ارشيف من :أخبار عالمية
موجة من الكوارث الطبيعية تجتاح المحيط الهادئ
اعلنت الطبيعة غضبها على بعض دول المحيط الهادئ، فبعد ان اجتاحت الفيضانات الفيلبين، ذعرت جزر ساموا الاميركية بزلزال ضرب الجزيرة، كما نالت جزيرة سومطرة الاندونيسية حصتها من الكوارث حيث سجل فيها زلزالان اقل ما يقال فيهما إنهما مدمران.
اذاً، ضرب، امس، مدينة ساموا في جنوب محيط الهادئ، والبالغ عدد سكانها 220 الف نسمة، زلزال بقوة ثماني درجات، ما تسبب بموجة من المد البحري (او ما يعرف بتسونامي)، الامر الذي ادى الى مقتل ما لا يقل عن 119 شخصا، فيما عبر مسؤولون محليون عن خشيتهم من ارتفاع الحصيلة مع معلومات تشير الى وجود مفقودين.
وأفادت التقارير بأن الأمواج التي بلغ ارتفاعها ستة أمتار اكتسحت السيارات والأشخاص، ومنهم أطفال انتزعتهم الأمواج من أمهاتهم وجرفتهم الى البحر.
وفي هذا الاطار، اعلن حاكم جزر ساموا الامريكية توجيولا تولافونو ان الزلزال تسبب بـتسونامي قتل 24 شخصا على الاقل واصاب 50 اخرين بجروح.
واضاف تولافونو أن الجزء الجنوبي من توتويلا، وهي الجزيرة الرئيسية في ساموا "اصيب بدمار"، وان عدد القتلى قد يرتفع مع وصول فرق الانقاذ الى مناطق يتعذر الوصول اليها الان بسبب الاضرار التي لحقت بالطرق والجسور خصوصا في الطرف الغربي من الجزيرة.
وقد عقد بيل انجليس، القائم بأعمال رئيس وزراء نيوزيلندا، مؤتمرا صحافيا قال فيه ان "عددا كبيرا من الأشخاص لقوا حتفهم... مع توقع تسجيل عدد أكبر من الوفيات جراء هذه المأساة".
أما نائب رئيس وزراء ساموا ميسا تيليفوني فقال "منينا بخسائر هائلة على طول الساحل، ومحيت معظم المنتجعات السياحية تماما". من جهة ثانية نقل موقع "ستاف" النيوزيلندي الاخباري عن شهود عيان قولهم إن حجم الدمار في ساموا كان هائلا و"الجثث المغطاة بالملابس منتشرة في كل أنحاء القرى الساحلية".
الى ذلك، تعاني مستشفيات ساموا من نقص في الكادر في حين يقدم الصليب الاحمر مساعدات للمشردين الذين قدرت اعدادهم بالالاف، جراء الكارثة، وتنتشر فرق الشرطة بحثا عن الضحايا والمفقودين، ويجري انتشال جثث خلفتها الأمواج العاتية بعد انحسارها.
كما توقع مسؤولون أن يستر انقطاع الكهرباء شهرا كاملا، بينما نزح عن العاصمة باغو باغو نحو 2500 من سكان المدينة.
وفي موازاة ذلك، اعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما ساموا الأميركية "منطقة كوارث كبرى"، واعدا "بنشر الوسائل الضرورية لـ"رد كامل سريع وشديد" على الكارثة، فيما قدم الاتحاد الأوروبي للجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدة عاجلة بقيمة 150 ألف يورو. كما خصصت ألمانيا مساعدات عاجلة بلغت 100 ألف يورو، في حين تعهّدت استراليا بإرسال مساعدات إلى الجزيرة.
وبعد ساعات فقط من زلزال ساموا، هز زلزال مدمر جزيرة سومطرة الاندونيسية، بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر، وقد قدر عدد ضحاياه بالآلاف.
الى ذلك، سجلت هزة أرضية جديدة بلغت قوتها 6.8 درجات على مقياس ريختر بحسب المعهد الجيولوجي الأميركي صباح الخميس على مسافة نحو 150 كلم جنوب بادانغ في جزيرة سومطرة الإندونيسية، ليكون ثاني زلزال كبير يهز المنطقة في أقل من 24 ساعة.
ووقع الزلزال الاول في البحر عند الساعة 5,16 مساء بالتوقيت المحلي (10,16 تغ) على عمق 87 كلم، وعلى بعد 53 كلم شمال غرب مدينة بادانغ في مقاطعة سومطرة الغربية، حسب المركز الجيولوجي الاميركي.
وكان سكان العاصمة الاندونيسية قد شعروا بالزلزال برغم انها تبعد 940 كلم عن موقع الهزة. وقال علماء الجيولوجيا ان بادانغ الواقعة عند ملتقى الصفائح التكتونية القارية هي الاكثر عرضة للدمار في الزلزال الكبير التالي.
وقد ادى الزلزال الى انهيار مبان كبيرة واشتعال حرائق في مدينة بادانغ، عاصمة سومطرة، حسبما اعلنت الوكالة الاندونيسية للجيولوجيا ووسائل الاعلام.
نائب رئيس مركز الازمات في وزارة الصحة الاندونيسية رستم باكايا أعلن انه "قد يكون هناك أكثر من ألف قتيل (...) لأن عدداً كبيراً من المباني والمنازل أصيبت بأضرار"، مشيراً إلى أن الزلزال "أدى إلى محاصرة آلاف الناس تحت الأنقاض" .
وكان سكان بادانغ يشاركون في عمليات البحث التي ازدادت صعوبة جراء هطول الأمطار والنقص في المعدات الضرورية لإزالة الركام، على ما أفادت صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية .
وقالت مديرة وكالة الجيوفيزياء والارصاد الجوية الاندونيسية رحمت تريونو ان الوكالة لم تصدر تحذيرا من وقوع تسونامي.
في المقابل، اصدر مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ والواقع في هاواي امرا بمراقبة حدوث تسونامي في اندونيسيا وماليزيا والهند وتايلاند.
وأفادت تقارير بأن موجات مدة صغيرة وصلت نيوزيلندا بالإضافة إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في عدة جزر واقعة في جنوب المحيط الهادي، فيما استعد حرس الإنقاذ البحري في كاليفورنيا لاحتمال حدوث موجات خطيرة، وأصدرت اليابان بدورها تحذيراً من موجات تسونامي على سواحله.
وتجدر الاشارة الى ان اندونيسيا تقع على "حلقة النار" في المحيط الهادئ حيث يؤدي التقاء الصفائح القارية الى نشاط بركاني وزلزالي عال. وادى زلزال ضرب جزيرة جاوا الرئيسية في وقت سابق من هذا الشهر الى مقتل 123 شخصا.
وسط هذه الاحداث، لا يزال اعصار "كيتسانا" الذي ضرب مانيلا عاصمة الفليبين يواصل تقدمه في جنوب شرق آسيا، ما أدى إلى مصرع ما لا يقل عن 55 شخصاً في فيتنام و11 شخصاً في كمبوديا، ما رفع حصيلة القتلى إلى 300 شخص في شرق آسيا
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018