأسرى مع الكيان الغاصب بأسرع وقت ممكن، وثمن دور مصر والوسيط الألماني.
ووصفت الحركة هذه الخطوة بأنها "إنجاز كبير وفخر عظيم يسجل لـ"كتائب القسام" وبقية القوى الآسرة لجلعاد شاليط.
وشدد المتحدث باسم "كتائب عز الدين القسام " الذراع العسكرية لحركة "حماس" ابو عبيدة على أن الفصائل ما زالت ثابتة على موقفها وهو إنجاز صفقة شاملة بذات الشروط، مؤكداً أن الاتفاق تم برعاية مصرية وبجهود ألمانية.
من جهتها أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" على لسان الاستاذ وليد حلس أن الإفراج عن 20 أسيرة ضمن صفقة الجندي شاليط هذه خطوة مهمة وإنجاز حقيقي للشعب وللمقاومة الفلسطينية التي تسير على طريق إتمام صفقة تبادل مشرفة تحرر عددا من الاسرى الأبطال من سجون الاحتلال.
واعتبر حلس أن شمول الأسيرات من مختلف الفصائل الفلسطينية يؤكد مصداقية حركة حماس والتزامها الديني والأخلاقي والوطني بإنهاء قضية الأسرى كقضية وطنية بعيداً عن الحسابات الحزبية الضيقة.
بدوره، أكد المتحدث باسم "لجان المقاومة الشعبية" أبو مجاهد ان العدو سيفرج غداً عن الأسيرات العشرين مرحبا بهذه الخطوة المهمة.
في المقابل، رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الحدث تطوراً دراماتيكياً، واصفة إياه بـ«صفقة التبادل المصغرة».
وبرغم أجواء التفاؤل، أكدت مصادر إسرائيلية أن «الأمر لا يتعلق بمقدمة للصفقة الكبرى». وقال مسؤول رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إنّه من المتوقع أن تكون المفاوضات على إبرام صفقة تبادل الأسرى طويلة وصعبة.
على صعيد آخر اعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية ان الإفراج عن الأسيرات الفلسطينيات هو "خطوة لبناء الثقة"، مشيرة إلى أن الأسيرات المزمع الإفراج عنهن قد حكمن بالسجن لمحكوميات قصيرة جدا.
وبحسب معطيات مصلحة سجون الاحتلال فإن هناك أربع أسيرات معتقلات لحين انتهاء مقاضاتهن، وأربع أسيرات تنتهي محكومياتهن نهاية العام الجاري، أما البقية فتنتهي محكومياتهن بعد عام أو عامين.
والجدير ذكره انه في حال خرجت الصفقة لحيز التنفيذ سيبقى خلف القضبان في سجون الاحتلال الصهيوني نحو 65 أسيرة فلسطينية بعضهن محكومات بالسجن المؤبد.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018